أجمل رسائل بريد الجمعة

القرارات الصارمة ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أكتب إليك وأنا في قمة المعاناة التي استمرت اثني عشر عاما ومازالت فصولها تتكرر, ولم أفلح في اتخاذ القرار الصحيح حتي الآن, وكل أملي في الله عز وجل أن يجعل لي من خلال ردكم مخرجا لمشكلتي, فأنا سيدة في بداية الثلاثينيات من عمري, غير أن عمري الشكلي أصغر من ذلك بعشر سنوات كاملة ويقولون إنني أكثر من جميلة وخفيفة الروح والظل وسريعة الإلف والإيلاف,

نشأت مدللة وأكسبني كل ما سبق ثقة كاملة في النفس أثناء صغري فتعاليت علي كل ما كانت تقع فيه الفتيات من أخطاء, وصددت أي محاولة للاقتراب مني من جانب أي شاب بداية من الصف الأول الثانوي وحتي زواجي في التاسعة عشرة من عمري ولم يكف خلالها الخطاب عن طلبي من والدتي السيدة طيبة السمعة حلوة الكلام التي يحترمها الصغير والكبير ولا يفوتها مناسبة للقاصي والداني إلا وقامت بالمجاملة فيها,

ويبدو أنني كنت أشغل بال الكثيرين وقتها في دائرة الأهل والمعارف والجيران, حتي أنني كنت أضيق بمحاصرتي الدائمة وكأنني من كوكب آخر برغم أنني وحتي اليوم لا أري في نفسي ما يلفت الانتباه. وبدأت قصتي حينما تقدم لي جار لنا كان وقتها مدرسا مساعدا بإحدي كليات الطب ولديه عيادة خاصة مسائية, وكانت والدتي من مرضاه ولم تكن تكتم دعاءها بأن يجعله من نصيب إحدي بناتها, وبالطبع كان قد تزوج عدد كبير منهن ولم يتبق سواي وأختي, التي كانت تتعلق به فعلا,

وكنت الوحيدة التي تعلم ذلك وكانت ملتزمة بمعني الكلمة لولا أن ليس لها يد في قلبها, وكان تقدمه إلي مفاجأة لنا جميعا فالكل يري وضوح التزامه الكامل وكنت لم أتحجب بعد وشديدة المزاح تماما عكس أختي التي كان الكل يتوقعونه لها هي وليس لي, ولهذا الأمر أعطته أمي( السوط) الأول ليجلدني به دائما وهو عرضها أختي عليه بدلا مني لأني شقية ولن أريحه وكانت قد أنهت دراستها فاعتذر بقوله: كيف أتعلق بواحدة وأتزوج أختها وصارحت أمي بأمر أختي فإذا بها تؤجل الموضوع حتي تهدأ الأمور,

وكنت قد أعلنت لها رفضي التام, فهذا الرجل كان يخيفني وكنت أشعر أن به حدة رغم نظره الموجه دائما للأرض وحب الجميع المعلن له, وكان وقتها في الثامنة والعشرين وكنت في الثامنة عشرة ولكن أمي لم تترك الفرصة ورفضت بعض الخطاب وفضلته عليهم قائلة لي انهم يشترون جمالك بأموالهم ولن يلبث الجمال أن يزول فيشترون غيره, أما هذا الملتزم فإنه يريدك زوجة وواصلت الالحاح علي حتي قبلت علي مضض, وقبل العقد أشار علي خطيبي بالحجاب وتغيير ملابسي إلي الاحتشام برغم التزامي الخلقي ولم تدع لي أمي خيارا أيضا ففرضت علي حصارا حتي فعلت ما يريد وتقدم لي وليس لديه إلا شقة حتي دون شبكة أو مهر,

