فن الادارة ..وعي

الإفلاس .. ممكن يكون البداية مش النهاية

الحياة زي ما بتقدملنا فرص للنجاح بتخلينا نواجه خيبات أمل وعثرات، ولأن طريق النجاح مش دايما ماشي في خط مستقيم فرائد الأعمال الناجح هو اللي يقدر يتغلب على الصعوبات دي مهما كانت حجمها.

إعلان الإفلاس هو المرحلة اللي بتغلق الشركات فيها أبوابها وتسرح موظفيها ومبتقدرش توفي بالتزاماتها أو تسدد ديونها بس ده ميمنعش أن إعلان الإفلاس ده ممكن يبقى بداية لإعادة الاتزان للشركة والانطلاق من جديد وإصدار حكم الإعدام على مرحلة من سوء الإدارة وانهيار الأرباح وهبوط نسب المبيعات.

وفي ظل الكساد بيظهر شبح الإفلاس اللي بيجي نتيجة امتناع الناس عن الشراء إما عشان قلة مواردهم أو خوفهم من المستقبل واللي بيؤدي في النهاية لتقليل ايرادات الشركات للحد اللي ممكن يوصلها لإعلان إفلاسها.

في الولايات المتحدة وصل عدد التقدم بطلبات لإعلان الإفلاس عام 2017 إلى 789,020 طلب كانت عدد الطلبات الخاصة بشركات الأعمال حوالي 23,157 طلب في مقابل تقدم 765,863 طلب إعلان إفلاس من أفراد.

كتير من الدول بتعمل قوانين تنظم عملية الإفلاس واللي بيعتبر خطوة مهمة في عملية تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية في كل بلد لأن أي نظام اقتصادي ناجح لازم زي ما بيتوفر فيه سهولة الدخول للسوق لازم كمان يوفر سهولة الخروج منه، وفي مصر أصدر مجلس النواب في بداية عام 2018 قانون جديد “لإعادة الهيكلة والصلح الواقي والإفلاس” بيتكون من 262 مادة واللي بيعتمد على فلسفة تبسيط الإجراءات وحماية التاجر حسن النية وحماية الغير.

وبتحتل مصر المرتبة 115 بين 190 دولة في مؤشر تسوية حالات الإعسار اللي بيصدره البنك الدولي في تقرير ممارسة الأعمال لعام 2018 ومن وجهة نظر وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني أن القانون الجديد ده هيسرّع وتيرة تصفية الشركات غير القابلة للحياة، وهيسمح للمقترضين والدائنين الوصول لحلول إعادة الهيكلة بشكل أسرع، ويحسن قدرة البنوك على التعامل مع القروض المشكوك فيها.

وفي السعودية ولأول مرة أقر مجلس الوزراء السعودي في بداية 2018 نظام للإفلاس والتعثر المالي في محاولة لتحسين عملية الاستثمار من خلال أنه بيمكن المدين المفلس أو المتعثر، أو اللي من المتوقع أنه يعاني من اضطراب في أوضاعه المالية أنه يستفيد من إجراءات الإفلاس عشان يقدر ينظم أوضاعه المالية ويعاود نشاطه ويساهم في دعم الاقتصاد وتنميته.

كتير جدا من الشركات الكبيرة ورجال الأعمال على مستوى العالم مروا في مرحلة من حياتهم بإعلانهم للإفلاس ودي كانت خطوة أهم عامل فيها أنهم مستسلموش وقدروا يعيدوا تنظيم شركاتهم ويصلحوا الأخطاء ويعيدوا هيكلتها ويخلوها تقف على رجليها من جديد.

من أكبر الأمثلة على ده دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة حاليا واللي بيعتبر واحد من أنجح رجال الأعمال في مجال الفنادق والعقارات والترفيه بثروة تقدر على حسب تقديرات مجلة فوربس بحوالي 3.1 مليار دولار، وبالرغم من ارتباط اسم ترامب بالنجاح إلا أن ستة من شركاته أعلنت إفلاسها بداية من عام 1991 مرورا بعام 2004 ولغاية طلب إعلان الإفلاس السادس في عام 2008.

ترامب كان في كل حالات الإفلاس الستة بيستخدم القانون الأمريكي لصالحه وخاصة الفصل 11 من القانون واللي بيتضمن إعادة جدولة الديون بمعنى أن يكون إشهار الإفلاس مؤقت لمدة عام أو اتنين بيتوقف فيها المفلس عن دفع أي دين قبل ما يعود للدفع بعد نهاية فترة السماح وده وفق جدولة زمنية للديون بيتفق عليها مع الدائنين.

