بقلم : Musa Hamza
” إن ما قاد الإخوان لمسلخة رابعة هو العشم و البلاهة “
هذا ما كتبته منذ أيام تذكيراً بالمسلخة .. فعشم الإخوان المشهود فى العسكر و التفانى فى دعم النظام العسكرى بمصر قبل الإنقلاب مشهود به فى صفحاتهم و إعلامهم و حساباتهم الشخصية , فعبرها شهدنا إستراتيجية هؤلاء البلهاء المعهودة و التى تبدأ بالإنكار ثم النفى و تنتهى بالتبرير و الدفاع عن المجلس العسكرى .
و عبر حساباتهم الشخصية و صفحاتهم خرجت أفضل دعاية للسيسى : ” زوجته منقبه و أولاده يحفظون القرآن ” , “ أصغر وزير دفاع بمصر عينه الرئيس مرسى ” , ” السيسى يبكى اثناء الصلاة ” و شهدت صفحة عمرو القزاز صحفى رصد دعاية سمجة للسيسى أخذتها و سجلتها بسكرين شوت هنا أثناء إحدى زيارته العسكرية لإحدى الوحدات .
هذا العشم المخلوط بالبلاهة لا يصب فقط فى صالح أعداء الإخوان , و لكنهم يدمرهم أيضاً , فمن مذبحة رابعة , و غيرها و هوانهم على الناس بين دول الشتات إلا أنهم لم يدركوا بعد أن هذا العشم الأبله و الثقة القاتلة بمن يتخابث عليهم هى من يدفنهم فى النهاية .
ما سبق و ذكرته بالأعلى ذكرته فى عشرات المقالات قبلاً منذ أحداث محمد محمود حتى قبيل وقوع الإنقلاب العسكرى رسمياً بمصر و شخصيا لا أعترف بوقوع الإنقلاب العسكرى فالعسكر لم يغادر حكم مصر و إنما غير القناع فقط بعد أن ركب بغلة الإخوان للدعاية المجانية له .
لكن ما حدث الأيام الماضية دليل أكبر على أن هؤلاء البلهاء لم يتعلموا من أخطاء الماضى و الجرائم التى نتجت عن هذه الأخطاء .. فالعشم لازال هو سمة البلاهة الرئيسية القاتلة لهؤلاء الأغبياء السمج . فما حدث هو تكرار نفس الأخطاء التى تثبت سهولة التحايل على هؤلاء و التلاعب بهم و تؤكد عدم إحترامهم لأنفسهم و مدى سيطرتهم التافه فى أراض الشتات . إحتجاز عبد الرحمن عز بين ألمانيا – ٥ ساعات – و تركيا – ثلاثة أيام .
عندما تم احتجاز عبد الرحمن عز بمطار برلين الدولى منذ أيام , ملأ الدنيا ضجيجا , و تدخلت الجزيرة بالنشر المباشر , برغم أن فترة الإحتجاز نفسها لم تتجاوز ال ٥ ساعات إلا أنها كانت كافية ليعلم العالم بحدوثها . و لكن بعد إنهاء احتجازه إتجه لتركيا التى تم احتجازه بمطار أتاتورك الدولى باسطنبول لأكثر من ثلاثة ايام , بدون نشر خبر واحد عن الواقعة , بطلب من الإخوان المصريين بتركيا .
و هذه ليست المره الأولى التى يحدث فيها مثل هذا بتركيا و يرفض الإخوان نشره تماماً , لا لسبب إلا رعاية و صيانة للبيروقراطية التركية و حتى لا يؤثر هذا على قدراتهم على الإستجداء و الشحاذة و هم يحاولون التدخل فى الأمر لإصلاحه و التدلل لدى الأتراك . فإن نجحوا فى الأمر فسيتبجحون بهذا و إن فشلوا فالخبر لم ينتشر .
إن العشم الشديد الذى يصدره أشباه الإسلاميين و منهم صاحب الشأن , من هؤلاء البلهاء , هو السبب الرئيسى لوسم الإسلامى بصورته النمطية بالبلاهة و السذاجة , فأشباه جماعات دمقرنطة الإسلام المتأسلمة لا تبحث إلا عن أصحاب العشم البلهاء لينكروا أخطائها و يبرروا لها و ينفوا عنها نواقضها , فهم الخامة المثالية للخراف التابعة للأصوات العالية و التى ستتحمل غث الجماعة و وساخة تصرفاتها بل ستبررها للعموم .
إن الفرق بين إحتجاز عبد الرحمن عز بألمانيا و تركيا , و التوجيه الإعلامى , ليس فى الأمر نفسه بل مصالح من يقود الأمر , فلو كانت مصالح الأخوان بالمانيا ذات دلال لمنعوه من النشر حتى و إن كان بخطر الترحيل لمصر , أما مصالحهم الإقتصادية و شركاتهم بتركيا و سمسرتهم للعقارات باسطنبول , إزمير , طرابزون , أنطاليا , آدرنه , فهى أولى بعدم النشر حرصاً على رسم الصورة المثالية للدعاية لأعمالهم فى تركيا .
و هذه ليست المره الأولى التى يمنع الإخوان النشر , فهناك عشرات الحالات و التى منع فيها الإخوان النشر , و ما إن يتسرب الخبر حتى ينفوه و يكذبوه و ينكروه و ما إن يعرف حتى يبرروه أو يصمتوا عنه و هم بينتظرون أن يموت الخبر بين زحمة باقى الأخبار , و وقع ضحية لهذه الإستراتيجية العشرات من المساكين .
لكن هل يعنيهم الإحتجاز من الأساس ؟ لا .
هل يعنيهم الحل من الاساس ؟ لا .
كل ما يعنيهم هو عدم النشر حرصاً على مصالحهم هم .
أما عن إحتجاز عبد الرحمن عز بألمانيا , فهى لم تكن إلا رداً على احتجاز أحمد منصور و فشلهم فى إنهاء العملية نفسها سواءاً , فهذه بتلك و الألمان لم يكونوا ليتوقعوا الضغط الإعلامى العنيف لأجل عز و هو أصغر بكثير من أحمد منصور , و هذا مما يضع الألمان و من ورائهم فى هذه المحاولة بموقف الأقزام فضلاً عن رفع أسهم عز الإعلامية ففضلوا إنهاء الإحتجاز بمطار برلين , عوضاً عن مواجهة المزيد من التصعيد الإعلامى ٠ علماً بأن العديد من الإخوان بألمانيا كان يرفضون التصعيد الإعلامى تماماً .