أجمل رسائل بريد الجمعة

الحجر الثقيل ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أنا سيدة في الثلاثينيات من عمري متزوجة ولي ابنان أحدهما في الصف الثالث الإعدادي والثاني في الصف الأول.. عشت كأسعد زوجة طوال عشر سنوات, كنت خلالها أحب زوجي ويحبني, وأحنو علي أطفالي, ونخرج معا إلي الأماكن العامة والزيارات العائلية, ونسافر من حين لآخر لقضاء اجازة قصيرة في أحد المصايف أو المشاتي..

ثم ذات يوم عرفني زوجي علي زميلة له موظفة بدبلوم التجارة ولديها طفل عمره عام وعلي زوجها وهما يعملان مع زوجي في نفس المكان, وبدأنا نتزاور ونخرج معا في بعض الأحيان في رحلة إلي الإسماعيلية أو الإسكندرية.. فلاحظت بعد فترة من الزمن أنها تركز اهتمامها علي زوجي كما لو كانت قد قررت الظفر به, ولفت نظره إلي ذلك, فأبدي استنكاره لذلك واتهمني بالجنون.

وبعد ذلك اليوم تعاملت معها بفتور.. ورفضت أن أزورها أو تزورني أو أن نخرج معا في نزهة.. وصارحت زوجي بعدم رغبتي في الالتقاء بها.. ولم يعلق علي ذلك وتوقفت الزيارات والرحلات التي كانت تجمعنا من قبل إلي أن سمعت فجأة بعد فترة أنها قد طلقت من زوجها وطفلها لم يكمل بعد العامين من عمره.. وبعد شهور أخري فوجئت بمن تتصل بي تليفونيا وتبلغني بأن زوجي قد تزوج هذه السيدة بعد انقضاء شهور العدة مباشرة.

ولم أصدق ماسمعته.. لكن المتحدثة لم تحاول أن تخفي عني أنها حصلت علي رقم التليفون منها هي شخصيا لكي تبلغني بالنبأ السعيد, فأغضب لكرامتي وأترك زوجي لتنفرد هي به.

ياربي زوجي الرجل المحترم يتزوج سيدة من وسط اجتماعي منها ولها أخ شقي ومسجل خطر في الشرطة ؟ ماذا جري في الدنيا ؟ أردت أن أتأكد من هذه الكارثة فطلبت زوجي علي المحمول الخاص به.. وفوجئت بصوتها اللعين يرد علي وتسألني ببجاحة: ماذا تريدين! وبغير وعي طلبت منها أن تبتعد عن زوجي فإذا بها تقول لي في تحد إنه زوجها كما هو زوجي ووجدتني أسألها في غيظ: هل كنت تصادقينني إذن لكي تسرقي مني زوجي.. فأجابتني في برود بأنها لم تصادقني في يوم من الأيام, ولا تريد أن تربطها بي صلة, وأخذ منها زوجي التليفون وطلب مني إغلاق الخط الي أن يلتقي بي..

رائج :   الورقة المطوية .. رسالة من بريد الجمعة

وجاءني بعد قليل ليصارحني بأنه قد تورط في الزواج منها عرفيا.. وأن مافعل خطأ سوف يصححه في أقرب وقت, لكني لم أقتنع بما قال وطردته من شقتي التي اشتريتها بجزء من ميراثي عن أبي.

وأخذ زوجي ملابسه وغادر المسكن وبعد شهر عاد ليقول لي إنه لا يستطيع الحياة بعيدا عني ويطلب مني التحمل الي أن يتخلص من الأخري لأنه قد كتب لها مؤخر صداق قدره20 ألف جنيه وقائمة أثاث بنفس المبلغ.. وكل مايرجوه هو الاستمرار معه إلي أن ينجح في سداد التزاماته..

وأكد لي أنه طلب منها ألا تحمل لكي يسهل عليه التخلص منها في الوقت المناسب, لكني عرفت بعد ذلك أنها تحايلت علي الحمل منه وأنه أجهضها 3 مرات في الأسابيع الأولي, ثم تفننت بعد ذلك في خداعه حتي استطاعت الحمل منه وأخفت حملها عنه إلي أن بلغت شهرها الرابع وتعذر عليه إجهاضها وهي الآن ياسيدي علي وشك الولادة

وقد اكتشفت أنه قد تزوجها زواجا رسميا ودون أن يصارحني بذلك وكلما طلبت منه الطلاق هاج وماج واعتدي علي بالضرب, كما أصبح أخوته ووالدته لا يستطيعون الوقوف أمامه وكلما حدثوه في أمري هاج وثار عليهم, وهو الآن لا يقوم بواجبه نحوي أو نحو أبنائي ولم أعد أرغب في العيش معه بالرغم من أنني لم أحب ولن أحب أحدا سواه, فقد كان أول رجل في حياتي وتزوجته وأنا طالبة في السنة الأولي الجامعية..

