شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية قيام بعض الدول بتخفيف إجراءات الحظر الوقائية التي قامت بالتشديد عليها في بداية الانتشار السريع لفيروس كورونا، لماذا؟!
يعود ذلك بصورة أساسية إلى رغبة تلك الدول في إعادة الأحوال الاقتصادية إلى ما كانت عليه سابقًا “ولو بشكل جزئي”، خاصة وأن إجراءات الحظر المشددة كان لها بالغ الأثر السلبي على الاقتصاد العربي، حيث أشار تقرير خاص لجامعة الدول العربية إلى ذلك مؤكدًا إلى أن حجم الخسارة في المنطقة وصل إلى 1.2 تريليون دولار حتى مايو 2020.
ولا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من بين أبرز تلك الدول الساعية للعودة مرة أخرى، حيث أعلنت مؤخرًا عن عودة الموظفين في كافة الوزارات والهيئات الحكومية بها للعمل بطاقة استيعابية تبلغ 30%، فيما ارتفعت تلك النسبة لتصل إلى 50% في إمارة دبي، والتي تتطلع لإعادة عجلة العمل للدوران مرة أخرى بكل طاقتها بداية من منتصف يونيو 2020.
وقد جاء ذلك عقب قيام حكومات الإمارات المختلفة بتقليل ساعات الحظر بالإضافة إلى إعادة فتح مراكز التسوق ووسائل النقل والمواصلات بشكل شبه كامل.
في الحقيقة، جاء امتلاك الإمارات للقدرة على اتخاذ مثل هذا القرارات الجريئة بشكل متتالي بناءًا على مجموعة كبيرة من المعطيات، يعتبر أبرزها السيطرة نوعًا ما على انتشار الفيروس وارتفاع نسب الشفاء هناك من ناحية، ومن ناحية أخرى ظهور العديد من الحلول التي ساهمت في إعطاء الدولة سلاحًا قويًا يمكنها من تتبع عملية انتشار الفيروس، وقد كانت “جارد” من بين أبرز تلك الحلول، كيف ذلك؟!
في نهاية أبريل 2020، أعلن رائد الأعمال السوري حسام زمار عن توصله إلى حل قد يشكل الضوء في
نهاية النفق المظلم بالنسبة لكافة رواد الأعمال وأصحاب المشاريع في الإمارات، يتمثل هذا الحل ببساطة في بوابة “Guard”.
كيف تعمل بوابة “Guard”؟!
كما أكد “زمار”، تركز تلك البوابة في عملها على شقين، الأول هو قياس فوري لدرجة حرارة أي شخص يمر عبرها وبالتالي منعه من دخول الشركة أو السوق التجاري إذا ما ثُبت ارتفاع درجة حرارته عن المعدل الطبيعي، ومن ثم التعرف عقب ذلك على ما إذا كان مُصاب بفيروس كورونا أم لا.
أما الشق الثاني فيتمثل في مرور هذا الشخص وبمجرد دخوله من البوابة عبر ضباب يحتوي على مجموعة كبيرة من المواد المطهرة الآمنة على الصحة والبشرة، وذلك لتعقيم هذا الشخص من ناحية وحماية كافة زملاؤه في الشركة من أي فيروسات قد يكون حملها من الشارع أو أثناء تنقله في المواصلات حتى يصل إلى الشركة من ناحية أخرى.
وقد قال “زمار” عن التقنيات المستخدمة في بوابة “Guard”، في تصريحات لموقع “Entrepreneurs”:
“التقنيات المستخدمة في تلك البوابة تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، كما أنها ستوفر استهلاك منخفض التكلفة مقارنة بمنتجات التعقيم الأخرى المتواجدة في السوق”.
كيف سيتم تصنيع وتوزيع البوابة في الإمارات بالسرعة الكافية؟!
وفقًا لرائد الأعمال السوري، فإن توزيع بوابة “Guard” سوف يكون بالمجان على الهيئات الحكومية وشبه الحكومية في الإمارات، على أن تقوم تلك الهيئات بدفع الرسوم الشهرية للخدمة والتي تقدمها شركته.
أما عن سعرها، فقد استقصت صحيفة “الرؤية” الإماراتية عن ذلك، مؤكدة أنه يتراوح بين 17-20 ألف درهم “حوالي 90 ألف جنيه مصري”، فيما يبلغ سعر عبوة التعقيم المستخدمة في البوابة حوالي 2000 درهم “9 ألاف جنيه مصري”.
وقد أكد “زمار” على قدرة فريق عمله تصنيع حوالي 30 بوابة يوميًا، مشيرًا إلى قدرة شركته على قبول طلبات إنتاج كميات كبيرة من تلك البوابات وتصديرها بالسرعة المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، لن يستغرق تشغيل بوابة “Guard” وقتًا طويلًا أو صعوبة تذكر، حيث يسمح تصميمها الحديث بذلك، فكل ما تحتاجه ببساطة هو وجود قابس كهربائي يتناسب مع إمكانياتها ومن ثم سوف تصبح جاهرة للاستخدام.
كيف يمكن أن تساهم تلك البوابة في عودة آمنة لنشاط الشركات؟!
كرائد أعمال يبحث عن استمرارية عمله بالشكل الأمثل خلال أزمة كورونا الحالية، فإنك تُدرك جيدًا أن إصابة أي موظف لديك بالفيروس قد يهدد هذه الاستمرارية تمامًا، خاصة مع السرعة الكبيرة التي تتسم بها عملية الانتشار، فيمكن لموظف واحد فقط مصاب أن ينشر العدوى في شركتك بأكملها وتجد نفسك ببساطة مجبرًا على الإغلاق.
لكن يمكن أن نقول أن بوابة “Guard” قد تنقذك قبل وقوع الكارثة، فقدرتها على التقاط أي تغير طفيف في درجة حرارة أي موظف لديك “أحد أعراض الإصابة الرئيسية بالفيروس” تمكنك من توقيفه قبل الدخول وإمكانية إصابة باقي زملاؤه”.
كما أنه حتى ولو لم يكن الموظف مصابًا، فإن قيام تلك البوابة بتعقيمه قبل الدخول للشركة قد تحميه وزملاؤه من أي عدوى قد تكون انتقلت إلى ملابسه من الشارع أو المواصلات.
نعم، قد لا تقوم بوابة “Guard” بالكشف عن الشخص الناقل للعدوى دون أعراض أو ما يُطلق عليه “الناشر الصامت” للعدوى، ولكن قدرتها على منع أي موظف يحتمل إصابته بالفيروس أو حتى تعقيمه تمكنك من زيادة قدرتك على حصر انتشار الفيروس وبالتالي قدرتك على اتخاذ قرار العودة بصورة أكبر.