يحكي مسلمي الهووي في الصين هذه القصة ويتناقلونها ابا عن جد عن بداية دخول الاسلام لأراضيهم
تقول القصة ان الإمبراطور تاي “تسونج” وهو الإمبراطور الثاني لأسرة تانغ الملكية .. الذي حكم البلاد من 626م الي 649م قد رأي في المنام رؤيا عجيبة يحكيها كالتالي
“في منتصف الليل حلمت برجل علي راسه عمامة ورأيت ايضا شيطان ذا وجه أسود أحمر الشعر وأسنان كبيرة وبارزة، وكان من مظهره شرير جدا في العموم. أما الرجل الذي يلبس عمامة كان واقفا جامعا كفيه يهمس بصلوت يلاحق الشيطان عن كثب.
حين تنظر اليه (الرجل صاحب العمامة) تحس بشعور غريب تماما على عكس الرجال العاديين. كان وجهه لون الذهب الأسود، تصل شحمتي أذنه الي كتفيه وسوالفه تقف الي الخارج .. مهندم الشارب واللحية وحاجبين حادين, أنفه عالية وعينه سوداء يلبس ملابس بيضاء .. وحزام مرصع حول وسطه بالحواهر من اليشم والياقوت .. علي رأسه قبعة وحولها عمامة كالتنين ملفوفة
كان مشهدا مذهلة ومهيبا عندما تراه وكان هذا الحكيم داخلا القصر و عندما دخل سجد باتجاه الغرب (من الصين) قارئا لكتاب عقده في يده. فلما رأته الشياطين ذات الوجوه السوداء والشعر الأحمر تغير شكلها في وقت واحد وبدأت تطلق اصواتا طالبة الرحمة والمغفرة .. لكن الرجل ذو العمامة استمر في القراءة حتي تحولت الشياطين الي دماء ثم الا غبار ثم اختفي صوت الرجل صاحب العمامة”
استدعى الامبراطور مفسري الأحلام الذي اوضحوا له ان الرجل في الحلم هو رجل حكيم من اتجاه الغرب (الغرب من الصين) – تم منحه وحي عظيم من الله في شكل كتاب. أما بالنسبة للوحوش، وكانوا رموز التأثيرات الشريرة في العمل في العالم – والتي فقط يمكن لهذا الرجل أن يدمرها
حينها تحدث احد الأمراء “لقد سمعت عنهم انهم المسلمون .. رجال يتميزوا بالصدق والكرم والوضوح والاخلاص” افتح الحوار ولا تغلق الباب ولنشجع السلام بيننا وبينهم. (إنتهت الرواية)
بلغت الجيوش الإسلامية أطراف الصين عبر الطرق البرية إبان خلافة الوليد بن عبد الملك ( 86 – 96 هـ ) ووصل قتيبة بن مسلم الباهلي على رأس جيش إسلامي كبير ، خرج من سمرقند سنة 93 هـ / 711 م ، ودخل كاشغر سنة 96 هـ / 714 م في تركستان الشرقية ، التي أصبحت من ديار الإسلام ، وهناك بعث إمبراطور الصين إلى قتيبة يسأله عن حاجته ، فأرسل قتيبة عشرة رجال يخيره بين الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب .
فقال لهم الإمبراطور : قولوا لقتيبة ينصرف فإني قد عرفت حرصه وقلة أصحابه ، وإلا بعثت إليكم من يهلككم ويهلكه .
فقال له هبيرة بن المشمرج الكلابي : “وكيف يكون قليل الأصحاب وأول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون؟ ( يعني حوض البحر المتوسط ) . وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك ؟ وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالا إذا حضرت فأكرمها القتل ، فلسنا نكرهه ولا نخافه . . . “
فأختار إمبراطور الصين الموادعة ودفع الجزية للمسلمين, وفتح هذا الابواب أمام الدعاة والتجار المسلمين إلى الصين
بعض المصادر:
- تاريخ الطبري
- البداية والنهاية
- فتوح البلدان