هل ابنك جاهز للالتحاق في المدرسة للصف الاول الابتدائي؟ هل اجابه السؤال اختلفت عبر السنين؟
بعض الاسئلة التي تساعد الآباء يقرروا اذا كان ابنهم جاهز للمدرسه
امريكا سنه ١٩٧٩
١٢ سؤال (checklist) تساعد الآباء يقرروا اذا كان ابنهم جاهز للمدرسه، الاسئلة كلها كانت حول النضج الجسدي و العاطفي و الاستقلالية ، خليني اذكر لك بعضهم
١-هل يستطيع الطفل أن يشرح للبوليس أو لأمن المدرسه اين يسكن بوضوح؟
٢- هل يستطيع أن يقف علي قدم واحده و هو مغمض العينين لمده ٥-١٠ ثواني.
٣- هل يستطيع التفريق بين اليد اليمني و اليد اليسري
٤- هل يستطيع أن يقود دراجة هوائيه ذات عجلتين.
٥- هل يستطيع أن يمشي في الحي (٤-٥ شوارع) ليذهب الي محل او المدرسه او منطقه العاب أو بيت صديق.
٦- هل ممكن أن يكون بعيد عنك طوال اليوم دون أن يكون غاضب.
٧- هل يستطيع أن يعيد جمله من ٨-١٠ كلمات اذا قيلت أمامه مره واحده.
قارن هذه القائمه بالقائمه الحاليه في امريكا ايضا، ساذكر بعض الاسئله.
بعض الاسئلة التي تطرح على الاباء في امريكا حاليا
١-يستطيع أن يعرف و يكتب حتي رقم ١٠٠
٢-يستطيع أن يعد من ١٠ الي ١٠٠ كل ١٠ و من ٢ الي ٢٠ كل ٢ و من ٥ الي ١٠٠ ب٥
٣- يستطيع ان يقرا كتب بيها من ٥-١٠ كلمات في الصفحة.
٤- يكتب جمله كامله.
الفرق بين القائمتين يوضح التغير الكبير الحاصل في تربيه الاطفال بين السبعينات و اليوم، صحيح المثال من امريكا لكن الحقيقه في تشابه كبير جدا مع ما يحدث في مصر، المدارس اهتمت بشكل كبير بالمستوي العلمي للطلاب و من سن مبكر جدا، كلنا بنسمع عن مقابلات المدارس دلوقتي و طلباتهم العلميه من أطفال ٤ سنوات، و التركيز الشديد علي الجانب العلمي كان له تأثير كبير علي دور المدارس في التربيه.
دور المدرسة في التربيه والتعليم
المدرسه بقي دورها بشكل كبير علمي فقط، و زي ما ذكر لينرد ساكس في كتابه (the collapse of parenting) أن المدراس في امريكا بطلت تعلم الاولاد الحد الأدنى من التربيه و ركزت بشكل كامل علي التعليم، أشياء مثل احترم المعلم، احترام الدور، عدم التعدي علي اشياء الغير، قول شكرا و لو سمحت و خلافه من أساسيات التربيه
لكن ده مش التغيير الوحيد في تغيير كمان مهم حصل، المدرسه و الواجبات اخدت من وقت الاطفال اكتر بكتير من زمان، و الآباء تعاملهم مع الأبناء اختلف بردو بشكل كبير.
اذكر و انا في عمر ١٢ عام كنت اركب مواصلات عامه (اتوبيس) اذهب الي النادي و اقضي اليوم بالكامل، ثم اذهب للمنزل في المساء، دون تليفون محمول او اي طريقه للتواصل، و من قبلها باعوام و انا العب في الشارع اغلب اليوم.
اليوم انا لا اسمح لبنتي ١٥ عام ركوب اوبر مثلا، و ابني لا يلعب في الشارع، اشك ان ابني (أو في الحقيقه انا) استطيع ان اترك ابني ليوم كامل بدون مراقبه مني أو من أمه مثلا.
دور الاباء
من المعروف أن وقت اللعب (غير المراقب من البالغين) بالنسبه للاطفال هو وقت اكتساب خبرات و مهارات خصوصا المهارات الاجتماعيه، خبرات في التعامل مع الاقران و التفاوض علي الدور مثلا، و عمل خطط و تحالفات و خلافه، اللعب ايضا يضع الاطفال في مواقف فيها بعض الخطوره و بعض الضغط و يعلمهم يتصرفوا و ده بيكبرهم و بيبني شخصياتهم.
يعني مثلا كي يستمر ماتش كوره لابد من معامله صاحب الكوره معامله خاصه (اي حد لعب في الشارع عارف قانون صاحب الكوره ده)، لما يحصل فاول مثلا هيحصل عليه الكثير من الجدال و التفاوض، و الاولاد هيبقوا عارفين انهم لازم يحلوا مشكلتهم و الا اللعب هيتوقف، كل دي مهارات هيحتاجها الطفل بعد كده، علي عكس التمرين في وجود الكابتين، اي مشكله في سلطه اعلي بتحلها في لحظه، مش مطلوب من الأطفال اي تنازلات لصاحب الكوره و خلافه.
اولادنا حاليا ببقضوا وقت قليل جدا (بالمقارنة بجيلنا) بعيد عن اشراف الاهل، وقت العب أغلبه أو جزء كبير منه بقي في البيت و مش بس كده كمان لوحده قدام شاشه.
ضيف علي كده ما يسمي (helicopter parenting ) و هو المراقبه اللصيقه للأبناء و حمايتهم بشكل مبالغ فيه من اي مشاكل او عقبات، ينتج عن كده اطفال او مراهقين بخبرات قليله أو معدومة لمواجهه المجتمع، مراهقين و شباب بعزيمه و نفسيه هشهه، طبعا في امريكا نقدر نرجع للأرقام هتلاقي ازدياد كبير في نسبه القلق و للاكتئاب لدي ما يسمي igen (مواليد ١٩٩٧ -٢٠١٢)
الخلاصة
الطبقه المتوسطه تحديدا تعلم جيدا أن التعليم الجيد (و ربما الرياضه) هو السبيل الوحيد لضمان حياه افضل لابناءهم و مع المنافسه الشديده في سوق العمل دخلت الآباء في ضغط شديد و رغبه اكيده في مساعدة أبناءهم يتفوقوا في كل شيء.
بقي مطلوب من الابناء مستوي اعلي في الدارسه حتي يقبل اصلا في المدرسه الجيده التي تضمن له تعليم جيد، و كورسات برمجه لان المستقبل في البرمجه، و ربما كورسات الماني لان التعليم الجامعي في الماني منخفض التكلفه و خلافه و هذا طبعا غير تدريبات السباحه و الكوره لعله يكون موهوب في أحدهم و يصبح بطل رياضي أو تساعده علي اخذ منحه في جامعه خارج مصر، و من لا يفعل ذلك يشعر بالتقصير تجاه أولاده ، بسبب ذلك أصبح الوقت الذي يقضيه الطفل وحده بدون مراقبه البالغين اقل، و اصبح الضغط علي الاطفال اعلي و هذا كان له تأثير كبير علي الصحه النفسيه و النضوج العقلي لهذا الجيل (كان الله في عونهم).