وذللت له والدتي العقبات أمام والدي الذي كان عمله يأخذه طوال اليوم وكانت ترتب ألا يشدد عليه أبي وأقنعتني بالدموع أنه سيكون, ويكون بعد عودته من استكمال دراسته العليا بالخارج ولم تكن لي طلبات مادية, غير أنني تمنيت أن أكون ككل صديقاتي لي فستان وشبكة وغيره إلا أنه رفض حفل الزفاف الذي حلمت به, وتم العقد في منزلنا في حفل بسيط وحين عاد بعد عام تم الزفاف في الاسبوع نفسه وكنت علي يقين من أن والدتي تعجل الأمر لمرضها الشديد,

ولأنني الصغري ولم يكن قد تبقي سواي بالبيت, وبعد عودتي من رحلة الزواج لبيتي أسمعني زوجي ما لم أكن أعرفه عنه, فلقد أظهر لي غيرة جنونية بكلامه وتصرفاته, فأعطي فرمانات غير قابلة للمناقشة هي عدم الذهاب لأي مخلوق صديقة أو أقارب, الذهاب للجامعة فقط معه ذهابا وعودة, عدم فتح النوافذ إلا وأنا بكامل ملابسي وللضرورة القصوي عدم الرد علي الهاتف, ولو كان غير موجود لا أرد أبدا, نزور بيت أبي فقط معا كأي ضيوف ونعود معا,

رائج :   جبال من جليد ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

فبدأت أبكي ولعله لو كان قد تدرج في فرض القيود لما بكيت, فاتهمني بأنني أحب الشوارع وهو لا يرضي بالوحل, فصدمت صدمة العمر بكلماته وللأسف كنت حاملا في أول طفل لي, وظلت والدتي تسهل علي الأمور بدعوي حبه الشديد لي وخوفه علي وظل هو من جانبه يصدر المزيد من الفرمانات ووالدتي قوة الدفع لي حتي أنهيت الليسانس ومعي طفلي, ووالدتي تتولي كل شئونه هو والبيت حتي توفيت رحمها الله وتركتني وحيدة,

ومضت الأيام وأنجبت منه مرة ثانية وثالثة حتي أصبح المجموع ثلاثة أطفال برغم أنني اكتشفت أننا ومن أول يوم دخلت فيه بيتي أننا كقضبان القطار لن نلتقي من البداية للنهاية, ولن أحكي عن سنوات طويلة مضت كان خلالها يسألني إن أكثرت معه المزاح.. هل لو تزوجت رجلا غيره أكنت أمازحه؟ هكذا وببراءة أجبت نعم لأنه سيكون زوجي فيتكرر الصفو إلي ما شاء الله وتعودت الكثير من طباعه لكن فرماناته لا تنتهي وكنت أحاول شغل نفسي بتعلم الحياكة أو الكمبيوتر طبعا داخل جدران المنزل, فكان يثير الزوابع وأن كل هذا من وقت أولادي ويظل يمنع حتي يتم إحراجي أمام من أتت لتعليمي وينتهي الموقف بتمزقي النفسي وأنا التي لا أري ولا أزور أي بشر إلا نادرا, وازور شقيقاتي في مناسباتهن الخاصة فقط وهن أيضا كل منهن قال لها زوجها ماذا بنا حتي يمنعها عنا أنت أيضا لاتزورينها إلا بالمثل!!

ووقفت كثيرا أمام نفسي وهي تتطور من قمة الثقة والحيوية والنشاط إلي اليأس والاحباط, فلم أدع صحتي النفسية المرتفعة التي يعرفها الجميع تذهب سدي وكرست وقتا كبيرا لأطفالي فهم الأوائل علي مدارسهم برغم ذلك مازال لدي وقت لنشاط آخر شغلته بالقراءة, لكنه للأسف منعها عني أيضا فكنت أخبيء الكتب الدينية تحت الأنتريه فور دخوله كأنها لا قدر الله شيء معيب واتجهت للمسجد عن اقتناع كبير من نفسي وارتديت أكثر مما كان يحلم هو به, أنه لم يصبر طويلا ثم منعني من المسجد أيضا فهو يكره خروج المرأة,

