قصص وعبر

لحظة .. قبل أن يموتَ الحبُ وتنتحرُ الأشواق

الحب أيضاً يموت ، هو اسم رواية رائعة للراحل موسي صبري ، يقرر به واقع ، فكما كل شئ في الوجود له بداية ، للحب أيضاً بداية ونهاية ، وفي عيد الحب وقبل أن يموت الحب نقدم دعوة للحب لكنها ليست علي طريقة الاحتفال التجاري بالفالنتين ، إنما هي دعوة لإعادة الحب الذي افتقدناه وانزوي ، هي دعوة للفرح والمرح والابتهاج والتفاؤل في عالم يموج بالاضطرابات والقلاقل ، لننشد مع الشاعر أبو القاسم الشابي :-

أيُّها الحُبُّ ! أَنْتَ سِـرُّ وُجُـودي
وَحَياتـي ، وَعِـزَّتـي وإبَائـي
وَشُعاعِي مَا بَيْنَ دَيْجُـورِ دَهْـري
وَأَلِيفـي، وَقُـرَّتـي ، وَرَجَائـي

فالحب كما أشارت آخر الأبحاث موجود داخل عقل الإنسان وليس في قلبه كما كان يعتقد الكثيرون. وأكد العلماء أن كل إنسان له خريطة خاصة به موجودة داخل دماغه تساعده على اختيار الشخص المناسب له للارتباط به دون غيره.

وأوضحوا حسب نسيجها أن هذه الخريطة عبارة عن مجموعة من الصفات التي يرغب الإنسان في وجودها لدى الشخص المثالي الذي يطمع في الارتباط به أو ما نطلق عليه فتى الأحلام وفتاة الأحلام. وعندما يلتقي الإنسان بشخص ما تتوافر فيه الصفات الموجودة في عقله فانه يشعر بالميل إليه والعكس صحيح.

ويؤكد العلماء ذلك بهذا المثال :
عندما نقابل شخصاً تنطبق عليه الشروط التي بداخل عقولنا فلجسم وقتها يقوم بإفراز مادة كيماوية تبعث علي الشعور بالفرح ، ويفرز الجسم هرمونات تعدل المزاج وتشعر الإنسان بالسعادة كما أن الجسم يفرز مادة الأدرينالين التي تسبب احمرار الوجه وعرق اليدين وسرعة التنفس وضربات القلب التي سرعان ما تختفي كل هذه الأعراض مع اختفاء الشخص من أمامك ويصاب الإنسان بعدها بالإرهاق و الاكتئاب .

عمر الحب

ويقول العلماء إن هناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع ويمكننا التمييز بين الأنواع المختلفة، فهناك من يشعر بالميل نحو شخص ما عند بدء العلاقة ثم يبدأ الحب في الاختفاء والذي يتطور إلى شكل أعمق، وهناك من لا يشعر بالحب من أول نظرة ثم يبدأ الحب يغزو قلبه تدريجيا،

فالحب ليس عشقا طول الوقت وإنما يأخذ أشكالا مختلفة مع مرور الزمن ولذلك أكدت إحدى الدراسات الأمريكية أن العمر الافتراضي للحب هو 3 سنوات ليس أكثر والدراسة قام بها باحث في علم الاجتماع يدعي ويليام رويبنسون ، ويقول الباحث ” إنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي يصبح نوره خافتاً وقد يتطلب ما يقرب العام حتى يدرك طرفاه علاقة الحب هذه الحقيقة التي تغلفها الحياة المشتركة وهي ربما الزواج “.

رائج :   نصائح ذهبية لحل المشكلات الزوجية

وأكدت الدراسة أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات وشحنات حب وطاقة عواطف لمدة ثلاث سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت ، ولا يمكن إطلاقا إعادة شحنها ثم تتحول العلاقة القائمة على الحب إلى علاقة دفء وإخلاص “

وقد استند روبنسون في دراسته إلي أن ذلك إلى أن قصص الحب الشهيرة والواقعية أو الخيالية عمرها ولا تتعدى في مداها الزمني ما بين الثلاث إلى خمس سنوات !!

حيث أن علماء النفس قد أكدوا اعتقاد البعض أن العلاقة الحميمة بين الأزواج هي الهدف الرئيسي من الزواج، وهو ما أكدته دراسة أجراها البروفيسور سيندي هازان، الأستاذ بجامعة كورنيل بنيويورك، منذ عدة سنوات على عينة تضم 5 آلاف رجل وامرأة ينتمون إلى 37 ثقافة مختلفة على مستوى العالم المتقدم والمتخلف.