لكني أريد الآن الخلاص منه.. وقد عزمت علي الانتحار مرتين للخلاص منه, ثم تراجعت في كل مرة لخوفي من الله وخوفي علي أبنائي.. وليس لدي من يقف بجانبي ويحميني منه ويجبره علي الابتعاد عني لأن أبي قد رحل عن الحياة وأخوتي لا يستطيعون الوقوف أمامه؟

رائج :   الصفحة القديمة ! .. رسالة من بريد الجمعة

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

ليست المشكلة ـ كما تحاولين إيهام نفسك ـ هي أنك بلا نصير في الحياة بعد رحيل أبيك, وليس هناك من أهلك من يستطيع الوقوف في وجه زوجك وإرغامه علي أن يسرحك بإحسان, وإنما المشكلة الحقيقية هي في الخائن الصغير الذي تنطوي عليه جوانحك ومازال ينبض بحبه بالرغم مما جناه عليك ومازال يردك عن التمسك بطلب الطلاق منه بجدية كافية لإقناعه بأنه لا سبيل له ولا مفر إلا أن يطلق سراحك.

هذه هي المشكلة الحقيقية وليست في أي شيء آخر.. ولو لم يكن الأمر كذلك لما تقعذر عليك إخراجه من حياتك وإغلاق بابك دونه والإصرار علي الطلاق منه.. ومنعه من أن يمسك بأذي إلي أن يستجيب لرغبتك. ولأنه يعرف فيك ضعفك العاطفي تجاهه.. ويعلم جيدا أنك لا تطلبين منه الطلاق رفضا له, وإنما كوسيلة يائسة من جانبك للضغط عليه لكي يتخلص من الأخري, فهو لا يأبه لما يصرح به لسانك.. ويفتعل الهيام والثورة عليك كلما أشرت إلي الانفصال, ويعتدي عليك بالضرب آمنا من كل عقاب أو ردة فعل ملائمة, ولو كان قد استشعر جديتك في الطلاق وإصرارك عليه لما فعل شيئا من ذلك لأنه يعلم جيدا أنك تستطيعين الحصول عليه عن طريق القضاء بلا عناء لزواجه عليك من أخري دون موافقتك.

والكارثة هي أن الأمل الحسير الذي تتعلقين بأن يؤدي ترديدك لنغمة الطلاق من حين لآخر إلي تحقيقه قد أصبح صعب المنال الآن.. فالأخري علي وشك الولادة.. والنزوة التي تورط فيها كما زعم لك في البداية قد تحولت إلي زواج رسمي.. وإنجاب.. ورابطة لا يسهل فصمها بغير خسائر إنسانية..

رائج :   المصنع الكبير .. رسالة من بريد الجمعة

ولقد قلت مرارا إن الهدف المكتوم لكل من يتورط في مثل هذه المغامرة هو أن ينجح في إقناع زوجته الأولي بقبول الأمر الواقع والتسليم به.. لكي يجمع بعد طول المجاهدة بين الحسنيين, فيستمتع بثمار مغامرته العاطفية.. ويحتفظ في نفس الوقت باستقرار حياته العائلية الأولي وأمان أطفاله منها, وبذلك تصبح النزوة الجديدة استزادة خالصة من متع الحياة دون أية خسائر عائلية وإنسانية تؤرق ضميره بشأن الأبناء وتمزقهم بين أبويهم وافتقادهم الإستقرار العائلي.

وفي سبيل هذا الهدف الجليل, فلا بأس بالخداع والوعود الكاذبة بالتخلص من النزوة الجديدة بعد حين إلي أن تهمد ثورة الزوجة الأولي ويخمد بركان غضبها وتتآلف مع الواقع..

وهذا هو مافعله معك زوجك أنه لن يتخلص من الأخري التي سرقت سعادتك بعد أن حملت جنينه في أحشائها.., وحسابها عما فعلت بزوجها وطفلها ثم بك مع دورة الأيام التي تؤكد لنا أن من سرق يسرق ولو بعد حين, كما أنك لا تقبلين بالأمر الواقع ولا تستسلمين له.. فماذا تنتظرين إذن لكي تحسمي أمرك مع زوجك؟!

ان الخطوة الأولي هي أن تسيطري علي ضعفك العاطفي معه, ثم تختاري بعد ذلك لنفسك مايعبر عن إرادتك الحقيقية.. وليست المصطنقة أم تري أنك سوف تظلين علي موقفك الحالي من زوجك وهو موقف صوره الأديب الروسي العظيم انطون تشيكوف علي لسان الأرملة ليوبوف اندريفينا وهي تتحدث عمن أحبته وخانها وهجرها وتريد اللحاق بالرغم من ذلك لكي تعني به في مرضه فقالت:

ماأشبهه بحجر ثقيل معلق في رقبتي أراني أهوي معه إلي الأعماق ومع ذلك فإني أحب هذا الحجر ولا أستطيع الحياة بدونه!

لطفا .. قم بمشاركة الموضوع لعله يكن سببا في حل أزمة أو درء فتنة …

مقالات ذات صلة