فن الادارة ..من هنا وهناك

إيمان عبد الشكور .. أصغر رائدة أعمال سعودية

بفضل قوة عزيمتها وإرادتها الصلبة استطاعت أن تنتصر على المرض في طفولتها المبكرة، وأن تنجح في تأسيس شركتها وهي في عامها الرابع والعشرين فقط؛ لتسجل اسمهما كأصغر رائدة أعمال سعودية تشارك في “منتدى دافوس الاقتصادي 2018 ” بحضور العديد من رؤساء الدول، ورواد الأعمال البارزين حول العالم، إنها رائدة الأعمال السعودية ” إيمان عبد الشكور” المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ” بلوسوم Blossom”، والتي تُعد أول مُسرعة أعمال متخصصة في دعم رائدات الأعمال في السعودية.

عند النظر في حياة ” إيمان عبد الشكور” نجد العديد من الدروس الملهمة في “البيزنس” والعديد من المحطات المهمة التي تعكس قوة الإرادة وتطوير الذات، بالإضافة إلى تخطي الفشل والتعلم المستمر الذي ساعداها على النجاح في سن مبكرة والوصول إلى هذه المكانة؛ ومن أبرز هذه المحطات:
صراع طويل مع المرض

بعد مولدها في جده انتقلت ” إيمان” برفقة أسرتها للعيش في ولاية “كاليفورنيا” بأمريكا، وفي الرابعة من عمرها شاء القدر أن تعاني من مرض الصرع الذي أعياها طوال فترتي الطفولة والمراهقة؛ وكان هذا دافعًا لها لتتخصص في دراسة “علم المخ والأعصاب”.

وبعد أن حصلت على درجة البكالريوس من جامعة “سان دييغو” كباحثة في هذا المجال، بدأت عملها في مختبرات شركة “بيفايزر Pfizer” للأدوية، وهناك عكفت على البحث لاكتشاف أدوية لعلاج بعض الأمراض من بينهم الزهايمر والتوحد؛ ولأنهم يقولون أن الحاجة هي أم الاختراعات، فقد استطاعت “إيمان” -بعد مزيد من الدراسة والتحليل- أن تجد الدواء المناسب لمرضها – وفقًا لما أكدته في حوارها على موقع ” أوان” السعودي.

رائج :   سيرة سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه) || الجزء السادس

شغف ريادة الأعمال

في أثناء عملها في شركة ” بيفايزر” للأدوية في ولاية كاليفورنيا كانت ” إيمان” تذهب لحضور مختلف فاعليات ريادة الأعمال؛ ولأن جزءًا من تخصصها في دراسة المخ والأعصاب كان يتصل بالبرمجة لتحليل الشحنات الكهربائية، فقد حرصت أيضًا على مقابلة الشباب المخترعين في المجالات التقنية، وهذا ولد لديها الرغبة بدخول عالم البرمجة ومتلاك برنامجها الخاص؛ لأنها كانت تعتقد أن البرمجة هي محور أساسي في المجالات التقنية والابتكار وريادة الأعمال.

وبرغم أنها لم تدرس ريادة الأعمال أكاديميًا إلا أنها استطاعت ثقل معرفتها في “البيزنس” من خلال القراءة، حيث تمكنت من قراءة وتحليل أكثر من 300 كتاب خلال مسيرتها المهنية، وفقًا لما أكده موقع” مجلة رواد الأعمال” السعودية، كما عملت في التسويق المبيعات في شركة” إكس إس” لتنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصصة في كاليفورنيا، في الفترة من 2009 إلى 2016 وفقًا لما ذكره موقع “الاقتصادي”، وهو ما ساهم في اكتسابها خبرات ريادية كبيرة.

