تاريخمن هنا وهناكوعي

حقائق لا تعرفها من قبل: نابليون بونابرت بطل من ورق وحقيقة تأمره مع اليهود

توطين اليهود

كانت فرنسا أول من طرح بشكل جدي فكرة توطين اليهود في فلسطين.

فقد أعدت حكومة إدارة الثورة الفرنسية( الديركتوار) عام ١٧٩٨ خطة سرية لإقامة «كومنولث يهودي في فلسطين حال نجاح الحملة الفرنسية في احتلال مصر والشرق العربي ؛

وذلك مقابل تقديم المممولين اليهود قروضا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك في ضـائـقـة اقـتـصـاديـة خـانـقـة والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة نابليون بونابرت ؛

وأن يتعهد اليهود ببث الفوضى وإشعال الفتن وإحلال الأزمات في المناطق التي سيرتادها الجيش الفرنسي لتسهيل أمر احتلالها .

ودعا أحد زعماء اليهود الفرنسيين إلى تكوين مجلس يضم جميع الطوائف والفـئـات اليهودية ويتخذ من باريس مقرا له ليـعـمـل بـالـتـنـسـيـق مـع حـكـومـة الإدارة الفرنسية من أجل «إعادة بناء وطن يجمع شمل اليهود وينظم حياتهـم.»

ومضى هذا الزعيم اليهودي في دعوته التي تضمنها منشور أصدره غفلا من التوقيع قائلا فيه :

” في أقطار العالم وفي حـوزتـنـا ثـروات طائلة .. إن عددنا يبلغ سـتـة مـلايـين .. فيجب أن نتذرع بكل ما لدينا مـن وسـائـل لإنـشـاء وطـن لـنـا.

وهذا الوطن الذي ننوي قبوله بالاتفاق مع فرنسا يشتمل على مصر (الوجه البحري) ويمتد شرقا (منتهيا) بخط يبدأ من بلدة عكا إلى البـحـر الميت ومن جنوب هذا البحر إلى البحر الأحمر ؛

وموقع هذا الوطن من أنفع المواقع في العالم ويمكننا من السيطرة على ملاحة البحر الأحمر قابضين على ناصية تجارة الهند وبلاد العرب وأفريقيا الجنوبية والشمالية وأثيوبية والحبشة ؛ ثم إن مجاورة حلب ودمشق لنا تسهل تجارتنا ؛ وموقع بلادنا على البحر المتوسط يمكننا من إقامة المواصلات بسهولة مع فـرنـسـا وإيـطـالـيـا وإسبانيا.».

مؤازرة نابليون لليهود

ويبدو أن نابليون بونابرت كان مطلعا على الاتصالات الجارية بين زعماء يهود فرنسا وحكومة الإدارة الفرنسية ؛ واتضح له مدى الخدمات التي كان بمقدور اليهود-عامة ويهود فرنسا والشرق خاصة-تقديمهـا لـه ؛

ولـذا فـإنـه أصدر – بمجرد وصوله إلى مصر عام ١٧٩٨ – بيانا حث فيه جميع يهود آسيا وأفريقيا على الالتفاف حول رايته من أجل إعادة «مجدهم الغابر» وإعـادةبناء مملكة القدس القديمة ( أورشليم ).

رائج :   سقوط غرناطة و موقف ملوك وأمراء المسلمين

وما لبث نابليون أن وجه لليهود نداء آخر أثناء حصاره مدينة عكا وذلك في الرابع من أبريل عام 1799 وكان مما ورد

فيه:

«إن العناية الإلهية التي أرسلتني على رأس هذا الجيش إلى هـنـا قـدجعلت العدل رائدي ؛ وكفلتني بالظفر ؛ وجعلت مـن الـقـدس مـقـرهـا الـعـام ؛ وهي التي ستجعله بعد قليل في دمشق التي يضيرها جوارهـا لـبـلـد داود»

وتابع نابليون نداءه مخاطبا اليهود بقـولـه: «يـا ورثـة فـلـسـطـين الـشـرعـيـين ؛ و دعاهم لمؤازرته طالبا منهم العمل على «إعادة احتلال وطنهم ودعم أمتهم والمحافظة عليها بعيدا عن أطماع الطامعين لكي يصبحوا أسـيـاد بـلادهـم الحقيقين ” .

