البلاغ الخامس في الساعة الحادية عشرة والدقيقة ٥٤ ظهرا يوم ٥ يونيو:
في التاسعة من صباح اليوم بدأ العدو الإسرائيلي هجوما بريا وجويا واسع النطاق على الجمهورية العربية المتحدة. ففي الجو قامت الطائرات الإسرائيلية بغارات على عدد من المطارات المصرية في منطقة سيناء ومنطقة القناة وعلى إحدى القواعد الجوية بالقرب من القاهرة.
وفي البر شنت القوات الإسرائيلية هجمات متعددة على كل الجبهات، وهناك الآن هجمات على طول جبهة الحدود المصرية كما أن هناك هجوما على شرم الشيخ.
البلاغ السادس في الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق من يوم ٥ يونيو:
حاولت سفينة أمريكية ناقلة للبترول متجهة إلى السويس أن تقف بالعرض في الثناة عند الكيلو ٤٠ لتعطيل الملاحة، وقد أرسلت لها قاطرة ولكنها وقفت بالعرض مرة أخرى وصدرت تعليمات بقطرها.
كما حاولت إسرائيل ضرب ناقلة بترول فرنسية عند منطقة كبريت.
البلاغ السابع:
تم استجواب أول أسير من طياري العدو الذين أسقطت طائراتهم خلال العميلات العدوانية التي قام بها العدو الإسرائيلي صباح اليوم. واسم الطيار هو الكابتن لافو مردخاي وعمره ٣٥ سنة …
وقد أفاد في استجوابه أنه ووحدته تلقوا الأمر بالهجوم على الجمهورية العربية المتحدة في الساعة السادسة من صباح اليوم وكانت المهمة المحددة لوحدته هي الهجوم على مطار المرج بالجمهورية العربية المتحدة…
ويظهر تماما أن العدو الإسرائيلي هو الذي بدأ بالهجوم المسلح على الجبهة العربية، والقيادة العليا للجمهورية العربية المتحدة تبعث الآن بتسجيل تليفزيوني إلى مجلس الأمن بشهادة أول الطيارين الإسرائيليين لكي يعرف العالم كله من الذث بدأ بالعدوان.
البلاغ الثامن في الساعة الواحدة وثماني دقائق:
تم أسر سبعة طيارين آخرين للعدو في منطقة القناة.
البلاغ التاسع في الساعة الواحدة وعشر دقائق:
ما تزال عملية الإغارة الجوية للعدو على المطارات مستمرة حتى الآن، وقد أصبح عدد الطائرات حتى هذه اللحظة سبعين طائرة.
البلاغ العاشر في الساعة الثانية والدقيقة ٥٠:
حدث اشتباك جوي بين طائرتين مصريتين من طراز ميج ٢١ وبين ثلاث طائرات إسرائيلية من طراز ميراج، وقد ام إسقاط الطائرات المعادية الثلاث وتم أسر اثنين من طياري الأعداء أحياء.
البلاغ الحادي عشر في الساعة الثالثة والربع:
بدأ هجوم إسرائيلي على مواقع خان يونس بالدبابات والمشاة وما زالت قواتنا تشتبك معها وجميع مواقعنا هناك سليمة.
البلاغ الثاني عشر في الساعة الرابعة والنصف:
قام العدو بمحاولة هجوم على قواتنا بالكونتيلا فحطمت قواتنا مدرعاته وأسلحته وأجبرته على الانسحاب.
البلاغ الثالث عشر في الساعة الرابعة والدقيقة ٤٦:
تم ضرب العدو الذي يهاجم قواتنا في أبي عجيلة وتحطمت قواته المهاجمة.
البلاغ الرابع عشر في الساعة الخامسة:
اضطر العدو أن ينسجب من خان يونس بعد قتال عنيف وبعد أن تصدت له القوات الفلسطينية والأهالي الفلسطينيون داخل المدينة، وقد دمرت أعداد كبيرة من دبابات العدو قبل انسحابه.
البلاغ الخامس عشر في الساعة الخامسة والدقيقة ٥٣:
شنت قوات العدو الإسرائيلي ظهر اليوم هجمات رئيسية في اتجاهات الكونتيللا وأبي عجيلة وخان يونس، ولقد تحطمت هذه الهجمات الثلاث.
ولقد وجه العدو هجومه بالمدرعات في منطقة الكونتيلا.
وبلغت القوة المهاجمة ثلاثين دبابة خسر العدو معظمها عندما تحطم هجومه واضطر إلى التراجع. وهاجم العدو في منطقة أبي عجيلة وقامت قواتنا بهجوم فعال أرغمهم على التراجع بخسائر فادحة.
وحاول العدو في هجوم مركز أن يتقدم في منطقة خان يونس ولكن القوات الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقوات المقاومة الشعبية الفلسطينية صدت هجوم العدو وطاردت بنجاح فلوله المتراجعة.
البلاغ السادس عشر في السابعة والدقيقة عشرين:
تعرضت مطارات العريش والقنال والقاهرة لقذف جوي قامت به طائرات العدو، وقد تم إسقاط ١١ طائرة من طائرات العدو، وبذلك أصبح عدد الطائرات التي أسقطتها القوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة ٨٦ طائرة.
ملحوظة:
هنا تنبه بعض البعض أن هناك خللا كارثيا، فمجموع عدد الطائرات التي ادعت البلاغات السابقة هو ٧٣ وليس ٨٦ طائرة.
وقبل أن يخلد الناس للنوم في نهاية هذا اليوم المشئوم صدر البلاغ السابع عشر في الساعة الحادية عشرة مساء وهذا نصه:
توغلت قواتنا المدرعة بعد معارك عنيفة مساء اليوم في داخل الأراضي المحتلة من فلسطين، وذلك بعد أن تمكنت قواتنا من القضاء على هجوم للعدو على منطقة الكونتيلا قام به مستخدما لواء كاملا من المشاة ومجموعة كبيرة من الدبابات، وبعد أن تمكنت قواتنا من القضاء على هجوم العدو تسلمت زمام المبادرة وتوغلت في الأراضي التي يحتلها العدو من فلسطين.
ملحوظة ثانية:
هذه البلاغات لم تكن من تأليف أحمد سعيد، فهو في النهاية لم يكن سوى مذيع يقرأ ما يرد له من الجيش.
ولست أدري من بالضبط الذي صاغ هذه البلاغات:
هل كان هيكل، أم محمد محمد عبد الرحمن، السكرتير الصحفي للمشير عبد الحكيم عامر؟
ولكن الاحتمال الثاني مرفوض لأن الأخير كان قي احتجز في تمادة عند الأطراف الشرقية لمنطقة تمركز الفرقة الرابعة، شمال غربي نخل، ولم يستطع العودة إلى القاهرة سوى يوم ٧ يونيو وحينها بدأ مهمة إصدار البلاغات العسكرية.