قصص وعبر

بعد أن استيقظت من موتي !! قصة قصيرة سعيدة جدا !!!

أنتم بالتأكيد قرأتم ما حدث لى …. فقد نشرت جميع الصحف قصتى … لقد تعرضت لاغماءة قوية عندما كنت ألعب مباراة كرة قدم مع زملائى إحتفالا بإنتهاء آخر إمتحانات البكالوريوس …. نقلنى زملائى إلى إحدى مستشفيات الوطن العامر ….. تم وضعى ​على بلاط غرفة إستقبال ذلك المستشفى لمدة ساعة …. 

كان زملائى يصرخون ويبكون ويجرون يمينا ويسارا للبحث عن طبيب الإستقبال … كان حفظه الله فى الحمام ! …. ما المشكلة ؟ أليس إنسانا يحتاج إلى ذلك؟

يبدو أن الكشرى الذى أكله كان ملوثا فقد لبث فى الحمام لمدة خمسين دقيقة…. خرج وهو يتصبب عرقا ليعايننى وهو يضع الموبايل على أذنه متحدثا مع خطيبته الحامل فى الشهر الثالث للمرة الرابعة خلال مدة خطبتهما الممتدة لسبع سنوات ليتباحثا فى طريقة التخلص من الجنين

وضع سماعته على صدرى ليستمع لدقات قلبى … كيف كان بوسعه أن يسمعها وخطيبته تصرخ فى أذنه الأخرى بأنها لن تذهب لنفس العيادة القذرة التى أجهضت فيها نفسها المرة السابقة

بدون أن ينهى المكالمة قال لزملائى …. القلب توقف ….. مات … صرخ زميل  ….. أرجوك يا دكتور ضعوه على جهاز إنعاش القلب الكهربائى

كاد الطبيب أن يشتمه بلفظ قبيح فلم يكن هذا الجهاز موجودا بالمستشفى ولو كان موجودا فلا فائدة منه حيث أن المولد الكهربائى معطل وبالتالى لا يمكن تعويض الكهرباء المقطوعة

تم كل شئ بسرعة وتوجهوا بى إلى المقابر لدفنى …. أفقت من الإغماء بفعل إرتطام رأسى بجنبات التابوت عشرين مرة متتالية بفضل حالة الطريق (شكر الله مساعى هيئة الكبارى والطرق …. سيسجل لهم التاريخ أنهم قد أنقذوا حياة مقابل عشرات الآلاف من الحيوات التى إنتهت بفضل طرقهم الجميلة)

رائج :   أنواع من الأخميلوفات || من كتابات د : أحمد خالد توفيق

صرخت بشدة فتوقف الجميع … إكتشفوا إننى حى … عادوا بى إلى المستشفى … إندفع زملائى إلى الإستقبال للفتك بالطبيب و خرجوا وقد تركوه مضرجا بدمائه … لم يمسوه …. لحسن الحظ كان أخو خطيبته قد طعنه ثلاث طعنات بمطواته قبلها بدقائق

نقلنى أهلى لمستشفى خاص ولبثت به عدة أيام لإجراء فحوصات وجاءت النتائج سليمة ، خلال تلك الأيام كان أهلى يتناقشون فى مشكلة عجيبة تخصنى …. لقد صدرت لى شهادة وفاة ! وبالتالى فإن حالتى فى سجلات الأحوال المدنية متوفى حاليا

لا مشكلة …. فى اليوم التالى لخروجى من المستشفى توجهت إلى السجل المدنى لكى أعيد نفسى إلى الحياة فى السجلات

وجدت غرفة مكتوب عليها المواليد والوفيات .. كانت الموظفة جالسة إلى مكتبها تتناول رغيف فول وأمامها بصلتين … أخبرتها أننى قد صدرت لى شهادة وفاة لأننى مت قبل ذلك ، لم تسمع باقى قصتى فقد حاولت الصراخ فى نفس الوقت الذى كانت تقضم فيه نصف البصلة فأنزلقت بكاملها وسدت حلقها واصبح لها هى نفسها شهادة وفاة

بعد شهر من التنقل بين المكاتب والطوابق والإدارات تبين أن برنامج الحاسب الآلى لا يمكن أن يقبل إلغاء وفاة هناك عمليتين فقط يمكن تسجيلهما بذلك البرنامج ( ولادة – وفاة )

