بعد ما وزارة الصحة أعلنت بشكل رسمي عن ظهور أول حالة مُصابة بفيروس “كورونا” Corona-Virus الجديد في مصر، الموضوع مبقاش مجرد هزار على السوشيال ميديا، وده لأن ظهور الوباء مبقاش مجرد احتمال، وبالتالي لازم الشركات الفترة الجاية تكون مستعدة لأي تهديد محتمل.
أنا مش بقول إن الوضع خطير بس على الأقل لازم ناخد بالنا، عشان زي” مايكل أوسترهولم” مدير مركز أبحاث ودراسات الأمراض المعدية ما بيقول” الأفضل إنك تكون مستعد لشيء تحسبًا لحدوثه بدلًا من الاستعداد لشيء حدث بالفعل”.
يعني بالبلدي كده مينفعش نقف حاطين إيدينا على خدنا لحد الفيرس ما ينتشر وبعدين ناخد إجراءات وقاية، الموضوع ساعتها هيكون صعب التحكم فيه والسيطرة عليه، لكن دلوقتي الموضوع في إيدينا؛ عشان الشركات في بعض الدول اللي ظهر فيها “كورونا” زي استراليا وكندا وأمريكا، بدأت بالفعل تستعد لمواجهته من خلال التوعية بالإجراءات الوقائية لمواجهة الانتشار المحتمل، ودي بعض الإجراءات اللي ممكن نطبقها عندنا –بناءًا على تجارب الشركات دي-عشان نحافظ على مواردنا البشرية:
• خطة المواجهة :
أول حاجة لازم تعملها أي شركة الفترة الجاية هي إنها تحط خطة لمواجهة التهديد المحتمل ده والخطة دي بيشترك فيها الجهاز الإداري في الشركة مع الموارد البشرية، وتكون مكونة من شقين، الشق الأول عبارة عن إجراءات وقائية لمنع ظهور أو انتشار الفيرس، والشق التاني إزاي هنتعامل في حالة ظهور إصابات (ودي هنكلمكم عنها في بوست تاني منفصل).
• التوعية بالمرض :
نشر الوعي بالمرض عند الموظفين ده أول مراحل الوقاية، لازم الشركة تبدأ توعي الموظفين بتوعها بالمرض وأعراضه ومضاعفاته، وإزاي ممكن الموظف يتصرف لو اعراض المرض دي ظهرت عنده.
وده ممكن يتم باستمرار على فترات دورية من خلال موظفين الـ HR، عشان أتأكد إن الكل بقي عنده الوعي الكامل بالمرض والمستجدات بتاعته، وكمان ده هينعكس على الحالة النفسية للموظفين لأنهم هيحسوا إنهم بيشتغلوا في بيئة آمنه ومستعدة لحمايتهم وهيقلل من انتشار الشائعات ما بينهم.
• نشر أساليب الوقاية :
ودي نقطة في غاية الأهمية، لازم الشركة تعمل إرشادات صحية للموظفين فيما يتعلق ببعض السلوكيات المهمة زي طريقة غسل الأيدين، وتجنب المصافحة بالأيدي والبوس والأحضان – زي ماهو شائع في مصر- وده ممكن يتم من خلال التوجيه المباشر للموظفين في المكاتب أو من خلال بعض الملصقات سواء في الحمام او البوفيه أو حتى في المكاتب.
• توفير مستلزمات الوقاية :
على الجانب الآخر لازم الشركة توفر بعض المعدات الخاصة بالوقاية زي المناديل، والكمامات ومعقمات الأيد، وترشد الموظفين للحالات اللي لازم يستخدموا وسائل التعقيم دي زي أوقات الأكل أو بعد المصافحة، وكمان لازم الأسطح اللي بيستخدمها الموظفين بأيديهم زي مكان البصمة ومقابض الأبواب وزراير الأسانسير ومتستهونش بالموضوع ده أرجوك!
كمان لازم تراعي إجراءات النظافة بشكل مكثف زي نظام الحمامات والمكاتب والأجهزة وخاصة الكيبورد – اللي الدراسات اثبتت إنها من أكتر الحاجات اللي بتحتوي على جراثيم وفيروسات.
• ضوابط على السفر :
لو فيه موظفين تابعين للشركة بيسافروا لدول خارجية، لازم الشركة تحط ضوابط متعلقة بالسفر للدول اللي بتاعني من انتشار الوباء -حتى الآن الدولة الوحيدة اللي بتعاني من تفشي الوباء هي الصين- زي مثلًا إنها تدي للموظف إجازة مدة 14 يوم (فترة حضانة المرض) بعد ما يرجع من السفر للتأكد من عدم ظهور أي أعراض عليه، أو ممكن يشتغل الفترة دي من البيت، وممكن الشركة تشدد الإجراءات دي في حالة كان السفر لمقاطعة “يوهان” نفسها زي إنها تطلب من الموظف تصريح طبي من جهة مختصة قبل رجوعه للشركة مرة تانية.
• التعامل مع الحالات المشتبه بها :
لازم الخطة بتاعتك تشمل التعامل مع الحالات المشتبه فيها بحيث إن لو فيه موظف ظهرت عليه أعراض الانفلونزا العادية يتوجه مباشرة للكشف ولو كانت الحالة مشتبه فيها ممكن تديله إجازة مدتها متقلش عن 14 يوم – حسب طبيعة حالته -عشان نتأكد إن أعراض الانفلونزا اللي ظهرت عليه عادية وده طبعًا لازم يتم بناءًا على توصية دكتور متخصص.
• توقيع عقوبات :
جزء من اكتمال خطة الوقاية هو التزام الموظفين بخطة الشركة لمكافحة الوباء، وهنا لازم الشركة تتابع بجدية مدى التزام الموظفين بإجراءات الوقاية للموظفين وفي حالة عدم الالتزام يتم تحذيرهم وبعد كده تتخذ ضدهم عقوبات في إطار سياسة كل شركة، زي مثلًا عدم الالتزام بسلوكيات النظافة أو إن موظف تظهر عنده أعراض الانفلونزا العادية وميطلبش الرعاية الصحية من الشركة عشان يتأكد إن الأعراض اللي ظهرت عنده أعراض انفلونزا عادية.
في النهاية حابيين نأكد على حاجة مهمة، وهي برغم إن أي الشركة من حقها تاخد إجراءات وقاية عشان تخلى أماكن العمل بتاعتها آمنة، بس ده مش معناه إنها تاخد أي إجراء على حساب الموظف، زي مثًلا إنها تجبر الموظفين المشتبه فيهم ياخدوا إجازة بدون مرتب أو تجبرهم على عدم السفر أو حتى تطردهم، لأن دي طرق كلها غير أخلاقية وعلى حساب الموظف وفي نفس الوقت هتخلق بيئة عمل غير آمنه وهتنعكس بالسلب على الموظفين وعليك.
