الكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف الواقع سواء كان عمداً أو خطأ، وهو من الأخلاق السافلة المتفق عليها عند الأسوياء، وأكدت تشنيعه وتجريمه جميع الشرائع وخاتمتها شريعة الإسلام.
غريب امر من يكذب !!!
فلربما كذب لامر هين ولا يستحق (وتكون هي البداية … مجرد بداية)
ولانه مكابر او لانه لا يريد ان يبدو صغيرا في اعين الاخرين (والشيطان خير صديق في هذه المرحله) فيكون عليه اخفاء كذبه بان يقوم بالمزيد و المزيد من الكذب حتى يخفي كذبته الاولى (التي ربما اصلا لم تكن لتستحق) ولكثرة الكذب فان الوقوع فالاخطاء امر حتمي سيتطلب من الكاذب ان يداويه بالمزيد من الكذب !!!
ومن ثم ندخل في نفق مظلم من الكذب الذي في كل الحالات لا يؤدي الى نهاية مرضية لصاحبه بل وانه ربما بعد ان يجيد كذبه والتصنع به فيصدقه ويتعايش معه وتكون هي الطامة الكبرى حفظنا واياكم منه
” اللهم طهّر أعمالنا من الرياء و قُلوبنا من النِّفاق وألسنتنا من الكذب “
وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريمه وتوعدت فاعله بأنواع النكال الأليم، فمن ذلك قوله تعالى:
{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل: 105]
وقال تعالى:
{… إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28].
متى يحل الكذب
لم يحل الكذب الا فى ثلاث حالات هي ..
- الحرب وهو خدعه
- وفى الاصلاح بين متخاصمين
- وعلى الزوجة عندما تمدحها بما ليس فيها لتستمر الحياة
وبعد ذلك فهو كذب.
مساوئ الكذب
ـ باعث على سوء السمعة، وسقوط الكرامة، وانعدام الوثاقة، فلا يصدق الكذاب وإن نطق بالصدق، ولا تقبل شهادته، ولا يوثق بمواعيده وعهوده.
ومن خصائصه انه ينسى أكاذيبه ويختلق ما يخالفها، وربما لفق الأكاذيب العديدة المتناقضة، دعما لكذبة افتراها، فتغدوا أحاديثه هذرا مقيتا، ولغوا فاضحا.
ما أحزنني ليس كذبك علي، بل أنني لن أصدقك بعد الآن.
نيتشه
ـ وله فوق ذلك آثار روحية سيئة، ومغبة خطيرة، نوهت عنها النصوص لسالفة.
ليس لأحد ذاكرة قوية بما فيه الكفاية لكي تجعل منه كاذباً ناجحاً.
أبراهام لنكولن
الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية
كيفية التعامل مع الكذاب
النصح لهم ؛ فالدين النصيحة ، والمسلم أخو المسلم يحب له الخير ، ويكره له الشر ، ويكون ذلك بالترغيب في الصدق وبيان محامده في الدنيا والآخرة ، وبالترهيب من الكذب وبيان مفاسده في الدنيا والآخرة .
عدم الاعتماد على ما يروونه من أخبار ، وما يذكرونه من أمور ، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الناس ، لأن الكذب مسقط للعدالة .
الاستعانة عليهم في نصحهم وإرشادهم بمن يسمعون لهم ، ويقبلون منهم النصح والإرشاد ، من أهل العقل والدين من أقربائهم ومعارفهم وأصدقائهم وزملائهم .
إذا كثر كذبهم واستشرى فسادهم وزاد أذاهم للناس فلا حرمة لهم ، والواجب التحذير منهم مكاشفة ، وذكرهم بعيبهم أمام الناس ليحذروهم ؛ لأنهم فساق معلنون .
لا تصاحب الكذابين ، واجتنبهم ما استطعت ، فإن خلائق السوء تعدي ، والمرء على دين خليله . :
لا تأمنهم على شيء ، فإنهم كما يكذبون على الناس يكذبون عليك ، وكما يخونونهم يخونونك .
قال الحسن بن سهل :
” الكذاب لِصّ ؛ لأن اللص يسرقُ مالك ، والكذاب يسرقُ عقلك ؛ ولا تأمن مَنْ كذب لك ، أنْ يَكذِب عليك ، ومن اغتاب غيرَك عندك ، فلا تأمَنْ أن يغتابَك عند غيرك “