ترامب واجه الانتقادات اللي اتهمته بالفشل في إدارة مشاريعه اللي وصلته لإعلان حالة الإفلاس لحوالي ست مرات، وقال إنه قدر يستخدم القانون الأمريكي ببراعة ونجاح لصالحه ولصالح موظفينه ولصالح عائلته بل وقدر أنه يقلب الانتقاد لصالحه بأنه قال إن ده هايخليه أكتر شخص قادر على أنه يدير وبنجاح موضوع الدين العام الأمريكي أثناء فترة رئاسته للولايات المتحدة.

رائج :   دعني أعيشك (قصة قصيرة) .. عندما يكون كل شئ قسمة ونصيب

طب إنت لو عايز تنقذ شركتك من الوقوع في مرحلة إعلان الإفلاس وإغلاق الشركة تعمل إيه؟

جابريل بريستول وهو المدير التنفيذي لشركة” Intelicare Direct ” وهي شركة رائدة في مجال خدمة العملاء واللي بتقدم نصايح في مجال إدارة الأعمال، واللي مر بعديد من التجارب لشركات حاولت إعادة التوازن لنفسها، طرح مجموعة حلول ممكن تساعدك على تجاوز المرحلة دي:

1. استبعد أي أفكار أو مفاهيم انت واخدها بشكل مسبق من المديرين أو الموظفين بتوعك عن المشاكل اللي بتقابلهم وابدأ صفحة بيضاء حاول تحلل كل شيء خاص بالشغل بتاعك من الصفر وبالطريقة دي هاتقدر تحط إيدك على المشكلات الحقيقية وبالتالي هتقدر تقدم حلول فعالة.

2. ركز على العنصر البشري لأن كتير من أصحاب الأعمال بيحطوا كامل تركيزهم على الأصول اللي بتمتلكها الشركة والتقارير والإحصاءات ورأس المال وبينسوا أهم عنصر وهو العنصر البشري واللي كل ما كان جيد ومتفوق كل ما هيعرف يقود كل الأنظمة والإجراءات والبروتوكولات اللي هتضمن نجاح الشركة.

3. اتصرف بسرعة في إجراء تغييرات تحاول تصلح مسار شركتك ولكن حاسب من أن السرعة دي تخليك تاخد قرارات تأثر على جودة اللي بتقدمه يعني مينفعش عشان تقلل التكاليف مثلا تتخلى عن مرحلة من مراحل الإنتاج أو إنك تقلل من جودة المنتج بتاعك لأن على المدى البعيد ده مش هيؤدي غير لمزيد من التدهور.

4. متحاولش تهرب من الحقيقة لو أنت في مرحلة التخطيط لإعادة التوازن للشركة بتاعتك خليك واقعي في الوقت اللي إنت حاطه لنفسك عشان تعرف إذا كانت خطتك دي فعالة ولا لأ. لأنك لو مكنتش واقعي مع المشاكل اللي بتواجهها الشركة فأنت مش هتعرف تنظم الوقت المتاح ليك وبالتالي استراتيجيتك الجديدة دي هتفشل.

5. حاول تحافظ على هدوء أعصابك ومتكونش مصدر للقلق. المدير الناجح لازم يكون شخصية حاسمة غير شفافة، قادر أنه يحافظ على أسرار شركته ويقضي على الإشاعات والقيل والقال اللي ممكن تسرع من عملية الإنحدار والهبوط.

6. متخليش إحساس الكبرياء او الخوف هو اللي يسيطر عليك ويقودك. كتير من المديرين ممكن كبرياؤهم يمنعهم من الاعتراف بالخطأ واللي بيكون عامل أساسي في فشل الشركة بتاعتهم والخوف اللي بيخليك تتخلى عن نظام من الأنظمة اللي ماشية عليها الشركة في مقابل إنك متتخلاش عن موظف ممكن تلاقي أفضل منه بكتير يقدر يدير نظامك ده بشكل أفضل.

7. امنح الموظفين عندك فرصة التغيير ومحاولة التطور بالشكل اللي يواكب مرحلة عدم الإتزان اللي بتمر بيها الشركة ولو مقدروش يحققوا ده فمتحاولش تحتفظ بحد مش هايفيدك فالمرحلة الحرجة اللي بتمر بيها شركتك.

رائج :   الحزام المشدود ‏!‏! .. رسالة من بريد الجمعة

وينستون تشرتشل قال

“النجاح ليس النهاية والفشل ليس قاتلاً، إنما الشجاعة للاستمرار هي كل ما يهم”

عشان كده لازم دايما تكون مقتنع أن لو فشلت ممكن يكون ليك ألف قومه، كتير من رجال الأعمال وصلوا لمرحلة أعلنوا فيها إفلاسهم وكانت بداية الطريق مش النهاية وقدروا يحققوا نجاح باهر وأصبحوا من رواد المال والأعمال.

أهم حاجه أنك تتعلم من أخطائك وتتقبل الفشل وتحاول تطور من نفسك.

مقالات ذات صلة