فكر و ثقافةقضايا وأراء

خرافات نفسية نتعامل معها على كونها حقائق علمية مثبتة

تفنيد لبعض النصائح الشائعة التي تبدو مفيدة ولكن في الحقيقة لا يوجد أي دليل علمي عليها، بل تعتبر خرافات وفي أغلب الأحيان مضرة.

• تخيل ما تريده وسوف يتحقق

النصيحة/خرافة بتقول لك إنك اذا حبيت شيء ما، فحاول أن تتمناه بشدة، أو لو حبيبت تكون نفسك في وضع معين (مدير، رئيس، إلخ) تخيل نفسه فيه وهو بدوره هينجذب لك وهيتحقق. أشهر شيء نشر هذه الخرافة أو الإدعاء كان كتاب The Secret. 

الحقيقة الأبحاث كلها بتشير لأن الموضوع دا مش بس غير حقيقي، بل الإستغراق في التخيل والتمني في الحقيقة بيجيب نتيجة عكسية تمامًا وبيبقى ضار وباعث على السلبية والتقاعس وليس العكس. في أحد الدراسات، الباحثين فحصوا الطلاب اللي عندهم حب رومانسي (أو crush) لزميل لهم في الفصل أو المدرسة، ووجدوا أن التلاميذ المفرطين في تخيل أنفسهم مع من يحبوا كانوا أقل عرضة إنهم يخبروا المعجبين بيه بحبهم له (يعني تناسب عكسي بين مقدار التخيل وما بين فرصتك وجرأتك على أن تخبر الشخص فعلًا بحبك له.)

وفي دراسة أخرى، الباحثين وجدوا أن نفس الكلام في الوظائف والحياة المهنية، كلما أستغرقت وتماديت في تخيل نفسك في وظيفة أو منصب أحلامك، كلما كانت الapplications بتاعتك على مناصب وظيفية أقل وكلما كانت العروض المعروضة عليك أقل ودخلك أقل. 

رائج :   ليه الدايه بتطلب مايه سخنه في الأفلام القديمة !! || من كتابات د : أحمد خالد توفيق

• لا تفكر فيها

عمر حصل لك موقف سلبي وكان له أثر نفسي ضار عليك ولقيت الناس بيقولوا لك “حاول متفكرش فيه؟” 
من ناحية علمية، الكلام دا غير صحيح وعكس الحقيقة. كبت الأفكار بيجيب نتيجة عكسية والأفكار اللي بتحاول تكبتها في الحقيقة بتتملك منك أكثر وأكثر وتسيطر عليك تمامًا ومش بطريقة صحية أو سوية وإنما بطريقة سلبية، الأفضل هو إنك تواجه الأفكار السلبية ومع الوقت هتاخد مجراها الطبيعي وتضعف وتتلاشى تدريجيًا حتى تختفي تمامًا أو ينتهي تمامًا أثرها السلبي عليك وتتحول من مصدر قلق وألم إلى موقف وخبرة حياتية عالق في ذاكرتك تستفيد منه في المواقف الجديدة الشبيهة.

والشيء المفاجئ أيضـًا، إنك لما تواجه الأفكار، هتكتشف إن أغلبها أو ربما كلها حجمها وأهميتها وكميات الرعب والقلق فيها أقل بمراحل مما تخيلته أنت مبدأيًا عنها، وهتلاقي نفسك انت فعليًا بتتجاهلها وتنشغل عنها (ولكن بطريقة صحية وسليمة) بسرعة أكبر بمراحل مما تخيلت

رائج :   معلومات هامة جدا لن تتعلمها في المدرسة!!!!

• مديح الذات Self Affirmation

كتير من الناس (وخاصة في مراحل المراهقة أو مراحل الضعف والهشاشة النفسية التي يكون فيها إنعدام الثقة على أشده) بياخد نصيحة إنه يكون مكتئب أو يحصل له موقف سلبي يقلل من إحترامه لنفسه، يتجاوب مع كدا بإنه يقعد يمدح في ذاته واد ايه هو جميل وتقعد تشير عبارات تشجيعية زي أنا أجمل واحدة في الكون وانا برنسس وانا مفيش مني أتنين، إلخ. 

الأبحاث بتوضح إن مديح الذات في أحيان كتيرة له أثر إيجابي وكويس، بس فيه مشكلة كبيرة جدًا، وهي أن هذا الموضوع غير منطبق على الناس اللي احترامها لنفسها قليل، وللأسف هؤلاء هم دول أكتر ناس بيقوموا بهذا الروتين أكثر من أي شخص آخر، وفي حالتهم، مديح الذات بيجيب نتيجة عكسية تمامًا لأن عند رؤيتهم للأوصاف المبالغ في إيجابيتها دي عن نفسهم، دماغهم تلقائيًا أو بشكل لاواعي بترفضها وترفض تصديقها ومشاعرهم السلبية بتزيد،

ولذلك لازم تكونـ/ي شديد الحذر في إستخدام وتصور عبارات نفخ ومديح الذات دي لأن ضررها غالبًا هيكون أكتر من نفعها. لو الموضوع دا بشكل ما بيساعدك على إنك ترتاح، ممكن تكمل فيه، ولكن الأبحاث بتوضح إن الغالبية العظمى ممن يقومون بهذه الممارسة الآثار عليهم سلبية.

رائج :   10 ​طرق يستخدمها الإعلام للتأثير على عقول الشعوب

• نـَفـّس عن غضبك

دائمًا لما تكون غضبان، تسمع الناس بتقول لك إنك لابد أن تخرج غضبك وأن كبت الغضب مضر جدًا ليك. النصيحة دي صحيحة جدًا ولكن ليس بالطريقة اللي بيفهمها بيها ناس كتيرة، بمعنى أنك بالفعل لابد أن تخرج غضبك ولكن بطريقة بناءة. بمعنى أنك لو غاضب، فيه طريقتين للتنفيس، أنك مثلًا تصرخ بصوت عالي جدًا وتكسر في الأشياء المحيطة، والطريقة الأخرى هي إنك توضح أسباب غضبك تحديدًا وتناقشها مع الآخرين وتلاقي لها حلول وكيفية تفاديها حتى لو بتعمل كدا بطريقة عصبية وغاضبة.

الأبحاث بتوضح أن الطريقة الأولى (طريقة الصراخ والتعبير الخام عن الغضب) في الحقيقة مضرة أكتر من إنك حتى تكبت الغضب نفسه! الباحثين وجدوا في التجارب، ان الناس اللي أستخدموا تلك الطريقة فضلوا بعدها برضو غاضبين، بل وأكثر غضبًا وعدوانية في التعامل مع الآخرين ممن جلسوا في هدوء ولم ينفسوا عن غضبهم بأي شكل من الأشكال. الطريقة الثانية (البناءة هي السليمة.)

مقالات ذات صلة