واحنا صغيرين كان أغلبنا أطفال عاديين، بنروح المدرسة ولما بيسألونا نفسكوا تطلعوا إيه بنرد ببراءة وعفوية: ظابط أو دكتور أو مهندس … إلخ؛ وده لأن ثقافة النجاح بالنسبالنا كانت ماشية في السكة دي وبنورث الثقافة دي لولادنا؛
عشان كده مصطلح رائد أعمال متلاقهوش دارج على لسانا واحنا صغيريين؛ مع إن النجاح عمره ما اقتصر على شهادة، وكتير من رواد الأعمال الناجحين بدأوا يمارسو أنشطة البزنس في الطفولة ومستنوش المدارس والشهادات عشان ينجحوا.
وده مش بيتنافي مع أهمية التعليم طبعًا، بس اللي عايز أقوله إن فرص النجاح في البزنس بالنسبة للمراهقين بقت أسهل بكتير دلوقتي وده بسبب اختراع مهم اسمه”الانترنت” اللي عمل ثورة كبيرة في البزنس وبقينا عادي جدًا نشوف طفل عنده 6 سنين وصاحب شركة زي “كوري نيفز” اللي بيعتبر أصغر رئيس تنفيذي CEO في أمريكا حاليًا، وكمان من أصغر رواد الأعمال في العالم والحقيقة أنا لما قريت القصة بتاعته طلعت منها بـ5 دروس مهمة في البزنس حبيت أوضحها ليكم في البوست ده:
• خد طموحات إبنك بجدية حتى لو كانت ساذجة:
“نيفز” اتولد في ظروف صعبة، وأمه Lisa Howard” – ليزا هوارد” لما خلفته مكنتش بتمتلك أي شيء وكانت بتشتغل بالساعة عشان تصرف على نفسها وتربيه، عشان كده الولد لما كبر ووصل 6 سنين طموحاته كانت عكس طموحات أي طفل تاني في سنه، فكان نفسه يفتح مشروع عشان يشتري عربية لمامته اللي بيشوفها كل يوم بتتبهدل في المواصلات وهي راجعة من الشغل، وطبعًا ده بالنسبة لنا طموح ساذج جدًا بالنسبة لأي طفل في سنه.
لكن شوف اختلاف الثقافات بقي، مامته مخدتهوش على قد عقله وحضنته وباسته وانتهينا! لكنها علمته يمشي ورا طموحه ويصدقه، وبالفعل قدر بمساعدتها إنه يصنع عربية خشب صغيرة في البيت ويقف بيها على الناصية عشان يبيع مشروب الكاكاو الساخن!
• لو مشروعك متناهي الصغر حاول تنوع منتجاتك:
طفل عنده 6 سنين واقف على عربية بيبيع كاكاو أكيد لما تشوفه هتنبهر وهتروح تشتري منه، ده اللي كان بيحصل بالفعل، فلما الدنيا بدأت تمشي وتجيب رزقها ” نيفز” بدأ يضيف منتجين جداد لقايمة المنتجات بتاعته وهما ال”كوكيز” وعصير الليمون وكان بينوع منتجاته حسب الفصول يعني بيبيع الكاكاو في الشتا وعصير الليمون بينزل بيه في الصيف، والكوكيز كان حاجة أساسية طبعًا…” تفكير رواد أعمال يعني مفيش هزاز! “
• لو المنتج بتاعك نجح مش معناها إنك متطوروش!
الدنيا اشتغلت تمام والطفل اللي عنده 6 سنين بقى صاحب مشروع وبيجيب أرباح، وعشان الانترنت منتشر أوي والأطفال في السن ده بيقدروا يستخدموه عادي في أمريكا، بدأ ” نيفز” يعتمد عليه في تطوير مشروعه وابتدى يدور على وصفات جديدة للكوكيز وبالفعل قدر يوصل لوصفة 75% منها بتتكون من مواد طبيعية بالكامل.
• الإنترنت ممكن يعمل نقلة في مشروعك
Lisa Howard” – ليزا هوارد” كانت عارفة إن إبنها عنده طموح بس مكنتش متخيله النتيجة اللي هيوصلها دي، واتفاجئت إن الأرباح بتاعته وصلت لـ 300 دولار في اليوم، وكل ما الأرباح كانت بتزيد كل ما كان طموح الولد بيكبر، وبدأ يحول العربية الصغيرة لمطبخ تجاري بقى نواة لشركة ناشئة سماها “Mr. Cory’s Cookies” متخصصة في تصنيع وبيع الكعك المحلى من مواد طبيعية، وبدأ يبيع منتجاته أونلاين من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة.
• أحيانًا الفرص بتطلع من رحم الأزمات
دايمًا المشاريع الصغيرة بتواجه أزمات والدنيا مش بتمشي وردي على طول الخط، وده اللي حصل مع “نيفز” ومامته لما وزارة الصحة قفلت المشروع بتاعهم لأنه مكنش بيطبق بعض اللوائح الصحية المعمول بيها هناك.
لكن الأزمة دي كانت فتحة خير عليه لأنها خلت فكرته تنتشر، ومقدمة البرامج الشهيرة «إلين ديجينيرز» قررت تستضيفه في برنامجها المشهور” Ellen Show”عشان تحكي قصته، وفي وسط البرنامج ما كان شغال فاجأته بـ 10 آلاف دولار وعربية كدعم ليه من البرنامج، ومش بس كده القصة لما اتحكت في التليفزيون كانت ملهمة جدًا لدرجة إن”ماركوس ليمونيز”، اللي بيقدم برنامج ” The Profit” المخصص لمساعدة الشركات المتعثرة، وافق على الاستثمار مع “نيفز” في شركته.
• الإدارة الناجحة مش بالسن:
بعد الاستثمار ده وبمرور الوقت الشركة نمت بشكل كبير، وبقي فيه تعاون ما بينها وبين شركات معروفة زي Bloomingdales وCitibank و Whole Foods وغيرهم، ده غير إنها حاليا بتحاول تقدم منتجات جديدة زي رقائق الشوكولاتة الطبيعية! وكل ده طبعا كان بفضل جهود”نيفز” المدير التنفيذي للشركة اللي سنه حاليا ميتعداش 14 سنة، ووالدته اللي فضلت معاه كتف بكتف وبتشغل منصب المدير المالي في الشركة.
في النهاية حابب أكد على حاجة مهمة، فكرة ” نيفيز” ممكن ماتكونش جديدة بس قدر ينجح فيها عشان طور ميزة تنافسية ” وهي المنتج الطبيعي بالكامل” وده معناه إنك مش شرط تبدأ البزنس بفكرة جديدة، المهم إنك تخلق لنفسك حاجة تميزك عن غيرك، كمان حاول تستغل الإمكانيات المتاحة على الإنترنت اللي كانت السبب الرئيسي في نجاح “نيفز” لإنه قدر يستغلها في تطوير مشروعه واعتمد عليها في التسويق لشركته ولنفسه كبراند من خلال فيديوهاته اللي نشرها على انستجرام!