تاريخوعي

عثمان احمد عثمان: المعلم اكبر مقاول في مصر || ح4

عثمان من وهو صغير كان معجب بخال له بيشتغل في المقاولات وكان بياخد شغل كتير هو اللي يخلصه .. ده في الوقت اللي كان عثمان من وهو صغير بيلاقي شركات أجنبيه بتاخد شغل مقاولات في قناة السويس وتكون هي مسؤولة عن أي إنشاءات هناك ..

ده زرع فيه من بدري حلم انه يدخل هندسة ويتخصص في هندسة مدني عشان ياخد شغل مقاولات ويشارك في أي مشروعات وطنية!

قد يهمك: عثمان احمد عثمان و مشروع بناء السد || ح3

دموع تزرف

كان فيه بس مشكلة صغيرة .. مصاريف هندسة القاهرة كانت 40 جنيه في الوقت ده!

وفي الوقت ده الرقم ده كان كارثة بالنسبة لأسرة عثمان اللي فضل يقول للراجل في شؤون الطلبة في هندسة انه ما معهوش هو ولا أسرته الرقم ده .. وعثمان لم يتمالك نفسه من الدموع لما لقى الراجل ده بيقوله: “انا عايز شهادة تثبت ان انت فقير!”

واضطر في النهاية يجيب له (شهادة فقر)! وسط زمايله اللي كلهم بيدفعوا مصاريف هندسة!

الموقف ده بقدر ما كان مؤلم لكن عثمان اتعلم منه قيمة الفلوس!

وعلشان برضو الفلوس اللي معاه مكنتش تكفي السكن راح قعد فترة الدراسة عند اخته في باب الخلق .. كانت اخته متزوجه من أستاذ دكتور في جامعة الأزهر ف راح هو واخوه ابراهيم اللي دخل هندسة القاهرة برضو وقعدوا عند اختهم.

تخيل ان بسبب قلة الفلوس عثمان كان كل يوم ياخدها مشي من باب الخلق في القاهرة لحد مبنى هندسة في الجيزة!

مرتين .. مرة رايح ومرة راجع!

رائج :   كيف تستقيل من عملك بنجاح مع تفادي الخسائر!!!!!!

وتتوالى الاحزان

والوجع اللي أكتر من ده هو ان في سنة أولى هندسة فقد عثمان واخواته أعز حاجة في حياتهم .. أمهم!

لما ماتت أمهم ده كان زلزاااال بالنسبة لعثمان واخواته لأنها كانت بتقوم بدور الأم والأب في نفس الوقت وكانت هي طوق السفينة اللي الكل شادد نفسه بيها!

وبعد ما رجع عثمان اسماعيلية عشان يدفن أمه رجع القاهرة ودفن أحزانه في المذاكرة والمرواح للكلية كل يوم لحد ما اتخرج بالشهادة الكبيرة في الهندسة سنة 1940 ورغم ان تقديراته العالية كانت تسمح له يتعين معيد إلا انه رفض!

بداية مشوشة

وبدأ يفكر مع اخوه ابراهيم ازاي يبدأوا سكة المقاولات اللي بتحتاج راس مال!

اخوه ابراهيم ده بقى بعد كدا بقى معيد في هندسة القاهرة وهو صاحب فكرة تأسيس نقابة المهندسين ..

لكن بمجرد التخرج هما الاتنين مكنوش عارفين سكة المقاولات وهيجيبوا منين الأوناش والمعدات الضخمة!

وعلطول راح عثمان لخاله وفي عقل باله عايز يقوله “دبرني يا وزير” ابدأ منين شغل المقاولات؟؟

خاله أقنعه انه يشتغل معاه شوية بشهادة الهندسة لحد ما يتعلم أصول الصنعة .. فكان كل يوم الصبح يروح في الموقع ويكتب التقارير ويشرف على تنفيذ مهام الشغل وبدأ يعلم نفسه بنفسه وطبق اللي كان بياخده في هندسة القاهرة في شغل الموقع .. ولاحظ خاله شطارته وادالو ترقيات وزود له في المرتب اكتر من مرة لحد ما زاد من 12 جنيه لحوالي 24 جنيه.

وفي سنة 1942 فاتح عثمان خاله في انه يستقل عنه ويبقى له شغله الخاص .. وبعد نقاش طويل استمر لأيام اقتنع خاله برغبته وادالو مكافأة على شغله اللي فات معاه 180 جنيه كانوا هما كل راس مال عثمان احمد عثمان في الوقت ده.

