دين و دنيا

شيخ الاسلام ابن تيمية و أسباب السجنات السبعة

سجن شيخ الإسلام ابن تيمية سبع مرات .. 3 في دمشق و 4 في مصر وتوفي بالسجن

السجنة الأولى

في دمشق عام 693 هـ، كانت مدتها قليلة؛ وسببها واقعة عساف النصراني، الذي شهد عليه جماعة أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، بلغ الخبرُ شيخَ الإسلام التقى بالشيخ زين الدين الفارقي فرفعا أمره إلى نائب السلطان بدمشق الذي عفا عنه، وقُتل النصراني بعدها بمدة قتله أخوه

وكان من نتيجة هذه السجنة أن ألف شيخ الإسلام كتابه: “الصارم المسلول على شاتم الرسول”.


السجنة الثانية

في القاهرة مدتها سنة ونصف في سجن “برج”، ثم نقل إلى الجب بقلعة الجبل سببها مسألة العرش، ومسألة الكلام، ومسألة النزول.

  • يقول ابن تيمية:

“وأخذوا يذكرون نفي التشبيه والتجسيم ويطنبون في هذا، ويعرضون لما ينسبه بعض الناس إلينا من ذلك” “…وذكرت ما أجمع عليه سلف الأمة: من أنه سبحانه فوق العرش، وأنه معنى حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة”

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
بل يؤمنون بأن الله سبحانه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى/11 .

وقد أحضرت أكثر من خمسين كتابًا من كتب أهل الحديث، والتصوف والمتكلمين والفقهاء الأربعة والحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية يوافق طما قلته. وأنا أمهل من خالفني ثلاث سنين أن يجئ بحرف واحد عن أئمة الإسلام يخالف ما قلته”


رائج :   الزوج العبقري اللي محصلش … قصة من وحي الخيال

السجنة الثالثة

كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين

وسببها أنه ألف كتاباً في الاستغاثة، المعروف بالرد على البكري، لهذا استعدى عليه الصوفية السلطة بالقاهرة، فكون له مجلس، فمنهم من برأه ومنهم من أدانه.


السجنة الرابعة

بمصر كذلك، في قاعة “الترسيم”، لمدة شهرين

وكانت تلك السجنة بسبب مؤامرة تولاها الصوفي الباطني الحلولي نصر المنبجي، مستغلاً صلته بالحاكم الظالم الجاشنكير.


السجنة الخامسة

كانت بالإسكندرية مدة سبعة شهور، وهي بمكيدة من نصر المنبجي والملك بيبرس الجاشنكير
عزموا أن ينفوه إلى قبرص، وهدِّد بالقتل، فقيل له في ذلك، فقال مقالته المشهورة، وكلمته المشهورة:

إن قتلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص دعوتُ أهلها إلى الله فأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبداً، وأنا مثل الغنمة كيفما تقلبت تقلبت على صوف.

أخرجه الملك الناصر محمد بن قلاوون وأودع الجاشنكير السجن واستدعى ابن تيمية من الإسكندرية إلى القاهرة، وأكرمه، وأجله، واستفتى الشيخ في قتل المشايخ الذين كانوا سعوا به إلى الجاشنكير لكن ابن تيمية طلب منه السماح عنهم


رائج :   سيرة سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه) || الجزء التاسع

السجنة السادسة

كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً بسبب الحلف بالطلاق.

أثمرت هذه السجنة عن كتابه “الرد الكبير على من اعترض عليه في مسألة الحلف بالطلاق”


السجنة السابعة

بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً ومات بالسجن حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى مثواه الأخير؛ وكانت بسبب مسألة زيارة القبور، وأنتجت كتاب “الرد على الإخنائي”.


جنازة شيخ الإسلام ابن تيمية

بلغ عدد الذين حضروا جنازة الإمام ابن تيمية رحمه الله أكثرُ من 200 ألف رجل والنساء خمسة عشر ألف امرأة، ؛ قال العارفون بالتاريخ: لم يُسمَعْ بجنازة بمثل هذا الجَمْع إلا جنازة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله؛ (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، للبزار، صـ:84).

يقول إبن كثير:

“جلس الناس من كثرتهم وزحمتهم على غير صفوف، بل مرصوصين رصا لا يتمكن أحد من السجود إلا بكلفة جو الجامع، وبرى الأزقة والأسواق، وذلك قبل أذان الظهر بقليل، وجاء الناس من كل مكان، وقوي خلق الصيام لأنهم لا يتفرغون في هذا اليوم لأكل ولا لشرب، وكثر الناس كثرة لا تحد ولا توصف”

وكان يومًا مشهودًا، لم يُعْهَدْ بدمشق مثله، وقال رجل بصوت مرتفع: هكذا تكون جنائز أئمة السنة، فبكى الناسُ بُكاءً كثيرًا، واشتدَّ الزحام، وألقى الناس على نعشه مناديلَهم، وصار النعش على الرؤوس يتقدَّم تارةً، ويتأخَّر أخرى، وخرجت جنازتُه من باب الفرج، وازدحم الناسُ على أبواب المدينة جميعًا للخروج، وعظُمَ الأمرُ بسوق الخيل” (شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي، جـ 8 صـ150).

مقالات ذات صلة