لما يكون توصيل طلب من أمازون، في بعض الأحيان، أسرع من وصول البيتزا يبقى احنا أمام قصة نجاح مبدعة، فخلونا نتعلم من أمازون إزاي تسيطر على سوقك بس من خلال الابتكار في إدارة سلاسل الإمداد، أمازون بدأ الشغل في 1995 كموقع لبيع الكتب كوسيط بين البائع والمشتري، وبعد شهرين بس وصلت مبيعات الشركة إلى خمسين ولاية أمريكية 45 دولة، وده في الأساس كان بسبب اعتمادهم على مخازن الموردين والمصنعين الأساسيين، وهو اللي خلاهم مع الوقت يتوسعوا ويضيفوا منتجات جديدة عشان يعرضوها.
في الأول كان أمازون وسيط بين المشتري من ناحية، وبين البائع وبعدية شركة الشحن من ناحية تانية، واللي كانت تكلفة المنتج وكمان الأرباح تتقسم ما بينهم، لكن بعد توسع أمازون وعرضه لمنتجات جديدة ودخوله كمان لأسواق جديدة ظهرت أهمية إدارة سلاسل الامداد، وكان هدفهم انهم يقللوا التكلفة للحد الأدنى مع تقديم خدمة غير قابلة للمنافسة لعملائهم، وعشان يعملوا ده كان لازم ينسقوا بين كذا عنصر، زي التوصل والتجهيز وأماكن المخازن مع حجم وأنواع البضائع فيها وكل ده غير تنظيم التعامل مع الموردين للبضائع، أمازون نجحوا في أنهم يتعاملوا مع كل عنصر مهم لوحدة.
أمازون بدأ يكون عندهم مخازن ملكهم ويعملوا ليها نظام داخلي يسمح باستلام وتسكين المنتجات لتسهيل تغليفها وشحنها بعد كدة للمشترين في اقل وقت وكمان بأقل تكلفة لدرجة أن أمازون في 2012 استحوذت على شركة اسمها كيفا عشان تنتج أنظمة آلية وميكانيكية للإدارة المخازن، وفي السنين الأخيرة اشتغلوا على تمويل أبحاث الزكاء الصناعي عشان يخرجوا العنصر البشري من المنظومة كلها.
واشتغلوا على قياس توجهات العملاء وتحليلها وتقسيمهم لمجموعات وتحديد الأنماط الثقافية والشرائية لكل مجموعة، وده خلاهم يعرفوا يحطوا خطط لتحديد أنواع وكميات المنتجات اللي هايخزنوها عندهم وكمان أنواع وكميات المنتجات اللي هايخزنوها عند الموردين من خلال الشراكات معهم.
وعشان يقللوا في التكلفة دخول مجال التصنيع لمجموعة كبيرة ومتنوعة من المنتجات زي شواحن وإكسيسورات لمنتجات أي فون، وبطاريات الجيب، وأنواع مختلفة من مكبرات الصوت والسماعات الشخصية وكابلات نقل البيانات ولوحات المفاتيح والفارات المتنقلة، وحتى الأدوات المنزلية ومنتجات العناية بالحيوانات الاليفة.
أما نقطة الامتياز ليهم فكانت التوصيل السريع للمنتجات فبدأو من أول 2005 برنامج العضوية السنوي اللي بيدي ميزة التوصيل المجاني خلال يومين لبعض المنتجات، ودا كان حاجة شبة مستحيلة لباقي المواقع انها تنافسهم فيها في الوقت ده، وخلال 9 سنين نجحوا انهم يوصلوا في بعض المدن في ظروف وبشروط محددة لساعة واحدة بس، ومن 2013 دخلت أمازون لعالم الطائرات ذاتية القيادة لما قدمت خدمة “برايم اير” اللي ها تسمح بتوصيل المنتجات اقل من 2 كيلو خلال 30 دقيقة للمشترين اللي يسكنوا حولين مخازن الشركة في قطر 10 كيلو.