أجمل رسائل بريد الجمعةقصص وعبرقضايا وأراء

العمر المسروق‏! .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أنا سيدة ابلغ الثالثة والثلاثين من العمر لي طفل يرقد بجواري الان هو لم يتعد السنة الاولي من عمره‏,‏ ومشكلتي انني تزوجت منذ ‏5‏ سنوات ممن لا يرضاه قلب أو عقل أي شخص يؤمن بالله وقد تزوجت غصبا واستحي ان اقولها فأنا انسانة جامعية حاصلة على مؤهل عال

وبدون الخوض في تفاصيل كثيرة من اساليب الضغط النفسي والعصبي والضربي وااتهامات الباطلة حتي تتم الزيجة‏,‏ واقسم بالله اني كدت ارمي بنفسي من الشرفة حتى تفيض روحي ولا اتزوجه‏,‏ لكني خفت عذاب الله وعشنا معا كاخوة لمدة ‏3‏ سنوات واقول هذا لأبين مدى كرهي له وكيف أني لا أطيقه ولا اعلم والله كيف جعلني اعيش في اكذوبة كبيرة في كل شيء حتي ابسط واتفه الامور‏ ..‏

واسفرت هذه الزيجة عن طفلتي الصغيرة‏..‏ وكان رأي الأهل جميعا أنه انسان يستحقني واكثر وأنه وأنه وأنه وكان يظهر بهذا المظهر ولم أكن موافقة ليس لعلاقتي بشخص آخر او انشغالي في تعليم أو غيره‏,‏ ولكنها كلمة واحدة لا ارتاح إليه ولكن هذه الكلمة لم تمنع الكل من أن يدفعني لأكون عروسا باكية في مأتم كبير يضحك فيه الناس ويشربون ويأكلون ويزفون الجثة‏..‏

رائج :   لســـع النـار ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

والان تكشف لأهلي خطأهم فهو سليط اللسان ضعيف في عمله‏,‏ كثير السب والمشكلة الأكبر الكذب في كل شيء ألا يحق لي أن أعيش مطمئنة ألنفس اليس الزواج طمأنينة‏..‏ لا أعلم ماذا أفعل؟؟

الحياة مستمرة والحياة مستحيلة لا أريد ان اظلم طفلة بريئة ولا أريد ان اكتسب لقب مطلقة وتعلم ما يعنيه ذلك في مجتمع مثل مجتمعنا‏.

‏ ربما تتساءل ماذا تريدين الآن‏,‏ لا اعلم لقد سرق عمري‏ .. بضم السين نعم سرق‏,‏ تكبلت يداي ويشرف عقلي على أن يكون سجين اليأس والوحدة سجين البيت‏..‏ ماذا افعل‏..‏ هل لي أن أقف أمام أبي الآن وأقول له لقد ظلمني وهو الذي لم يخطئ في حقي ابدا ولكن سامحه الله اساء الاختيار لأبعد الحدود‏..‏

رائج :   الرحيل ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

هل لي أن أطالب أمي‏..‏ بماذا؟ لا أعلم‏..‏ أسألك يا الله الذي لا إله إلا هو أن يعود الزمن للوراء وأن القي بنفسي من الشرفة كما كنت أريد أن افعل أو أفعل أي شيء آخر هل أهرب مثلا؟؟ لا حسنا اعتقد اني أخطأت التقدير ولست في مفترق طرق ولكني سرقت‏.‏ سرقت نفسي سرق عمري وتفكيري ماذا افعل؟؟

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

يا إلهي‏..‏ ولماذا قبلت الزواج منه من البداية يا سيدتي مادمت لا تطيقين طيفه إلى هذا الحد؟
وكيف تنجح الضغوط النفسية والعصبية والضربية والاتهامات الظالمة لك في حملك على الزواج من شخص استشعرت النفور وعدم الارتياح النفسي له من الوهلة الأولى .. وأنت الفتاة الجامعية التي حصلت على دراسات عليا الخ؟

ولماذا اسرعت بالانجاب من زوج لا تتقبلينه ولست مستعدة لتقبله ذات يوم نفسيا على الأقل ولا أقول عاطفيا‏!‏
إنه نوع من الانتحار المعنوي لا يختلف كثيرا عن الأفكار التي راودتك بالتخلص من حياتك لكيلا تتزوجي ممن ارتبطت به‏,‏ ولست ادري في الحقيقة بماذا أشير عليك‏..‏ لكني اقول لك فقط إن كل إنسان يملك حياته‏..‏ ومن واجبه أن يتقبل ظروفه اذا كان راضيا عنها‏,‏ وأن يسعى إلى تغييرها إذا كان قادرا على ذلك وبغير أن يظلم غيره أو يجور على حقوقهم .

ولقد كان الفيلسوف الإغريقي القديم يقول‏:‏ رب اعني على تغيير ما ينبغي لي تغييره‏..‏ وعلى تقبل مالا استطيع تغييره وهبني الحكمة للتفرقه بينهما‏.‏ والحق أنك في اشد الحاجة إلى كل ذلك‏..‏ خاصة الحكمة الضرورية للتفرقة بين ما تملكين ومالا تملكين تغييره من ظروف الحياة‏!‏

مقالات ذات صلة