على الأغلب تعامل الكثير منا مع مديرين سيئين كانوا في أحيان كثيرة مصدر للإحباط والصداع والضغط، لكن بالرغم من ذلك هناك ما هو أسوأ من أن تحظى بمدير سيئ وهو ببساطة أن يكون مديرك لا يُدعمك أو يُدافع عن عملك.
المدراء السيئين عندما تعمل معهم ستلاحظ بسهولة أن سلوكهم متعالي ويفتقرون إلى الإبداع وإعطاء التعليقات البناءة كما أنهم يتبعون طرق إدارية سيئة كمراقبة الموظفين، لكن يظل الأسوأ هو أن يكون مديرك غير مساند لك لأنك لن تعرف ذلك بسهولة، حيث أن المحادثات التي يجب أن يُظهر دعمك فيها عادة ما تتم في الغرف المغلقة التي لا تتواجد أنت بها.
وبينما يُصَدر لك المدير السيئ الضغط والإرهاق، فالمدير الذي لا يدافع عن عملك ويساندك قد يحرمك الفرصة من العمل على مشاريع ضخمة أو مبتكرة فيقوم بترشيح شخص آخر بدلا منك، كما أنه يمكنه أن يستبعدك من الاجتماعات الهامة التي يمكن أن تُحسن من مستوى أدائك لعملك، وبالتأكيد هو لن يدافع عن مدى استحقاقك للعلاوة أو الترقية مما يعرقل من نموك وتقدمك ويُخرب من ازدهار مسارك المهني على المدى الطويل.
إذن ماذا يحدث حالما تكتشف أن مديرك لا يُدافع عن عملك؟ في أغلب الظن رد فعلك سيكون غير محسوب فتبدأ بالدفاع عن نفسك بكل طاقتك وهذا خطأ كبير يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه ربما يُظهرك على أنك معتد بنفسك ومغرور ولا تهتم إلا بصالحك.
وحتى لا تقع في ذلك الخطأ، إليك بعض الخطوات التي ستجعلك تتعامل مع ذلك الموقف برزانة عقل وتتغلب بها على مديرك الذي يعوق تقدمك:
1. راجع نفسك
ربما مديرك لا يدافع عنك أو يساعدك على التقدم إلى مستوى أعلى لأنك حقا لست مستعدا بعد، لذا قبل أن تستنتج أن مديرك عقبة في مسار تقدمك، راجع كل ما تقوم به واسأل نفسك ما الشيء الجديد الذي تقدمه في العمل، ما الإسهامات التي صنعتها للشركة؟ ما الأشياء التي طُلب منك تطويرها في نفسك وخطواتك التي اتخذتها لفعل ذلك؟
وبمجرد أن تُلقي نظرة صادقة عن أدائك في العمل ويصبح بإمكانك القول بكل ثقة أن أدائك قوي وأنك تفعل كل ما في وسعك حتى تلبي التوقعات بل وتتخطاها، فمن الآمن حينها الاعتقاد بأن المشكلة في مديرك.
2. لا تتوقف
التميز لا يمكن إنكاره والعمل البارع من الصعب تجاهله، لذلك عليك أن تستمر في العمل الجيد ووضع معايير لنفسك تتخطى بها التوقعات، وكلما أمكن حاول دائما أن تجد طرق وأدوات جديدة تساعدك على أداء عملك بشكل أفضل وأن تبحث عن الطريقة التي تضيف بها قيمة جديدة لفريقك وعملائك ومنتجاتك وحتى مديرك، تلك الخطوة ليس الهدف منها إرضاء مديرك ولكن خلق سمعة جيدة تتحدث عنك وتجعل الآخرين يلاحظون مدى تميزك.
3. قم بإعفاء مديرك من فكرة الدفاع عنك
على الرغم من أن عدم مساندة ودفاع مديرك عن عملك قد يكون شيء محبط وغير عادل، إلا إنه من مصلحتك ألا تأخذ ذلك بشكل شخصي، مديرك قد لا يساندك لأنه يشعر بعدم الأمان والمنافسة معك أو لأنه يعاني من بعض التحيزات ضدك تجعل تقييمه لك غير عادل، وبغض النظر عن الأسباب التي تدفعه إلى عدم مساندتك، إلا أنه من الأفضل ل أن تتحرر من أي مشاعر غضب أو استياء بسبب مديرك وتركز على القيام بما فيه مصلحتك.
4. قم ببناء نظام آخر يساندك ويدعم عملك
البكاء على اللبن المسكوب لن ينفع، لذا بدلا من إهدار طاقتك على محاولة إرضاء مديرك، قم بالبحث عن حلفاء آخرين مؤيدين لك في المنظمة التي تعمل بها، هناك أشخاص مؤثرين في الشركة يمكنهم منحك الدعم الذي تحتاجه والشخص المؤثر المثالي في تلك الحالة يجب أن يحظى بمكانة رفيعة بحيث يعرض اسمك وعملك بشكل جيد على الأشخاص المناسبين وفي الوقت المناسب، وحتى تصل لأولئك الأشخاص قم بتنفيذ الخطوة الثانية من الاستمرار على الأداء المتميز والمتطور.
5. استعد للرحيل
الاستمرار على التميز وبناء نظام دعم جديد في العمل من الطرق المهمة جدا للتعامل مع المدير غير الداعم لك، وربما تصبح الطرق الوحيدة للتغلب على سلبيات علاقتك بمديرك خاصة إذا كنت تحب عملك وتريد الاستمرار فيه، لكن إذا كان وضعك مع مديرك هذا يجعلك غير قادر على التقدم في حياتك المهنية بما في ذلك احترامك لذاتك وسعادتك، فالأمر لا يستحق أن تعمل مع مدير لا يرغب في رؤيتك تتقدم وتنجح، ويكون من الأفضل حينها البحث عن شركة أخرى تَسعد بانضمامك لها ولفريق عملها.