من السهل عليك أن تحّمس فريق عملك عندما يكونوا أمامك طوال الوقت في مقر الشركة، فهم أمام عينك وكلما رأيت تراجع في أدائهم أو هبوط في معنوياتهم، يمكنك أن تتدخل سريعا وتشحن طاقتهم مرة أخرى لزيادة جودة وكفاءة إنتاجهم في العمل.
لكن التحدي الحقيقي أمام أي مدير هو كيف يمكن أن يحّمس ويحّفز موظفيه العاملين عن بعد؟ فالموظفين عن بعد عادة ما يكونوا أقل حماسا للعمل مقارنة بمن يتواجدون يوميا بشركاتهم.
بالطبع يمر العالم كله اليوم بظروف استثنائية بسبب جائحة تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19” التي أجبرت أغلب الشركات في العالم أن تجعل موظفيها يعملون من المنزل، ما أثار هذا التحدي أمام أي مدير يرغب في تحفيز فريقه.
سواء استمرت ظاهرة العمل عن بعد بهذا المعدل بعد إنتهاء أزمة كورونا، أو تراجعت قليلا، فنحن أمام واقع يقول بإن العمل عن بعد سيكون سياسة رئيسية تنتهجها كثير من الشركات مستقبلا.
فإذا كانت أزمة كورونا جعلتنا نرى نجاح عديد من المديرين في نقل عمل موظفيهم للبيت، إلا أن عديد منهم فشل في إنه إثارة روح الحماس في الموظفين.. لذلك دعونا نستعرض معكم أبرز الآليات وأكثرها فّعالية بالنسبة لأي مدير يرغب في تحفيز فريقه عن بعد:
1- ما تتابعه أو تسأل عنه موظفيك أكثر وأكبر عدد من المرات، هو ما يدرك موظفيك بأنه الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لك، لذلك إذا أردت أن تحفز فريقك عن بعد بطريقة صحيحة اعقد اجتماع افتراضي معهم “أون لاين” واسألهم بشكل مباشر ما الأمور التي تحمسهم وتشعرهم بالتحفيز والإقبال على العمل؟ واحرص على تحويل كلامهم لواقع عملي.
2- في حالة عمل موظفيك عن بعد، يجب بالطبع وضع قواعد منظمة للعمل المطلوب كمًا وكيفًا، ولكن يجب عليك أن تتجنب تحُّول عمل فريقك للطبيعية التكتيكية التي تحكمها قواعد وإجراءات صارمة، لأن الاعتماد على أن يسير العمل فقط بهذه الطريقة يثِّبط الهمم.
اجعل العمل ذي طبيعة جذابة، وافتح باب المبادرة والإبداع أمام فريقك، احرص أسبوعيًا على توفير بعض الأيام التي لا تسيطر عليها المهام الروتينية، بل تكون مخصصة لمنح فريقك تحديات ومشكلات في العمل، يتولون مسئولية حّلها عن طريق المغامرة والتجريب.
3- من المهم أن يكون هناك وقت محدد لاجتماع أون لاين مع فريقك، ولكن الأهم ألا تهمل أهمية الاجتماع الفردي “one to one meeting” مع كل موظف بمفرده ليشعر بأهميته وتميزه.
4- يصبح الموظف أكثر حماسا للعمل عندما يشعر باهتمام مديره بأهداف الموظف نفسه، وما يسعى لتحقيقه، وهذا يعني بالنسبة للمدير أن يبدي أكبر قدر من الاهتمام والحماس تجاه العمل، كما يعني امتلاك القدرة على تجاذب أطراف الحديث مع الموظفين للتعرف على ما إذا كانوا ملتزمين بالوفاء بالمهام الموّكلة بهم أم لا.
5- في اجتماعاتك مع موظفيك، سواء الجماعية أو الفردية، احرص على التذكرة بالأهداف الأساسية للعمل، فتذكر الهدف والنجاحات السابقة في تحقيقه، يحفز الموظف بقوة.
6- ابن مجتمع عمل جديد للموظفين، فعندما يبدأ الموظفون فجأة في العمل بعيدًا عن محيطهم المعتاد، فإنهم يشعروا بالضياع، وللحفاظ على سير سير العمل، قم بإنشاء مكتب افتراضي للموظفين، واستثمر في أفضل أدوات مؤتمرات الفيديو، قم بإنشاء منتدى للموظفين لتبادل التحديثات الشخصية والمهنية، حاول التكليف بالمهام التعاونية أسبوعيًا، مع تشجيع أعضاء الفريق على العمل معًا والبقاء على اتصال.
7- للحفاظ على معنويات موظفيك وتعزيز مزاجهم، يمكنك إنشاء أنشطة فريق افتراضية مثل ألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت ومسابقات، فالاهتمام بالجانب الترفيهي، يجعل فريقك يتخلص مما يشعر به من ضغوط نفسية، ليعاود العمل بحماس أكبر.
8- توفير وقت الذهاب والعودة من العمل خاصة في الأوقات المزدحمة، وّفر لموظفيك وقت كبيرا ليتعلموا ما أرادوه دوماولم يكونوا يجدوا له الوقت الكافي، كمدير ساعدهم بتوفير وقت أسبوعي مخصص لتطوير مهاراتهم وتعلم الجديد في مجالهم، سيكسر ذلك من حدة تأثير التباعد والملل، وسيبعث فيهم الروح من جديد لمعاودة العمل بحماس.
9- عّزز اهتمامك بصحة موظفيك، بما إن ضمان استمرار تحفيز موظفيك في العمل يعتمد كثيرًا على سلامتهم البدنية والعقلية، ومع انتشار الفيروس التاجي الحالي، أصبح الحفاظ على الصحة الجيدة مسألة ذات أهمية قصوى.
وبما أن العزلة الطويلة في المنزل بسبب فيروس كورونا، لها تأثيرها السلبي على صحة فريق عملك العقلية والبدنية، يجب عليك أن تشجعهم وتشاركهم في وضع جدول جماعي يتضمن ممارسة الرياضة 3 مرات أسبوعيا على الأقل.
10- المكافأة: بعد أن تطبق كل الآليات السابقة لا تغفل عن مكافأة موظفيك الذين تحمسوا وعملوا بجد وحققوا نجاح، سواء بتكريمهم معنويا أو بمكافآت مادية.
المدير الناجح فعلا هو الذي ينجح في تحميس فريقه وقت الأزمات، حتى يكون إنتاجهم أعلى وأكثر جودة ويتفوقوا على غيرهم ويحصلوا على حصة أكبر في السوق.
