اجتماعيات

ابتسم … فأنت فالـ خامسة والثلاثين

هل بلغتُ الخامسة والثلاثين؟ معقولة؟!.. معقول جدا.الخامسة والثلاثون هي السن التي تنتبه عندها إلى أنك صرت تستخدم تعبيرات مثل «أعرفه من عشر سنوات.. لا بل من خمسة عشر عاماً!» بتواتر متزايد ومقلق. هي السن التي تصير عندها جديراً في نظر بعض الشباب اليافع (الشحط!) بأن يمنحك لقب «عمو».

أغلب الظن أنك تكون قد ودعت صديقاً أو اثنين- على الأقل- الوداع الأخير، فبدأت تتسلح بالقسوة الضرورية لمواجهة نوائب الحياة بما فيها فقدُ الأحبة والصحاب. بل إنك تبدأ في تقبل فكرة أن يودعك الأحبة والصحاب يوماً ما (بعد أن كانت هذه الفكرة خيالاً بعيداً منذ سنوات قليلة!).

رائج :   ليه الدايه كانت بتطلب مايه سخنه في الأفلام القديمة !!

أغلب الظن أنك لم تحقق ما تريد في هذه السن (إلا إذا كنتَ دنيا سمير غانم أو محمود بدر)، ولكنك بدأت بالفعل في التساؤل إذا كان «ما تريد» هو ما تريد حقاً!

لا نشعر عادة ببلوغ العشرين في قلقنا الصاخب وثقتنا الكاملة بالنفس وبالحياة. لا نشعر كذلك بالثلاثين. تمر هادئة بلا ضجة كمحطة قطار لمدينة منسية. كنقطة كمال طبيعية لنزق العشرينيات المُضنى اللذيذ. الخامسة والثلاثون شأنٌ آخر. هي ليست الأربعين التي تصل بك إلى قمة تل لتطلَ– بهلع وتسليم- على الجانب الآخر، ثم لا تلبث أن تأخذ طريقك مع النازلين. هي ليست الخمسين التي.. (لا أعرف حقاً كيف تبدو الخمسون!).

رائج :   مابعد الاصابة بالكورونا .. خطوات لابد منها

الخامسة والثلاثون خبيثة ومخاتلة. إنها السن التي تنتبه فيها للمرة الأولى لدقات الساعة. نعم تريد قراءة «آنا كارنينا» و«البيان والتبيين» يوماً ما، ولكن هل سيكون هناك وقت؟ لأول مرة تدرك أنه قد لا يكون هناك وقت!

في الخامسة والثلاثين تعرف أنك لا تعرف مقدار ما لا تعرفه. تتواضع قليلاً. تفقد– ربما للأبد- أهم ما يميز العشرينيات: القدرة على أن تعطى نفسك بالكامل لشىء ما. الاستعداد للانغماس الكلى في عمل أو فكرة أو مشروع أو قصة حب. أنت الآن مشتت قليلاً.. جبان إلى حد بعيد (لا ضير من الاعتراف!).

رائج :   نشتغل B2B ولا B2C ؟

تقف في منتصف مسافة بين والديك وأبنائك. لم تعتد بعد ازدواج الأدوار هذا. لا تعرف إن كنت أباً أم بعدك ابناً. توزع نفسك في أشياء كثيرة، وتلبس قبعات مختلفة!

ابتسم فأنت فـ الخامسة والثلاثين

مقالات ذات صلة