الفشل واكتساب الخبرة

بعد ذلك قررت إيمان العودة إلى السعودية، وأسست أول ” بيزنس” لها، ولكن لم يحالفها النجاح في محاولتها الأولى، فقررت ألا تقف عند هذه المحاولة، وأدركت أن عليها العمل من جديد لتكتسب مزيدًا من الخبرات، وحول هذا الأمر تقول في حوارها على موقع” لها

“: أسّستُ أول شركة وفشلت، وكان الفشل الذي يسبق النجاح، فقررت أن أتعلم وأعمل من جديد، وشغلت منصب نائب رئيس قسم التسويق والمبيعات في شركة “كريم”؛ لأنها من الشركات التي كبرت وتنامت في السوق حتى احتله “.

تأسيس بلوسوم

لاحظت “إيمان” خلال تلك الفترة قلة الأماكن التي تقدم الدعم لرائدات الأعمال الشابات في السعودية، ومن هنا جاءتها فكرة مُسرعة الأعمال ” بلوسوم” التي أسستها في ديسمبر2017؛ لمساعدة الجيل الجديد من رائدات الأعمال من خلال احتضان مشروعاتهن الصغيرة والمتعثرة وتسريع أعمالهن من خلال منحهن مختلف الاستشارات سواء في التسويق أو الأمور المالية أو القانونية، كما تدرس للمتدربين أيضًا أخطاء الشركات المتعثرة للاستفادة منها.

وفي إبريل من عام 2018 كانت الانطلاقة الحقيقية للشركة حيث بدأت بدعوة 4 من أبرز الشركات الناشئة التي تديرها سعوديات في برنامج مدته 6 أسابيع لتسريع أعمالهن، ومساعدتهن على التواصل مع المستثمرين وتوفير الموارد اللازمة لهن، واستطاعت بعد برنامجين فقط أن تُسرع حوالي 13 شركة، ومن ناحية أخرى نجحت في التواصل مع العديد من الشركاء ومسرعات الأعمال العالمية للحصول على دعم وتمويل للمُسرعة.

رائج :   الديكتاتورية .. نماذج من الطغاه (الجزء 3)

منتدى دافوس

كان لدى والد “إيمان” أمنية بأن تكون ممثلة للمرأة السعودية في منتدى “دافوس” في يوم من الأيام، وبالفعل سعت لتحقيق ذلك الحلم حتى تلقت دعوة لحضور “منتدى دافوس العالمي 2018″، وشاركت في المؤتمر ممثلة عن المملكة العربية السعودية، بحضور 70 رئيس دولة حول العالم من بينهم الرئيس “ترامب” ومجموعة من أبرز رواد الأعمال في العالم، وكان هذا الحضور بفضل ثمرة جهودها في أبحاث المخ والأعصاب وتأسيسها لشركة “بلوسوم” التي تعد الأولى من نوعها في المملكة.

وكانت محصلة هذه المشاركة إيجابية للغاية، فإلى جانب تسجيل اسمها كأصغر رائدة أعمال سعودية تحضر هذا المحفل الاقتصادي الكبير، فقد تمكنت من اكتساب قدر كبير من الخبرة العلمية والحياتية من خلال حديثها مع العديد من رواد الأعمال البارزين، مثل “جاك ما” مؤسس مجموعة “علي بابا”، وأيضًا ” ساندر بيتشل” مؤسس “جوجل” حول العديد من الأمور مثل الابتكار وتطوير الصناعات والشراكات وغيرها.

وبرغم هذه النجاحات إلا أن طموحات ” إيمان” صاحبة الـ27 عامًا لم تنتهي بعد؛ ولازالت ترى أنها لم تقطع سوى الخطة الأولى في طريق الألف ميل، وتطمح بحلول عام 2030 أن تمتلك رأس مال يساعدها على الاستثمار في الشركات الناشئة وتنميتها، بالإضافة لتكوين شبكة مكونة من 50 ألف سيدة سعودية في المجال المهني لدعم تمكين المرأة، وأن يتم توثيق سيرتها الذاتية في كتاب ليكون درسًا للآخرين بأن الحياة لا تقف عند حاجز المرض ما دمت متسلحًا بقوة العزيمة والإصرار.

Related Articles