“تخيلوا معانا كده طفل لا يتعدى أربع سنين بيدخل أوضة لوحده يقعد مع حد أول مرة يشوفه والمطلوب منه يجاوب على أسئلة بتقيم شخصيته ومستواه التعليمي! ليه؟ عشان داخل يتعلم في المدرسة! وكمان ممكن يترفض! متخيلين احنا بنعمل في ولادنا ايه؟”.
ده جزء من بوست منتشر على السوشيال ميديا على هاشتاج لا_لمقابلات_المدارس ، الأهالي بيحكوا فيهم عن تجربة ولادهم مع المقابلة في المدارس الخاصة، بالتزامن مع كون شهر ديسمبر هوا وقت فتح باب التقديم للسنة الجديدة.
ورغم إن دي مشكلة بيعاني منها أقلية من الناحية العددية خاصة لو قارناهم بأغلب المصريين اللي أولادهم بالتعليم الحكومي أصلاً، لكن القضية مهمة للكل لأنها نمط بيتوسع وبيدخل في مجالات تانية، وبيرسخ قيمة إنه حتى الفلوس مش كفاية تاخد الخدمة المطلوبة، وإن الدولة بترفع إيدها تماما.
ايه الهدف من المقابلات دي وإيه اللي بيحصل فيها؟
– المنطقى إن لو فيه مقابلة زي دي هتحصل يكون هدفها تعريف الطفل بالمدرسة والتعرف عليه، أو يعرفوا مهارات الطفل وقدراته ومواهبه، وقدرته على التواصل مع زمايله مثلا.
– اللي بيحصل فعلا عكس ده تماما، المدارس بـ(تختبر) مستوى الطفل، وكمان الأهم إنها بتقيم مستوى أهله اجتماعيا.
– فيه أمثلة كتير أصحابها حكوا عنها، مثلا أم حكت لبرنامج هنا العاصمة إنها اتسألت على عقد الشقة التمليك اللي عايشين فيها، وإن طفلها اتسأل لو كانو بيسافروا جوا مصر ولا برا مصر، وبياكلو فين .. فيه أم كانت مأجرة شقتها في مكان قريب من المدرسة اللي نفسها تدخل ابنها فيها، واترفضت عشان الشقة إيجار مش تمليك!
– أم تانية قالت لموقع مصر العربية إنها اتسألت في الانترفيو عن شهادتها؟ والمديرة أحرجتها جدا واتريقت عليها أدام إبنها لما معرفتش تترجم كلمة معينة في الانترفيو اللي كان بالانجليزي، وقالت لها انتي هتذاكري لإبنك إزاي ..
بتقول رغم إنها كانت مهتمة بتعليمه اللغة عن طريق الإنترنت وكان المدرسين في الانترفيو منبهرين بيه، مستواها العادي بالانجليزي (الأم اللي درست في تعليم حكومي واتخرجت من آداب جامعة عين شمس) كان هيتسبب في رفض ابنها الأول، وتسبب في رفض إبنها التاني في نفس المدرسة.
– بعض الأهالي اتسألوا عندهم عربية وللا لا؟ مشتركين في نادي إيه؟
– فيه أطفال بيترفضوا عشان والديهم منفصلين .. مثلاً أم مطلقة قالت للأهرام إن بنتها اترفضت في المدرسة وقالوا لها عشان حالتك الإجتماعية.
– قصة تانية اتنشرت على الفيس بوك لأم أولادها بيترفضوا أول ما يكتشفوا إن الوالد سجين بقضية سياسية.
– التقييم العلمي للأطفال ده كمان بتحصل فيه أمور غريبة جدا، مفيش معايير واضحة، محدش فاهم إذا كان بيتم تقييمه نفسيا ولا علميا ولا اجتماعيا، وبيحصل بدون مراعاة لسن الطفل اللي بيبتدي من سنتين ونص (لو داخل KJ مثلا).
– الطفل بيتطلب منه يجواب إجابات كاملة على سؤال متوجه له بالانجليزي.
– أب اسمه أحمد صلاح الدين حكى تجربته اللي فيها بنته تم اختبارها في أسماء الحيوانات والحروف والأرقام بالعربي والانجليزي، وكمان الأشكال الهندسية. ده خلاه يسأل لو بنتي رايحة وهي عارفة الحاجات دي هتتعلم ايه في المدرسة.
– النائب السابق في مجلس الشعب زياد العليمي حكى تجربة سلبية شخصية تعرض ليها مع ابنه اللي اترفض من انترفيو، وكان ليه تعليق مهم بيقول “التعليم حق، مش سلعة .. ولو الوضع دلوقتي إنها سلعة، مفيش بايع بيقيم المشتري هو وأهله ويشوف هل هما في مستوى يبيع لهم ولا لأ!”