لذلك كان القرار النهائى (أحضر إخطار ولادة لنتمكن من فتح سجل لك !) …. كيف يمكن لشاب فى الثامنة عشرة من عمره أن يحصل على إخطار ولاده ! ….. ممكن؟ … نعم ممكن مع وجود طبيب معرفة وتمرجيات (عايزين حلاوة ) تم إستخراج الإخطار لإتوجه به إلى السجل المدنى ( وبصورة منه حصلت والدتى على ساعتين رضاعة خلال ساعات عملها )

رائج :   المياه الراكدة .. رسالة من بريد الجمعة

توجهت إلى السجل ليتم تسجيلى ولكن الموظفة طلبت شهادة التطعيمات فالنظام لا يسمح بتسجيل الإخطار بدون رقم شهادة التطعيمات .. هذه ايضا يمكن الحصول عليها … المشكلة التى واجهتنى أن التمرجية المسئولة ليست من صاحبات الحلاوة وملتزمة جدا بالتعليمات … لا بأس تناولت لقاح الدرن والإلتهاب الكبدى وأخذت الشهادة وتوجهت إلى السجل المدنى وانا أدعو الله ألا يطلبوا شهادة تفيد مطاهرتى

كانت الإبتسامة تملأ وجه الموظفة وهى تسجل بياناتى كمولود جديد عندما إكفهر وجهها فجأة! …. ماذا حدث؟ …. والدتى مطلقة فكيف تنجنب وهى غير متزوجة ؟ …. أبى طلقها قبل عشر سنوات …. يا للداهية … إذا فليعيدها إلى عصمته لكى نتمكن من تمرير ذلك السجل

أعاد أبى أمى إلى عصمته بعد أن طلق إحدى زوجاته الأربعة … تم تسجيل عقد الزواج
كانت الإبتسامة تملأ وجه الموظفة وهى تسجل بياناتى كمولود جديد عندما إكفهر وجهها فجأة! …. ماذا حدث؟ تاريخ الولادة سابق على تاريخ الزواج والبرنامج لا يقبل ذلك !

يأست تماما وأنطويت على نفسى لفترة فقد كانت الأيام تمضى وأريد أن ألتحق بالخدمة العسكرية لأنهيها وأبدأ حياتى … سمعت إحدى صديقات أمى بما حدث … كان إبنها يعمل ضمن فريق عمل برنامج (صبايا المحن )
كانت القصة مشوقة جدا وسجلت معى تلك المذيعة السمجة حلقة ملأتها بالتنهدات والزفرات الحارة وناشدت المسئولين التدخل على الفور إتصل رئيس مصلحة الأحوال المدنية وحيا جمال المذيعة وفستانها وتسريحتها وأكد أنه سيحل المشكلة غدا وسيتصل بى بعد قليل

رائج :   تبــــادل الأدوار‏!‏! .. رسالة من بريد الجمعة

مرت أشهر ثلاث دون أى إتصال ودون أن أنجح فى مقابلته لأذكره بوعده
ذات مساء إتصل بى شخص وقال للى أن لديه حلا لمشكلتى وطلب مقابلتى
كان موظفا بقسم الحاسب بمصلحة الأحوال المدنية …. قال لى …. مشكلتك ليس لها سوى حل واحد
…. ما هو
…. سيكلفك ذلك خمسين ألفا
…. ولماذا
….. فى الأمر لعبة ولا طريق لك سواها

وافقت وأتفقنا …..لا يمكنك أبدا أن تحصل على أى شئ فى هذا البلد إذا سرت فى خط مستقيم …. كانت خطته أن يبقى حالة أحد المتوفين فى اليوم التالى دون أن يغيرها إلى متوفى وتغيير الإسم فى شهادة الوفاة التى تحمل رقمى ليتم دفنه بها
سيغير بيانات الإسم والسن والرقم القومى فقط فى سجل المتوفى ويضع صورتى ونستخرج بدل فاقد للبطاقة الشخصية وبهذا نسوى كل شئ
كنت منتظرا فى مكتبه فى اليوم التالى عندما حضر رجلان ليستخرجا شهادة وفاة لشخص يدعى عصمت كامل حظاظى !!

تمت الخطة على مايرام وتم تغيير البيانات ليدفن عصمت بينما تسلمت بطاقتى الجديدة لأنطلق إلى الحياة
يبدو أننى سئ الحظ قليلا فقد حدث خطأ بسيط !
كانت بيانات البطاقة
الإسم … عصام عبد الحميد راغب ….. تاريخ ميلادى …. رقمى القومى … النوع أنثى !!
لا بأس ….. لن أطلب للخدمة العسكرية الآن … ولن يكون لى أى مستقبل
رحمك الله يا أخت عصمت وألحقنى بك على خير !

مقالات ذات صلة