كيف تتعامل مع المدير المستبد؟
كان عنيفا مستبدا في التعامل مع أفراد فرقته الموسيقية كي يخرجوا أفضل ما عندهم وأجمل ما لديهم، وكل من يعترض على طريقته يكون فاشلا أو على الأقل موسيقيا عاديا، الأمر الذي يوجد له المبرر لأن يخرجه من فرقته.
الممثل القدير “جي.كي.سيمونز”J. K. Simmons لعب هذا الدور خلال فيلمه “ويبلاش” Whiplash، الذي حصل فيه على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد، حيث قام بدور “تيرنس فليتشر”.
أما “آندرو” الذي قام بدوره الممثل الشاب “مايلز تيلر”، انضم إلى فرقة “تيرنس”، وكانت أحسن فرقة في أمريكا تقدم موسيقى “الجاز”، وكان ذلك سببا كافيا لأن يجعل “آندرو” يتحمل “تيرنس” المستبد الذي يتعمد أن يتعامل معه بنفس الطريقة الغريبة، فيمدحه أحيانا ويجعله أفضل موسيقي في الفرقة وأحايين كثيرة يجعله لا شيء وقد يكون فاشلا من وجهة نظره، إلا أن رغبة “آندرو” في النجاح والإصرار الشديد في أن يكون أسطورة موسيقية السبب الرئيسي في تحمل تلك الطريقة المهينة.
المدير المستبد والأثر السلبي
وكحال كل زملائه رضخ “آندرو”، في البداية لطريقة “تيرنس”، الذي اشتغل على نفسه وتدرب ليل نهار ليرضي أستاذه “تيرنس” ويظل هو عازف “الدرامز” الأساسي في الفرقة، لكن الأمر ازداد سوءا بسبب طريقة تعامل أستاذه الذي أوصل “آندرو” لحالة نفسية صعبة لدرجة الاكتئاب حتى ساءت العلاقة بين “آندرو وأستاذه تيرنس” وصلت إلى طريق مسدود أدى إلى حد المشاجرة باليد وانتهت بأن ضرب “آندرو أستاذه تيرنس” وحدث ما لم يكن يريد “آندرو”، حيث طرده أستاذه من فرقته الموسيقية التي يدربها وترك على أثرها المعهد.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن انتحار أحد طلاب “تيرنس” جعل إدارة المعهد تبحث عن السبب الحقيقي وراء ضرب “آندرو لأستاذه تيرنس” وخروجه من المعهد والتي تأكدت من أن تعامل “تيرنس” السيئ مع طلابه يؤثر التأثير السلبي على صحتهم النفسية، دل على ذلك انتحار أحد الطلاب بسبب إصابته بالاكتئاب الشديد، نتيجة معاملة “تيرنس” السيئة التي جعلته يشعر بالفشل.
وبين اعتزال “أندرو” الموسيقى وضياع حلم العمر كعازف أسطوري لآلة الدرامز قرر التحدث إلى إدارة المعهد ليخبرها بما كان يفعله “تيرنس” مع طلابه لتصدر إدارة المعهد قرارا بطرد الأستاذ “تيرنس” من وظيفته، الأمر الذي دفع “تيرنس” للانتقام من “أندرو”.
قد يهمك: أشهر 7 مخاوف لازم يتخلص منها رواد الأعمال
وجهة نظر المدير المستبد
ومع مرور الأيام وبالصدفة البحتة يلتقي “آندرو وتيرنس”، الذي كان يعتقد بأن “آندرو” هو من كان سببا لطرده من المعهد بعدما أوشى به، لكنه أخفى مشاعر الانتقام وأقام معه مجددا صداقة مزيفة، وحاول “تيرنس” تبرير تصرفاته وما كان يفعله مع طلابه ومع “آندرو” خاصة من أنه كان يرى فيه موهبة فذة.
وقال تيرنس لآندرو: “كانت مهمتي هي الضغط على الطلاب حتى يفعلوا ما ليس متوقعا منهم ويخرجوا أفضل ما عندهم، وكنت أرى أن طريقتي هذه ضرورة مطلقة للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف.
وأكد “تيرنس” أن صفاته هذه قد تكون موجودة في أي مدير آخر متسلط يؤمن بنفس نظريته، كما أنه يرى صحة طريقته، لأنها تدفع الطالب لأن يرفع من مجهوده ويطور من نفسه ويحسن مستواه ويقدم الأفضل.
وطلب “تيرنس” من “آندرو” الانضمام إلى فرقته الجديدة التي يكونها لأنه يرى “أندرو” الموهبة التي يبحث عنها، وأنه يستطيع تحقيق حلمه بأن يكون عازفا عالميا أسطوريا مشهورا.
وافق “آندرو” على عرض أستاذه “تيرنس” ولم يكن يعلم أنها مكيدة من أستاذه بهدف الانتقام، لكنه سرعان ما اكتشف مخططه عندما وضعه أمام الأمر الواقع من خلال إحراجه أمام الجمهور في حفل كبير وطلب منه أن يعزف مقطوعة لم يسمع بها مطلقا بدلا من مقطوعة ويبلاش التي تدرب عليها “آندرو”.
أدرك “آندرو” أنه وقع في شرك “تيرنس”، الذي يحاول إثبات فشله ففكر في البداية الهروب من الموقف بأن يترك الحفلة ويترك جمهوره، لكنه قرر في اللحظة الأخيرة بأن يواجه نفسه ويفسد على “تيرنس” مخططه وشرع في عزف مقطوعة “ويبلاش”.
الأمر الذي لم يوافق هوى “تيرنس” وشخصيته المتسلطة، حيث شعر بالهزيمة وحاول منعه إلا أن “آندرو” استمر في عزفه حتى رضخ “تيرنس” الذي ابتسم ابتسامة إعجاب وتعجب من موقف “آندرو” الذي عزف على الدرامز بشكل رائع لم يحدث من قبل، فنال إعجاب الجمهور، ونال إعجاب أستاذه الذي شعر وكأنه حقق هدفه في إخراج قدرات وموهبة كبيرة كانت دفينة لولا طريقته هذه ما استطاع “آندرو” إخراجها.
في النهاية عادت لـ”أندرو” ثقته بنفسه، كما عادت ثقة الجمهور وإدارة المعهد في “تيرنس” كأفضل مقدم للمواهب الموسيقية في أمريكا بفضل أسلوبه المستبد من وجهة نظر “تيرنس”.
استطاع “تيرنس” في النهاية أن يثبت وجهة نظره أن التسلط بكل مساوئه، قادر على تغيير حياة الإنسان من خلال تحدي النفس وثقل الموهبة وتطوير الذات وتحقيق الأهداف ويجعل الإنسان يخرج أحسن ما عنده، كما يرى أن المجهود العادي أو الجيد لا يستحق الإشادة أو المدح واستطاع في النهاية إنه يثبت وجهة نظره.
فما رأيك إذا كنت مديرا أو موظفا هل ستتخذ نفس أسلوب “تيرنس” وطريقته في التعامل مع موظفيك أو زملائك، أم أنك ستعتمد أسلوبا آخر لتحقيق أهدافك المرجوة؟!