ده بيأثر على الطفل وأهله إزاي؟
– فيه خسارة مادية بسبب الرسوم اللي بيدفعها ولي الأمر حسب المدرسة، بعضها بتكون أكتر من 1000 جنيه، مقابل الطلب (الأبلكيشن) والفلوس دي بتروح عليه غالباً لو تم رفض ابنه، والموضوع مكلف أكتر لأن أولياء أمور كتير بيعملوا حسابهم يقدموا في أكتر من مدرسة.
– كمان العديد من الدكاترة النفسيين اتكلموا عن ضرر اللي بيحصل ده على نفسية الطفل في المرحلة المبكرة دي من حياته.
– بشكل عام للمجتمع كله اللي بيحصل بيرسخ فكرة “الفصل الطبقي” اللي بنشوفها في أمور تانية .. كإن فيه فئة بمواصفات معينة بس هيا المسموح ليها تاخد تعليم أفضل و”تترقى اجتماعياً” لما الأولاد دول تتاح ليهم فرص أفضل بالمستقبل، والباقي لا!
هل اللي بيحصل ده قانوني؟
– على الأقل الجانب المالي منه وزارة التعليم مفروض انها اتدخلت فيه، وعندنا قرار وزاري صادر سنة 2014 بيمنع المدارس الخاصة من فرض أي مقابل تحت مسمى سحب الملفات وإجراء المقابلات، وإن المدرسة لازم تخصم القيمة دي من مصاريف الطفل لو اتقبل، وترجع الفلوس لو اترفض.
– من حوالي 8 شهور لما الأهرام عملت تقريرها عن المشكلة، أحمد خيري اللي كان وقتها المتحدث باسم الوزارة قال إن فيه نظام جديد هيتم التعامل به في التعليم الخاص للقضاء على المشكلة دي وغيرها، عبر الغاء التعامل المالي المباشر بين ولي الأمر والمدرسة، لكن حتى الآن مشفناش أي حاجة عن النظام ده.
– ممثلي المدارس اللي اتكلموا لمواقع المنصة والأهرام اتمسكوا بأهمية المقابلة وبرروها انهم لازم يعرفوا إذا كان الطفل بيقدر يستوعب بسهولة ويعتمد على نفسه ولا لا.
– مصدر في وزارة التعليم قال لموقع مصراوي ان بعض المدارس الحكومية زي المدارس اليابانية بتستخدم المقابلة بهدف التأكد من عدم معاناة الطفل من أي تأخر عقلي أو توحد، لكنه أكد إن الموضوع ماينفعش يتعدى كونه دردشة وهزار في غرفة فيها لعب وألوان.
– متخصصين نفسيين قالو إنه حتى لو مطلوب تقييم مبدئي لمستواه فأقصى حاجة تتعمل ان ده يتم بشكل غير مباشر عن طريق اللعب، لكن ده مينفعش يتربط بقبوله أو رفضه.
– العديد من أولياء الأمور حكوا تجاربهم مع التعليم خارج مصر، مثلاً مينا رامي، ابنه الي عنده 3 سنين اترفض في مدرسة مصرية وقالوا له الولد متدلع ومستواه ضعيف وده في وجود الطفل بيسمع الكلام السلبي ده، بعدها الأب سافر وابنه دخل مدرسة حكومية مجانية في لكسمبورج بدون أي مقابلات.
– تجربة تانية من بريطانيا أم حكت إن اللي حصل مع بنتها في المقابلة عبارة عن تمييز صور وأصوات الحيوانات، بتعرف تمسك قلم وتلون ولا لا، وهل لسه بتلبس بامبرز؟ أما الأم فاتسألت عن مواعيد نوم البنت، وهل هي عنيفة أو بتعض الأطفال، ودرجة ارتباطها بمامتها، وده ملوش أي علاقة بقبولها أو رفضها، لكن ده لمساعدة المدرسة تقدم أفضل خدمة مناسبة للبنت.
إحنا بندعم الحملة اللي أطلقها أولياء الأمور، وحابين نأكد على مطالبهم:
-إلغاء فكرة مقابلات المدارس وإستبدالها ب آليه آدميه لتقييم الطفل في وجود أهله ويكون هدفها واضح و تتناسب مع المرحله العمريه للطفل وتوحيدها في كل المدارس.
- – تقييم الطفل لا يتضمن مستواه التعليمي ( هو جاي يتعلم ولا يعلم؟)
- – إسترداد فلوس التقديم في حالة الرفض وخصمها من مصاريف المدارس في حالة القبول. ويتكتب ده بشكل واضح على ورقة التقديم.”