وقد الدراسة احتوت علي عدة اختبارات نفسية و بيولوجية لقياس مستوى الحب بين كل اثنين متحابين، وكانت النتيجة الطبيعية أنه لا يوجد حب يستمر مدى الحياة، حيث أكدت الدراسة أن الحب لا يعيش مع العلاقة الحميمة إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموت بعدها، بينما يبقي الود والسكن .

وتفسر الدراسة ذلك بأن النوع الأول من الزيجات تظهر العيوب بجلاء بعد الزواج بعد أن تنقضي اللحظات الجميلة وتذوب العواطف وتتبخر وتذهب أدراج الرياح، وهو زواج يؤخر إلى الوراء لأن المتحابين يهملان عملهما أو دراستهما وعلاقاتهما الاجتماعية، ويقضيان معظم الوقت في مطارحة الغرام وتبادل عبارات الهيام، فتكون النتيجة أن 85% من زيجات الحب تنتهي بالطلاق والفشل، بينما لا تتجاوز تلك النسبة 5% في الزيجات التقليدية التي تعتمد على العقل والتريث، ولا تستند إلى الاندفاع العاطفي فتنهار عند أول منعطف.

ولذلك تمثل الحياة الزوجية مرحلة شائكة في حياة المحبين ، فالطرفين هما من يقرران كيف ستكون الحياة بينهما في الماضي عرف كل طرف واجباته وحقوق الطرف الثاني وأداءها على أكمل وجه فاستمرت الحياة لعشرات السنين وهي سهلة لينة، في العصر الحالي ظهرت تعقيدات بين الطرفين وسببها في الغالب عندما نسي أو تناسى الطرفان أو أحدهما ما عليه تجاه الآخر

ورغم قصص الحب العميقة التي تجمع الطرفين يختلف الأمر تماماً بعد و يتضح مما سبق أن الحب ليس هو السبب الوحيد لاستمرار الحياة الزوجية ، وهذا ما أكده مجموعة من ضيوفنا الذين رأوا أن الاحترام بين الطرفين هو سيد الموقف، بين الحب والاحترام و أيهما أهم بين الزوجين لتستمر الحياة بسعادة وليس لمجرد الاستمرار كانت لنا هذه اللقاءات.

رائج :   الحزام المشدود ‏!‏! .. رسالة من بريد الجمعة

مشاكل الحياة

أما د. عبد العزيز السيد – أستاذ الإعلام بجامعة جنوب الوادي – يؤكد أن نهاية الحب بين المتزوجين سببه مشاكل الحياة التي باتت تسيطر على الناس

ويضيف إن الأسرة حين تعتريها المشكلات واجب على الزوجة والزوج عقد جلسات تفاهم يتفادون بها حدوث صدامات ، ذلك لأن الشرخ في جدران الحب قد تؤدي غلي نهاية غير مرغوبة
ويضيف إن بناء أي أسرة يحتاج دائماً إلي وقت وجهد كبيرين ، لكن الهدم لا يتطلب سوي كلمة أو قرار

أما د / طريف شوقي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة فيؤكد أن تراجع الحب سببه التغيرات التي طرأت على سلوكيات الناس في السنوات الأخيرة ، حيث أصيبت النفس البشرية بأمراض الأنا وصار كل فرد يهتم بنفسه فقط ولا يفكر في صالح الآخرين حوله ، ولو فكر الزوج في مصلحة أسرته لما تغيب عن أداء دوره ومنحها الحب والحنان والرعاية …. وكذلك الأم …

أما إذا تحكمت المصلحة الفردية فيهما ، فكل طرف سيرى الحب من وجهة نظره ومصلحته الذاتية فقط …. ولا نستطيع أن نغفل وصول قيم وافدة على ثقافتنا كلها منها التحرر والتمرد لدى المرأة المرأة على أدوارها الأساسية ….. وهذه الثقافات الجديدة عرفت كيف تتسلل إلى الأسرة العربية بشكل سلبي وليس إيجابي .

