قصص وعبر

قصة لوحة بعنوان : الصلاة الأخيرة لِلشُهداء المسيحيين

هذه اللوحة عنوانها: الصلاة الأخيرة لِلشُهداء المسيحيين. بِريشة جان ليون جيروم. رُسمت ما بين سنتيّ 1863 و 1883م.

يظهر في الصُورة مجموعة من المسيحيين الأوائل المُتجمين بِقُرب بعضهم البعض يتلون الصلوات والأدعية قبل أن تفترسهم الأُسُود والبُبُور التي أطلقها عليهم الرومان داخل حلبة مُدرَّج الكولوسيوم.

كان الرومان يتفننون في تعذيب وقتل المسيحيين الأوائل بعد أن اعتبرتهم السُلطة المركزيَّة في روما فئة هدَّامة، لا سيَّما وأنَّ المسيحيين كانوا يدعون إلى ترك عبادة الأصنام والآلهة الوثنيَّة الرومانيَّة وعبادة الله، فكان ذلك بِالنسبة للرومان طعنٌ مُباشر في عقائدهم الدينيَّة التي ألفوها وألفها آبائهم وأجدادهم مُنذ القِدم وأخذوها عن الإغريق. ومن أبرز وسائل تعذيب وقتل المسيحيين كان إلقائهم لِلوُحوش المُفترسة في الكولوسيوم لِقتات عليهم أمام الجماهير الغفيرة.

رائج :   قصة حقيقية وقعت بالسعودية عن “صلة الارحام “

أبرز الوُحوش المُستخدمة كانت الأُسُود البربريَّة المُستقدمة من شمال أفريقيا، والأُسُود الآسيويَّة المُستقدمة من الأناضول واليونان والشَّام، والبُبُور القزوينيَّة المُستقدمة من العراق والأناضول، والدببة البُنيَّة من البلقان وجبال الألب والغال، والذئاب وغير ذلك. حتَّى أنَّ بعض حفلات التعذيب كانت تتضمن غمر حلبة الكولوسيوم بِالماء وإطلاق بضعة تماسيح فيها مُستقدمة من مصر، ومن ثُمَّ إلقاء المسيحيين فيها.

رائج :   أفضل مباريات الشطرنج وأكثرها عبقرية على مر التاريخ

كانت الوُحُوش تُترك بلا طعام طيلة أيَّام أو أسابيع كي تستفرس تمامًا وتزداد شراستها، ولأنها في هذه الحالة تتقاتل فيما بينها على الفريسة عندما تُمسك بها، فتسعى كُلُ مُفترسٍ إلى اقتطاع أو تمزيق جُزء منها لِيقتات عليه بهدوء، وهذا ما كان الرومان يُعولون عليه: أن تتقاتل الوُحوش على جُثة الشخص المسيحي حتى تُمزقه أربًا.

استمرَّت مُعاناة المسيحيين عدَّة سنوات واضطرَّ الكثيرون منهم إلى إخفاء دينهم، إلى أن أطلقت السُلطات الرومانيَّة بعد عدَّة سنوات حُريَّة العبادة لِلناس وتوقفت عن اضطهادهم، ثُمَّ حصل أن اعتنق الإمبراطور قُسطنطين الأوَّل المسيحيَّة، فحرَّم عبادة الأصنام والآلهة الوثنيَّة، ومنع استخدام الكولوسيوم لِتعذيب البشر،

رائج :   ازاي تظبط وزنك وجسمك زي ما الكتاب بيقول

ومع الوقت توقف استخدام الحيوانات فيه أيضًا بعد أن اعتبر الأساقفة والبطاركة أنَّ هذه المُمارسات تتنافى والرحمة التي يدعو إليها الله، فتلاشى دور الكولوسيوم وأصبح مقلعًا لِلحجارة يقتطع منه الناس الأحجار لِلبناء، إلى أن حلَّ القرن العشرين الميلادي عندما أصبح مزارًا سياحيًّا.

مقالات ذات صلة