قضايا وأراء

حجر رشيد … مفتاح السر وحل لغز الحضارة الفرعونية

حجر رشيد، مدخلنا لفهم وفك شفرات اللغة المصرية القديمة ودَب الروح في الحضارة المصرية القديمة مرة أخرى. الحجر مقره في المتحف البريطاني والحجر في الصورة هو نسخة من الحجر الأصلي،

وهي النسخة المسموح بلمسها، الحجر الأصلي متواجد على بعد أمتار منه ولكن غير مسموح لأي شخص بلمسه، فقط معاينته من خارج الزجاج وبيعتبروه من أقيم التحف الموجودة في المتحف وعلى الإطلاق لدرجة أنه يوجد إضطراب كبير في العلاقات الفرنسية بريطانية بما يخص الأحقية لإمتلاك الحجر والفضل في فك شفراته.

النسخة المسموح بملسها يلمسها عدد كبير جدًا من الناس لدرجة أن الحكومة البريطانية تضطر إستبدالها كل عامين.

الحجر أصوله ترجع للقرن الثاني قبل الميلاد أثناء حكم الملك الإغريقي بطليموس الخامس لمصر وكانت جزء من معبد من المعابد تم هدمها فيما بعد وإستخدام بعض أحجارها لتشييد مباني جديدة.

حجر رشيد ظل من الأحجار المردومة تحت الرمال حتى عثر عليه جنود فرنسيين عام 1799 وأحدهم ميز أن الحجر في الحقيقة من الممكن أن يكون شيء مفيد جدًا في تحقيق المعجزة (فك رموز اللغات المصرية القديمة) وأخذوها للسلطات. 

رائج :   شقلبة في التجارة الالكترونية العالمية و المصرية .. رؤية عن قرب لما يحدث

الحجر يحتوي على ثلاث أقسام كما واضح في الصورة، وهم ثلاث نسخ لنفس القرار، القسم العلوي مكتوب بالهيروغليفية وهي اللغة القديمة والرسمية لمصر القديمة (يعني بحلول ذلك الوقت كان وضعها في مصر كوضع اللغة العربية الفصحى حاليًا في البلدان العربي،)

والقسم الأوسط مكتوب باللغة الديموطيقية (يعني لغة الشعب أو لغة الناس، من كلمة demotikos اليونانية مثل democracy وهي لغة مبسطة من الهيروغليفية بالغة الصعوبة وتطورت منها فيما بعد القبطية)

والقسم الأسفل والأخير والأهم في الموضوع باللغة اليونانية القديمة وهي اللغة الوحيدة فيهم التي لم تكن قد أعتراها النسيان وكانت مازالت محفوظة في الذاكرة البشرية وتدرس ولها العديد من الخبراء. 

رائج :   الحرب العالمية الثانية .. الجزء السادس || التراجع شرقا

في البداية تم إصدار ترجمة فرنسية للنسخة اليونانية القديمة من الحجر، ولكن الموضوع أستغرق 20 سنة حتى أستطاع اللغوي الفرنسي چان-فرانسوا شامبوليون فك رموز الهيروغليفية عن طريق مقارنتها مع اليونانية القديمة بالأسفل (يسمى علم اللغات المقارنة philology)

ولكن الأمر طبعًا تنفيذ أصعب بمليون مرة من قوله لأنه في ذلك الوقت لم يكن يملك أي شخص أدنى فكرى عن معاني الرموز الفرعونية أو سياقها أو طريقة كتابتها، كان إستكشافها كالبحث عن ميدالية صغيرة بداخل متاهة مظلمة لها مليون تفريعة بدون كشافات أو أي نوع من الأدوات أو المساعدات!

من أكبر المفاتيح في اللغة الهيروغليفية كان ما يسمى الخراطيش cartouches وهي عبارة عن خطوط دائرية الشكل توضع تشريفيـًا حول أسماء الملوك (وتسمى هكذا بسبب مشابهتها لخرطوش الرصاص!

 وبفك حروف أسماء الملوك ممكن فكها في المواضع الأخرى ولكن طبعًا صعوبة بالغة وعملية شاقة جدًا جدًا.

رائج :   خاطر فى النهار !! .. رسالة من بريد الجمعة

الرمز الهيروغليفي من الممكن أن يعبر عن صوت أو عن فكرة تجريدية أو بشكل حرفي عن الشكل المرسوم وكله يعتمد على السياق،

غير أن حجر رشيد كان مليء باللغة التكنيكية أو السرية (مثل لغة الشوارع مثلًا حيث تستخدم كلمة ما لتعني شيء آخر) حظ سعيد في محاولة تخيل كسر شفرة شيء كهذا، ولكن في النهاية المعجزة، إلى حد كبير تحققت،

ووضع شامبوليون علماء المصريات على بداية الطريق وأستغرق الأمر عقود أخرى من العمل الشاق لدك حصون وغزو قلاع اللغة المصرية القديمة بالكامل وقراءتها بأريحية وطلاقة ومعها نفخ الحياة في الحضارة المصرية القديمة وأسرارها مرة أخرى بعدما كان شعبنا سلمها للتراب. 

الوثيقة الموجودة في حجر رشيد هي عبارة عن فرمان ملكي بإعفاء ضريبي للمؤسسات الدينية لطائفة تابعة للملك.

مقالات ذات صلة