رائج :   كارتة طريق السويس .. مثال لسوء التخطيط والاستغلال

خطوة بخطوة

وبدأ عثمان يدور على مكان يكون مقر لأعمال شركته الصغيرة اللي لسه ملهاش أساسًا أي وجود!

لقى حد من قرايب أمه بيشتغل دكتور وله عيادة سمح له ياخد أوضة منها تكون مقر شغله .. والأوضة دي مكانها في الحي الافرنجي في اسماعيلية ..

وبدأ يدخل في إجراءات استخراج سجل تجاري وعمل يافطة عريضة كتب عليها: عثمان احمد عثمان .. مهندس ومقاول!

كان عثمان هو كل حاجة في الشركة .. بيرتب الأوضة ويكنسها وينزل بنفسه على القهاوي ونواصي الشوارع يقدم نفسه للناس لو حد عنده أي شغلانة مقاولات .. يمكن دي صورة بدائية بسيطة جدًا للماركتينج بس هي دي أدوات الدعاية والتسويق اللي كانت متاحة للبشمهندس عثمان!

فكان فيه ناس تيجي تعرض عليه شغل تشطيب شقة!

فيقبل الشغل ميقولش لأ!

ناس تيجي تعرض عليه ترميم بيت صغير فيقبل الشغل ميقولش لأ!

لحد ما دكتور يوناني في اسماعيلية جه طلب منه يبني جراج كبير .. ده كان أكبر شغل جه لعثمان وكان العائد من ورا منه كبير بالنسبه لحد لسه خريج جديد.. وهو صرف العائد ده في انه يشتري معدات جديدة يستخدمها في أي عمليات كبيرة تجي له بعد كدا!

المعلم عثمان

بيحكي البشمهندس عثمان ان رغم انه لحد هنا الشغل كان مستمر لكن لسه مكنش دخل في شغل المقاولات الحقيقي .. وكان بيقوم بكل الأدوار في شركته الصغيرة دي: كان هو المهندس ..  المقاول ..  أمين الخزنة .. وهو البوسطجي .. وهو اللي بينضف المكتب آخر اليوم!

رائج :   مقتل على عبد الله صالح وخلفية الصراع في اليمن حاضره ومستقبله

علشان كدا لما اشتغل معاه عمال وموظفين بعد كدا كانوا بيسموه “المعلم عثمان”!

وفي خلال فترة بسيطة كان شغله بدأ يسمّع في اسماعيلية وبقى له زباين كتير .. وبدأ يخرج بره اسماعيلية ويتوسع اكتر .. فاشترى لوري ومعدات تانية جديدة .. وكانت أول شغلانة كبيرة في المقاولات جات له قبل نهاية الاربعينات لما راح لشركة عبود باشا علشان يقدم ضمن المقاولين الكبار اللي مقدمين في عطاء سور مصنع السماد في السويس!

ضربة معلم

عبود باشا استغرب لما لقى ان ملف عثمان احمد عثمان هو أقل عطاء في العملية دي!

وسط الحيتان اللي أساميهم تخض!

فاستدعى عثمان احمد عثمان وكل تفكيره انه مهندس صغير متهور!

وبعد نقاش طويل أقنعه عثمان ان شركته دارسة العملية دي من الألف للياء وان مصاريف العملية بالورقة والقلم زي ما مكتوبة في ملف عثمان احمد عثمان!

العطاء بتاع عثمان كان بقيمة 13 ألف جنيه وفيه مقاولين قدموا أضعاف الرقم ده وقتها!

بيحكي البشمهندس عثمان ان السر اللي مقالهوش لعبود باشا هو انه في المرحلة دي كان بيبني اسم وسمعة عثمان احمد عثمان ومكنش هدفه جمع الفلوس ولا تحقيق أرباح .. كان هدفه ياخد شغل كبير ويبقى له سابقة أعمال تقيلة علشان تضمن له شغل في المستقبل مع شركات ليها وزنها في سوق المقاولات!

وده اللي حصل فعلًا بعد ما نفذ عملية سور مصنع السماد في السويس على أكمل وجه!

بقى يجيلو شغل مقاولات مع شركات كبيرة وبقى يحقق أرباح كويسة باستمرار.

أقرأ المزيد: محطات في حياة عثمان احمد عثمان : الحلقة الاخيرة

مقالات ذات صلة