– خلال الأيام اللي فاتت شفنا صور تجديد المدن الجامعية اللي هيقيم فيها العالقين، وده بعد حالة غضب كبيرة من صور ظهرت لمستوى سيء جدا لمدينة جامعية بالأزهر .. وبالمقابل ناس قالت دي امكاناتنا ووصلت ان عمرو أديب يزعق للناس ويقول لولا الملامة كنا نرجعهم على الطيارات الي جابتهم!
– كمان شفنا تظاهر مواطنين في الكويت، ومحاولة شبيهة بالسعودية أسفرت عن فيديو أليم لسحل صاحب الدعوة!
– مين هما “العالقين”. وإيه اللي بيحصل مع العالقين؟ ده اللي هنناقشه في البوست ده.
كام عدد العالقين أصلا؟
– عندنا مشكلة رئيسية في التعريف، الحكومة في الأول اتعاملت بعشوائية وقالت أي حد يسجل اسمه، فالنتيجة ان بعض الناس كانو عايشين بالخارج باقامات مستقرة وحتى جنسيات دول أخرى سجلو اساميهم على اعتبار يحبو ييجو مصر فترة العمل من المنزل ويقعدو مع أسرهم.
– بعدين الحكومة وضعت تعريف ان العالق ده هوا اللي كان فى زيارة مؤقتة لإحدى الدول، أو مسافر بغرض السياحة، أو فى رحلة علاج أو مهمة عمل أو نشاط تجارى أو ثقافى، أو كان بيحضر مؤتمر برة، أو طلاب أغلقت جامعاتهم وتوقفت دراستهم.
– التعريف ده مشكلته انه استبعد فئات تانية ضخمة ولسه هتكتر، وهيا فئة العاملين في الخارج خاصة بالخليج اللي فقدو وظائفهم، لأن بقائهم كده أصبح غير قانوني وكمان هيكلفهم مصاريف ضخمة، في ظل توقف رواتبهم.
– ده تحديدا كان من أسباب أزمة المصريين في الكويت، خاصة انهم واجهوا حملة عنصرية من بعض المواطنين هناك، لدرجة شفنا تصريح المطالبة برمي الوافدين المصابين بفيروس كورونا في الصحراء.
– حوالي 270 مصري في الكويت كانوا ضحايا لنصب تجار الإقامات، وبالتالي إقامتهم كانت غير رسمية، وسلموا نفسهم للسلطات الكويتية تمهيدا لإعادتهم. لما السلطات هناك حطتهم في مراكز إيواء غير آدمية حسب كلامهم، أضربوا عن الطعام وفيه بعضهم تظاهر أمام القنصلية المصرية في الكويت لتسريع إجراءات إعادتهم.
– كمان كان فيه مصريين عائدين في ميناء ضبا السعودي، وتظاهروا هناك وناشدوا الرئيس بإعادتهم لمصر. الناس دي مارجعتش غير لما حصلت مشاكل كتير وتصعيد.
– شفنا برضه مشاكل لمصريين فقدوا عملهم في قطر وكانوا عاوزين يرجعوا مصر، لكن لما قطر استأجرت على حسابها طائرة أسبانية ترجعهم مصر رفضت السماح لها، وطلع احمد موسى يهاجمهم ويقول رايحين يعملو ايه في قطر ودول هيطلعو اخوان!
– عدد المصريين العاملين بالخارج أكتر من ١٠ مليون، أغلبهم في الخليج، وبالتالي لازم الموضوع يؤخذ بكل جدية، مش بس لصالحهم كمواطنين، لكن كمان عشان نحافظ على مستقبل العمالة المصرية بالخارج.
– الفترة الأخيرة بدأت الحكومة تلتفت للملف ده، لكن لسه بنشوف شكاوى كتير من التجاهل وصعوبة شروط العودة وارتفاع الكلفة المادية، وحالة بعض أماكن الحجر.
ايه اللي حصل في ملف العالقين الفترة اللي فاتت؟
– مفيش رقم رسمي محدد بيتم اعلان تحديثاته، لكن حسب مصدر بوزارة الطيران المدني لسكاي نيوز تم إعادة ١٠ آلاف عالق على ٦٠ رحلة، ورئيس الحكومة مصطفى مدبولي قال ان العدد متوقع يصل خلال الأيام القادمة إلى ١٦ ألف.
– أول العائدين كانت رحلة راجعة من الكويت في آخر شهر أبريل، وفوجئو بعد عودتهم لمطار القاهرة بمطالبتهم بالبقاء في فنادق المطار لمدة 14 يوم في الحجر الصحي، لكنهم رفضوا بسبب مطالبتهم بدفع قيمة غالية للإقامة في الفنادق، وبعد ساعات من رفضهم، الحكومة سمحت لهم بالمغادرة وقضاء مدة الحجر في بيوتهم، على الرغم من خطورة ده، لأنه مش مؤكد التزام كل شخص بينه وبين نفسه.