الزواج بداية وليست نهاية

الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة يؤكد أن الزواج بين المحبين ليس هو النهاية بل البداية ، فكلل طرف قبل الزواج يبذل قصارى جهده لإضفاء السعادة على من يحب، فيمنحه العاطفة والاهتمام والتركيز والمشاركة، وهي القواعد الأساسية التي يقوم عليها الحب،وبعد الزواج، يتكاسل الطرفان عن تقديم ما اعتادوا علي تقديمه علي اعتبار أن وثيقة الزواج هي خطاب ضمان للحب مدي الحياة ، من هنا تبدأ العواطف في التراجع ويحل محلها الروتين والملل ، من هنا يحدث الانفصال النفسي بين الزوجين ويموت الحب .

من ناحية أخرى، يرى بعض علماء النفس أن السبب يعود إلى اعتقاد البعض أن العلاقة الحميمة بين الأزواج هي الهدف الرئيسي من الزواج، وهو ما أكدته دراسة أجراها البروفيسور سيندي هازان، الأستاذ بجامعة كورنيل بنيويورك، منذ عدة سنوات على عينة تضم 5 آلاف رجل وامرأة ينتمون إلى 37 ثقافة مختلفة على مستوى العالم المتقدم والمتخلف.

الدراسة كانت عبارة عن مجموعة من الاختبارات النفسية والبيولوجية لقياس مستوى الحب بين كل اثنين متحابين. النتيجة كانت أنه لا يوجد حب يمكنه الاستمرار مدى الحياة، حيث أكدت الدراسة أن الحب لا يعيش مع العلاقة الحميمة إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموت بعدها. بينما يبقى حسن المعاشرة والود. يذكر أنه ومنذ نحو العامين تقريباً .

رائج :   قوة الروح .. رسالة من بريد الجمعة

الحب أعمي

وكان باحثون في بلندن كوليدج قد أكدوا من خلال إحدى الدراسات، أن الحب أعمى، لأن الوقوع فيه يؤثر في دوائر رئيسية في المخ. كما توصل الباحثون الى أن الدوائر العصبية، التي ترتبط بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الذين نتعرف عليهم، تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب، وهو ما يفسر أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن الأخطاء أو الصفات غير المرغوب بها فيمن يحبون، وهو التأثير، أو الغشاوة التي قد تزول مع مرور الوقت ليكتشف كل طرف حقيقة الآخر ويكون إيذانا بانتهاء الحب.

الحب والتفاهم

دكتور سيد صبحي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس،يقدم روشتة سهلة وبسيطة للأزواج لاستمرار الحب بعد الزواج ويري أن أهم محتوياتها هو التغاضي عن عيوب الطرف الآخر وأخطائه الصغيرة، والتركيز على الميزات والايجابيات التي من شأنها خلق الاعتزاز بالآخر وبأهميته في الحياة المشتركة بين الزوجين، ففي النهاية لا أحد كاملا، خصوصا أن استمرار الحب بعد الزواج له أهمية كبيرة على الناحية الصحية للزوجين.

كما تؤكد بعض الأبحاث الصادرة أخيراً، التي تفيد أن العلاقات الزوجية التي يسودها الحب والتفاهم ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمات قلبية، من خلال المحافظة على نسبة هورمون الضغط العصبي في مستوى منخفض. وأكدت الدراسة أن الكلمات الجميلة والأحاسيس الدافئة لها تأثير كبير في استمرار الزواج المثالي.

استمعي بشكل جيد

العديد من الأزواج يتهمون الزوجة بعدم قدرتها على الإنصات الجيد، رغم أنها واحدة من أكثر الصفات التي تجذبه لها، المشكلة انها غالبا ما تتظاهر بامتلاكها في فترة الخطبة، لتتخلى عنها بسرعة بعد الزواج، عندما يحدثها عن لعبة التنس، ترد عليه بحديث عن أصناف الطعام التي تفضلها والمشاكل التي واجهتها مع الأبناء.

ومن بين النكات التي أطلقها المصريون، نكتة تقول انه في فترة الخطبة تصمت المرأة ويتكلم الرجل، وفي العام الأول من الزواج يصمت الاثنان وفي السنة السابعة يستمع الجيران لخلافاتهما!. ، وقديماً قال حكيم صيني إن الله حين خلقنا خلق لنا أذنين وفم واحد وذلك لنسمع أكثر مما نتكلم فتعلمي من الحكمة وكوني مستمعة جيدة منصتة ومصغية لزوجك .

وأخيرا … دائما ما نرحب باثراء الموضوع بأراءكم وتعليقاتكم

Related Articles