اسباب مؤازرة نابليون لليهود

ويعزو المؤرخ بـارون S. W. Baron أسباب إصدار نابليون هذا النداء إلـى:

  • رغبته في استقطاب الجاليات اليهودية في الشـرق، وجـمـعـهـا تحـت لـوائـه لتحارب معه وتكون عونا له في دعم نفوذه وتثبيت سلطانه.
  • و باﻹضافة إلى ذلك: فإن نابليون كان يهمه من وراء هذه الدعوة كسب ثقة يهود فرنسا ودعمهم المادي؛ في صراعه الذي بـات وشـيـك الـوقـوع مـع حـكـومـة الإدارة الفرنسية.
  • ويضيف بعض المؤرخين إلى نداء نابليون هدفا آخر؛ وهو تشجيع اليهود على الاستيطان في فلسطن بغية إيجاد حاجز مادي بشري يفصل ما بين مصر وسوريا واستغلال ذلك في تسهيل وتدعيم الاحتلال الفرنسي لكل منهما.
  • كما كان نابليون يهدف إلى تهديد مصالح بريطانيـا مـن خـلال إغلاق طريق مواصلاتها المؤدى إلى الهند.
  • وهناك إشارات أخرى في بعض المصادر إلى أن نابليون كان يهمه كسب رضى وتأييد حاييم فارحي اليهودي الذي كان يتمتع بنفـوذ مـالـي فـي عـكـا ويـتـولـى مـسـؤولـيـة تـزويـد عكا بـالمؤن الغذائية ( يعني ليتآمر معه أثناء الحصار بتجويع المدينة )…☆

التضامن مع اليهود

رصدت الرأس اليهودية هذا الواقع، ورصدت -أيضا- الرغبة الفرنسية الجامحة في إنفاذ الحملة العسكرية علي مصر بشتى الطرق.

رائج :   ما لا تعرفه عن الحرب الأهلية الأمريكية (1861 – 1865)

وفي الوقت نفسه رصدت كم الصعاب التي تواجه نابليون وحكومته، ولكنها سرعان ما تدخلت وسرعان ما بدأ مسلسل استغلال الحدث وبدأت الرأس اليهودية في التقرب من نابليون، ذللت له كل الصعاب التي واجهته وتحول جبال الصعاب إلى سهول معبدة ومفروشة بالورود؛

فلقد قام المليونير اليهودي روتشيلد بتمويل حملة نابليون على مصر، وصدرت الأوامر لصناع السفن اليهود في ميناء جنوه في إيطاليا ببناء قطع الأسطول الذي سيحتاجه نابليون في مهمته.

(بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر).

و عندما دخل نابليون و الفرنسيون مصر كان أول ما فعلوه أن أنشأوا محفلاً ماسونيًا بالقاهرة وسموه محفل “إيزيس” !!

بعد أن تحطمت آمال القائد الفرنسي “نابليون بونابرت” على أسوار عكا عام 1799 عمل على إرضاء اليهود في أوروبا سعياً لكسب المزيد من الدعم لحملاته العسكرية؛ ..

فخاطب يهود آسيا وأوروبا “أيها الإسرائيليون انهضوا، فهذه هي اللحظة المناسبة، إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملةً إرث إسرائيل، سارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم”.

وقد نشر نابليون بياناً يدعو فيه كل يهود آسيا وأوروبا للقدوم إلى القدس تحت الراية الفرنسية وتحول نداء نابليون إلى خبر رئيسي في الصحف الفرنسية،

وذلك في محاولة من “بونابرت” كسب المزيد من الدعم لحملاته العسكرية، لأنه كان يعاني من عقبات كبيرة على الشواطئ الفلسطينية.