– طائرات أخرى رجعت من فرنسا وأمريكا وبريطانيا رجعت تاني يوم، والسفارات بلغتهم قبلها بإنهم لازم يقضوا فترة الحجر في أحد الفنادق، وبعضهم كان عنده قدرة مالية مناسبة ونشرو صورهم في مرسى عالم وكانوا مبسوطين، وبعضهم احتج انه ميقدرش على الكلفة دي خاصة الطلاب وبعضهم رفض يرجع للسبب ده.
– صندوق تحيا مصر تكفل بالتكلفة للعائدين لما حصلت احتجاجات عمالة الكويت تحديدا، لكن بعدها بقو بيتم الزامهم بدفع التكاليف قبل ركوب الطيارة، واللي مش قادرين يدفعوا، تم تسكينهم في المدن الجامعية اللي تم تحويلها لأماكن حجر صحي، وده اللي حصلت معاه أزمة الصور والكلام شديد العنصرية والتحريض من إعلاميين زي عمرو أديب، وإنه معلش ملحقناش نبينلكم قصور!
– من الواضح كمان إن مستوى الرعاية الطبية في الحر الصحي اللي في المدن الجامعية أقل من الموجود في الفنادق، والعزل هناك مش مطبق بشكل جيد، وشفنا فيديوهات لتجمعات واحتفالات من البعض هناك بعودتهم لمصر، وده خرق لأبسط قواعد الحجر الصحي، اللي المفروض الخروج من الاوضة يكون ممنوع أو بيتسمح بالتمشية المنفردة لمدة محددة ومع مراعاة التباعد عن الآخرين،.
إيه اللي ممكن يتعمل؟
– بشكل عام مفهوم ان امكانتنا محدودة، ومش هيتم توفير فنادق لملايين العائدين لو وصلنا للمرحلة دي، لكن ده مش معناه ان الوضع الحاصل هوا سقفنا بالتأكيد!
١- مبدئيا المستوى السيء جدا اللي ظهر في صور المدن الجامعية مفروض يتعدل لصالح الطلاب اللي بيسكنو المدن دي أصلا بغض النظر خالص عن الكورونا .. زي ما بنصرف مليارات على طرق وكباري وعاصمة إدارية مفيش مانع نشوف المشروع القومي لتطوير المدن الجامعية!
ومش معنى ان الطلاب القادمين من قرى وبقدرات مالية محدودة استحملوا الأوضاع دي انها مقبولة.
٢- ممكن وضع تقسيم محدد للعالقين حسب سبب حاجتهم للعودة لمصر، ودخلهم، وتوفير فئات مختلفة مثلا حجر صحي مجاني بالمدن الجامعية، أو بسعر التكلفة فقط بفنادق.
٣- مصر فيها أماكن كتير حكومية تنفع سواء لحجر العائدين او المصابين، زي نوادي وفنادق الجيش والشرطة، وفنادق القطاع العام المملوكة للدولة، بيوت ومدن الشباب التابعة للوزارة وغيرها.
٤- من الوارد بالمستقبل لو وصلنا لمرحلة عودة اعداد ضخمة يتم تقسيمهم طرح فكرة العزل المنزلي مع شروط زي ان الشخص يثبت ان بيته مؤهل لذلك بغرفة منفصلة وحمام منفصل مثلا.
٥- التشديد على عدم التهاون مع اهانة كرامة المصريين تحت أي ظرف، للأسف مشفناش رد من الخارجية المصرية على تصريحات شخصيات سياسية كويتية أعضاء بالبرلمان مش مواطنين عاديين، ولا شفنا بيان عن حالة المواطن المسحول في السعودية.
– الخلاصة
فيه مجهود بتعمله الحكومة في الملف ده، لكنه ارتجالي، ويعتمد على رد الفعل، وبيتحرك بعد وقوع المشاكل، زي صور اصلاح الأوضاع بالمدن الجامعية بعد الصور الأولى، وللأسف بنظرة تجارية للعالقين، مش بتصرف دولة حريصة على سلامة وأمان مواطنيها كأولوية توضع لها كل الإمكانات المتاحة ثم نطلب شراكة المواطنين بشكل يحترمهم.
– نتمنى عودة كل المصريين العالقين بسلام لأسرهم، ونتمنى السلامة لكل أهالينا اللي هيفضلوا في الخارج، وإن مصر كلها تقدر تعدي الأزمة بتعاون كل أبنائها.