ابن تيمية لم يكن ابدا شيخ الفتنه او التكفير بل هو شيخ الاسلام .
وما فى كتبه من بعض الامور التكفيرية كانت ترتبط بزمن وحدث معين ولا يمكن ان ترتبط بكل عصر وزمان وعلى كل شخص يتحمل مسئولية اجتهاده ولا يتحملها هو
– شوف يا سيدي … الحكاية بدأت من سنة 1260 لما سيف الدين قطز هزم التتار ..
– بعد هزيمة التتار في عين جالوت إنسحبوا لبلاد فارس وفي الفترة دي ومن قبلها بشوية كان في تتار كتير دخلوا الإسلام وبعدها بحوالي 40 سنة جاء ملك تتاري اسمه ’’قازان’’ علي رأس جيش كبير من التتار الفُرس علشان يغزو الشام ويدخل دمشق.
’’قازان’’ كان داهية وحب يفرق جيش المسلمين المكون من جنود مصرية وشامية فيقوم يعمل ايه ؟؟؟
’’قازان’’ أشهر إسلامة وسمي نفسة ’’محمود غازان’’ وبعت رسالة للخليفة العباسي ( الشرفي ) الموجود فى القاهرة يعلن له أنه سيحارب تحت راية خلافتة !!
وأستمر ’’محمود غازان’’ بالزحف والتقدم نحو دمشق لغزوها !!
وطبعاً جنود التتار أعلنوا دخولهم الإسلام بأمر من قائدهم ’’محمود غازان’’
وبالطبع إعلان ’’غازان’’ إسلامه لم يكن سوى حيلة لتشتيت معسكر المسلمين وإضعافه
والتطور المهم والخطير ده آتي ثمارة وإدى إلى إضعاف معنويات المسلمين، وإلتباس الأمر عليهم
فصار كثير من المسلمين يرون أنه لا داعي لمقاومة التتار ما داموا قد أصبحوا مسلمين، وبأنه لا فرق بين التبعية للمماليك أو التتار خصوصا وإن ’’محمود غازان’’ بدأ حرب نفسية ودعائية
وفضل يبعت جواسيس ينشروا بين جنود الشام ومصر دعاوي حُرمة قتال جنود التتار المسلمين وكان محور كلامهم بيدور حول الحديث الشريف ’’إذا إلتقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ’’
بس يا سيدي وهزموا المماليك ودخلو دمشق سنة 1299 وإستباحو المدينة وعاثو فيها فساداً وعملو مذبحة عامة !!
في الفترة دي مين كان موجود في دمشق ؟
– مين ؟
– عالم مشهور عمرة 37 سنة أسمه ’’ ابن تيمية ’’.
ابن تيمية شاف إن جنود المسلمين خارت قواهم وضعفت عزائمهم من حيلة جنود التتار بدخولهم الإسلام !!
أبن تيمية أصدر فتوي بوجوب قتال ’’جيش الطاغوت’’ حتي وإن قالوا بالشهادتين ( اللي هما التتار ).
أبن تيمية أصدر فتوي برِدّة جنود جيش التتار ووجوب قتلهم وسماهم ’’الفئة الممانعة’’ أو المانعة ( يقصد مانعة لإقامة حدود الله وشعائرة…. صوم , حج … الخ )
.
وقال ابن تيمية إنهم يقتلون المسلمين ويستبيحون الأعراض والنهب والسلب وينطقون بالشهادتين لخدعة المسلمين وقال كلمته الشهيرة ’’لو رأيتموني في هذا الجانب ( جانب التتار ) وفوق رأسي المصحف فأقتلوني’’.
ومن هنا جاءت فتوي تكفير جيوش تنطق بالشهادة ( فتوي زمانية مرهونة بظرف تاريخي )
ومن هنا ظهر مصطلح ’’جند الطاغوت’’ و ’’جيش الرِدّة ’’.
وبعدها بـ 4 سنين أنتصر المماليك بقيادة الملك الناصر محمد بن قلاوون ومعاهم أبن تيمية عليهم في معركة سهل شقحب 1303 م.
– ياااه . . يعني حكاية جيش الرِدة وجند الطاغوت دي كانت علي التتار اللي دخلو دمشق ؟
وبنفس الطريقة يجي واحد أفاك وينتزع الفتوي دي من سياقها الزماني وظرفها التاريخي ويضحك علي الناس ويُنزلها علي أي جيش وأقتل وفجر وأدبح يا عم وكله في سبيل الله.
– ابن تيمية كمان أصدر فتواه الشهيرة بأن المجاهر بالنية يستتاب وأن أصر عليها يقتل.
والمجاهرة بالنية دي كانت فعل التتار مدّعي الإسلام والجواسيس اللي بيندسوا وسط جيش المسلمين وعاوزين يأكدوا دخولهم الإسلام ( كخدعة وكحرب نفسية ) فينطقو النية للصلاة بصوت جهور وعالي وسط المسلمين .
– يعني فتوي قتل الذي يُصر علي المجاهرة بالنية كان مقصود بيها التتاري اللي بيجي يصلي وسط جيش المسلمين فبيعلي صوته بالنية علشان يلفت أنظار الناس وكأنه بيقولهم أنا مسلم زيكم ؟
وبالتالى لما مسلسل الاختيار جاب التكفيرى ابو عبد الله اللى هو فى الحقيقة التكفيرى توفيق فريجى وهو بيقول لاعضاء جماعته حتى لو قتل مدنين كل على نيته
اذا كان مؤلف المسلسل يقصد ان افكار ابن تيمية افكار تكفيرية فهو وقع فى خطأ كبير ولابد هو كمان يقرأ ويعرف الزمن والظروف التاريخية اللى صاحبة الفتاوى ديه . اما اذا كان يقصد ان التكفيريين دول بيخدوا فتاوى الائمة الكبار ويوظفهوا حسب مصالحهم وانهم تجار دين فهى حقيقة بالفعل لابد من توضحيها .
كمان لما يجي واحد زى إسلام البحيري يحكي الفتوي ( مبتورة ) لوحدها لمجموعة من النوعية اللي لا هتقرأ ولا هتأصل ولا هتتثبت ويقول لهم :
شوفو أبن تيمية الإرهابي .. أصل العنف والتكفير .. إحرقوا كتب ابن تيمية .. أحرقوا كتب التراث .. أبن تيمية بيقولك لو جارك بيصلي جنبك الجمعة سمعت صوته في النية أقتله .. شوفتوا الإرهاب ؟ .. واطعن بقي وهرتل واشتم في كتب التراث .
– انا كده فهمت ليه فتاوي ابن تيمية لما نقرأها النهاردة دون معرفة الحال والسياق العام للحدث التاريخى وقتها تبان أنها فتاوي مجنونة .
– الله يفتح عليك . . أنت كده فهمت .. وبكده هتفهم إن ’’ إسلام بحيري’’ أتحبس بجريمة إجتزاء النصوص والتدليس علي عقول العوام من الناس بإخفاء الظرف الزماني الشارح والمبّرِر لكل فتاويه مش علشان هو مجدد أو مجتهد.
وحاجة أخيرة هقولها لك : لا تسمع لأى حد ينتزع الخبر من سياق الحال التاريخي الشارح له ويطرح علي عقول العامة في زمان آخر غير زمانه