قبل خروجه من مصر متجها إلى فلسطين ؛ كان نابليون يؤمن أنه سينطلق منتصرا وفاتحا من مصر الي الشام ثم الآستانة ثم الى باريس عبر أوربا بعدما أغلق عليه الانجليز طريق البحر !!

هكذا بكل بساطة !!!!!!

إبادة سكان فلسطين

ولا عجب إذا كان باستطاعته احتلال كل هذه الأراضي فماذا تمثل فلسطين تلك القطعة الصغيرة لم لا يعطيها ﻷولياء نعمته اليهود على طبق من فضة !! فهم الذين أوصلوه للقيادة ومولوا الحملة !!

لقد أباد نابليون فى كل بلد دخله فى فلسطين كل سكانه !!

رائج :   “وادي الحيتان” .. حيث يوجد أخر شيء ممكن أن تتوقعه في صحراء

كان يرغب فى تسليمها لهم فارغة !!

توقف ذلك العربيد عند أسوار عكا و قد استعصت عليه يبكي كالطفل : لقد ماتت كل أحلامى هنا !!

كانت كثيرة تلك المجازر ومهولة ومروعة !! لم يكن لهؤلاء المجرمين جزاء إلا أن يموتوا بالطاعون كالكلاب الجرباء !!! إنها عدالة السماء !!

قد يهمك: تعرف على أهم احداث غزو نابليون لروسيا وبطولة مزيفة

 تلاشى مشروع نابليون

و يقول د. أمين عبد الله محمود .. (ص14؛15)

إن دعوة نابليون هذه سرعان ما فقدت قيـمـتـهـا بمـجـرد أن لحـقـت الهزيمة بالحملة الفرنسية أمام أسوار عكا. ومما يسترعي الانتباه في هذاالصدد أن الجاليات اليهودية الشرقية والأوروبية بشكل عام لم تبد اهتماما جديا بدعوة نابليون هذه المتضمنة وعدا بإقامة وطن لليهود في فلسطين.

وهذا يؤكد أن التفكير اليهودي باستيطان فلسطين لم يكن قد تبلور بعد وأن جل اهتمام اليهود في هذه الفترة كان يرتكز على تثبيت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية في البلاد التي كانوا يعيشون فيها دون الانسياق وراء مغامرات قد تعرض وجودهم للخطر .

وبالرغم من تلاشى مشروع نابليون كان نابليون يدرك بفطنته ودهائه ما يجول في أذهان الزعماء اليهـود ولذلك فإننا نجده يتبـع أسـلـوبـا آخـر لاسـتـرضـاء الـيـهـود والحـصـول عـلـى مساعدتهم حينما دعت الحاجة لذلك ثانية عندما قرر غزو روسيا !!!

تصريحات جديدة ونهاية فاشلة

و كان حريـصـاعلى كسب تأييد وولاء اليهود الروس واستغـلالـهـم كـطـابـور خـامـس خـلال الحرب!

من أجل ذلك دعا نابليون اليهود في سـبـتـمـبـر عـام ١٨٠٦ إلـى عقد السنهدرين Sanherdrin وهي الهيئة القضائية العليا لليهود ؛ واستمر اجتماعها حتى نهاية فبراير عام١٨٠٧

حين أعلن نابليون أن اليـهـود أصـبـح لـهـم كـيـان رسـمـي داخـل الـدولـة ؛

وأن الديانة اليهودية أصبحت إحدى الديانات الرسمية في فرنسا؛ وإن من حق المؤسسات الدينية اليهودية فيها أن تحظى برعاية وحماية الدولة.

وتعـهـد نابليون بإجبار حكام الدول الأوروبية التي يحتلها على منح اليهود من سكانها الحقوق التي منحتهم إياها فرنسا كما حدث في هولندا وسويسرا .

غيرأن هذه الوعود والتعهدات سرعان ما تلاشت بهـزيمـة نـابـلـيـون فـي واقـعـة واترلو عام ١٨١٥.

Related Articles