انتشرت الفترة اللي فاتت عبارة شهيرة نسبت لتاجر المخدرات الكولومبي “بابلو أسكوبار” بتقول إن محدش بيعمل ثروة بالشغل من 9 الصبح إلى 5 بعد الضهر، وانتشرت الجملة على السوشيال ميديا وناس كتير فهمتها ان لو متأخرتش واشتغلت ساعات أكتر في شغلك مش هتصنع ثروة، لكن في الحقيقة هو كان يقصد بيها ان وظيفتك الروتينية اليومية مش هتصنع ثروة والمفهومين سواء ده أو ده الاثنين غلط، ليه غلط؟
بص يا سيدي صيغة النجاح نسبية تختلف من شخص لآخر لأن كل واحد بينجح في الحاجة اللي بيحبها، ومش من المنطقي ولا من الطبيعي ان يبقى كل الناس رواد أعمال وأصحاب مشاريع وشركات لأن ساعتها مين اللي هيشتغل في المشاريع دي، لكن عشان تنجح في مقولة أساسية هي اللي بتضمنلك الوصول لتحقيق النجاح سواء كان كونك موظف أو في البيزنس بتاعك وهي DO IT SMART NOT HARD وحاول ديماً استخدام مجهودك ووقتك بذكاء فبالوظيفة العادية ممكن تعمل ثروة وبالبيزنس بتاعك ممكن تعمل ثروة بس بذكاء وبعيد عن المخدرات اللي بيتكلم عنها الراجل ده، وخلينا نتكلم عن مثال قدر انه يحقق معادلة النجاح على المستوى الوظيفي والبيزنس باستخدام الحلول الذكية.
مندوب المبيعات “جيسن هيفنز” من مدينة “نورويتش” في إنجلترا هو قصة نجاح موظف قدر انه يتحول من أسوء موظف في الشركة لمليونير، جيسن كان شغال مندوب مبيعات في شركة بتشتغل في بيع أجهزة الموبايل في إنجلترا وكان في بداية عمله يواجه مشاكل كبيرة في البيع على الرغم من ان الفترة دي كانت تجارة الموبايلات سوقها كويس والطلب عليها مستمر فكان بيقضى أكثر من 11 ساعة في المكتب عشان يحاول يقنع الأشخاص والشركات انهم يشتروا منه وكان أحياناً بينزل يزور مناطق صناعية ويعرض عليهم موبايلاته لكن بردوا نفس النتيجة محدش بيشتري،
لحد ما في يوم مديره هدده بالطرد لو محققش مبيعات وفي اللحظة دي قرر انه يستغل ذكائه فاتصل بالشركات وسألهم عن عقود التليفونات اللي مضينها مع الشركات المنافسة هتخلص امتى لأن كان وقتها الشركات بتتعاقد مع شركات موبايل بعقود سنوية للحصول على أجهزة وخدمات صيانة وخدمات تانية،
وبمعرفة مواعيد تجديد العقود مع شركات الموبايل المنافسة عمل قائمة فيها التوقيتات دي، وبدأ يتصل بالشركات قبل مواعيد التجديد بأسابيع عشان يستغل عيوب المنافسين ويكسب العملاء بتوعهم، وقدر بالخطوة دي انه يعلي نفسه من الترتيب الـ500 من ضمن 500 موظف مبيعات انه يوصل لرقم 1 ده غير ان في شركة موبايلات منافسة في لندن عرضت عليه انه يشتغل معاهم.
وعلق “جيمس” قائلاً إن تخطيطه البالغ الدقة كان هو السبب في استمرار ارتفاع أرقام المبيعات، وبسبب عمولات المبيعات اللي كان بيحققها قدر انه في عيد ميلاده الـ 24 يكافئ نفسه بشراء سيارة فيراري جديدة وبكده أثبت ان تحقيق النتائج مش بس محتاج مجهود وخلاص لكن محتاج مجهود وذكاء، الجدير بالذكر ان “جيسن” بعد ما ساب شغله فتح شركة “أيبوس ناو” اللي بتحقق إيرادات سنوية أكثر من 100 مليون استرليني.
المثال الثاني اللي بيدل على ان الوظيفة العادية ممكن تكون مربحة أكتر من امتلاك مشروع هو مثال “كارلوس غصن” اللي بدأ في وظيفة تنفيذية في شركة “ميشيلين” للإطارات وقدر فيها انه يترقى وأصبح بعد فترة مدير المصنع الخاص بالشركة وبعد كده ترقى تاني لمنصب مدير الأبحاث والتطوير ثم حصل “غصن” في شركة “رينو” الفرنسية على منصب مدير تنفيذي سنة 1996،
كانت أوضاع الشركة في الوقت ده مش مستقرة بالإضافة ان الشركة كانت بتحقق خسائر، إلا إن غصن قدر انه يغير الحال وفي خلال سنة واحدة قدر انه يرفع مؤشرات الأرباح في الشركة، وفي سنة 1999 تحالفت شركتي “رينو” و”نيسان” وأصبح هو المدير التنفيذي للتحالف الكبير ده اللي قدر بمجرد ما اشتغل في شركة نيسان انه يرجع الشركة تحقق أرباح تاني بعد ما كانت مهددة بالإفلاس
خطة الإنعاش التي قام بها “غصن” كانت معتمدة على تغييرات شاملة لقوانين الشركة فقدر انه يعيد الحياة للشركة من جديد، وبنجاح الشركة وازدياد الأرباح إلى ما يقارب الـ 9% ، قدرت “نيسان” انها تدخل السوق من جديد بسبب “غصن”، وبكده أصبح “غصن” الرجل الوحيد في العالم الذي يتقلد منصب رئاسة شركتين في آن واحد، فكان رئيس تنفيذي لرينو ونيسان في نفس الوقت، الجدير بالذكر انه في 2016 ترأس شركة ميتسوبيشي اليابانية ووصل مرتبه لـ12 مليون دولار في الشهر، استراتيجية غصن في النجاح مليانة مجهود وطاقه وتطوير وإنجاز ومازالت بتدرس لحد النهاردة في الجامعات.
من المثالين دول نفهم ان انت لو في وظيفتك بتقضي وقت طويل لكن على الرغم من كده مش بتحقق نتائج فده معناه انك مش بس بتفشل في شغلك لأ كمان بتفشل في حياتك الشخصية وبتفشل في حياتك الأسرية والفشل هيفضل مطاردك لحد ما تلاقي حل ذكي وبالمناسبة الشخص المنسوبة ليه مقولة الشغل من 9 لـ5 مش هيعمل ثروة كان عايز الناس ما ترضاش بالحلول الطبيعية والشرعية لصناعة الثروات.
وربنا يوفق الجميع