وفجأة أصبت بمرض علله الأطباء جميعهم انه نفسي وقال هو لي أنا ليس لي فيه يد, وإنما أنت التي لا تغيرين رأيك برغم أننا اتفقنا من البداية علي عدم استعمال التليفزيون لأطفالنا, وتكفي أقراص الليزر بما نريده سليما لهم إلا أن الأمر اليوم أصبح شبه مستحيل مع أطفال كبروا وأنهي ابني الكبير دراسته الابتدائية هذا العام ولا وسيلة ترفيه له سوي يوم اسبوعي وطاقتهم كلها موجهة علي, وهو يرفض أن يصادقوا أحدا حتي أبناء عمومتهم أو خالتهم, ولا أعرف كيف أطبق ما يريد وأنا دائما متهمة بالتقصير برغم أنني ليس لي سواهم.

هل تصدق أنه تصارع بالأيدي مع طبيب تخدير احتاجته الطبيبة أثناء وضعي طفلتي الأخيرة فدخل خلفه وجذبه من ملابسه, لأنه كما يدعي رآني وعندما أفقت سمعته يحدث والدته وهو يصرخ أنه سيطلقني, ولكنه فيما يبدو خفف العقوبة إلي الخصام شهرين وكأن لي ذنبا في الأمر!! تكرر المشهد كثيرا حينما أقف للشراء ويأتي رجل للشراء أيضا, فيجري مندفعا نحوه وهو ينهره ويدفعه في صدره( عيب تشتري جنب النساء) وأكون في قمة الإحراج ولكن ماذا بيدي, لقد تحولت من الشخصية الهادئة المبتسمة دائما إلي شخصية شديدة العصبية, فراح يعاقبني بقطع أسلاك الهاتف مدة لاتقل عن شهر كل مرة حتي يربيني ويمزق كل ملابسي حتي لا أجد ملابس أغيرها,

رائج :   جنون الفنون … عندما تتملك الشخصية من مؤديها (The Pianist)

حتي جاءت لي شقيقة وعلمت بالأمر فأحضرت لي بعض الملابس, ثم بدأ في تمزيق الأحذية باستمرار حتي لا أترك البيت لأني هددته بذلك ذات مرة وحقائبي كذلك, ثم وافق أخيرا علي أن استكمل دراستي العليا, وبدأت الدراسة بكل جد واهتمام خاصة أن أطفالي ليس بينهم من هو رضيع والتحقوا جميعا بالمدرسة, كما أنني بدأت أعطي زوجي اهتماما أكبر وللبيت حتي لا يتهمني بالتقصير فيمنعني, وأذهب وأعود سريعا بعد المحاضرات حتي لا يري خطأ واحدا وبالرغم من كل ذلك فاجأني بأنه يمنعني من مواصلة الدراسة,

ومزق كتبي فثرت عليه ونبشته بأظافري وطلبت الطلاق بإصرار فلم يكن ذلك إلا القطرة الزائدة, لقد حلمت خلال أعوام طويلة أن أشم هواء لا يشمه وصممت علي الذهاب إلي الامتحان فأرسل لي الأطفال قبيل دخولي الامتحان وهم بملابس البيت ورحل وأخذتهم معي وتركتهم بمسجد الجامعة, ووجدت بفضل الله من تتبرع بالجلوس معهم ممن ليس لديها امتحان, وفي الامتحان التالي جاء بنفسه وقال إنه سيذهب لإجراء عملية اللوز لابني رغم أنه يمكن تأجيلها اسبوعا آخر حتي أنتهي فذهبت إلي المستشفي حتي دخل حجرة العمليات وانتهي وذهبت متأخرة علي الامتحان,

خلالها ترك لي البيت لمنزل والدته بعد ارتفاع الضغط عندي ولما رأي تصميمي ولم يتبق إلا يوم أخير من ثلاثة أيام للامتحان قال لي أنت طالق فأدركت للمرة الأولي في حياتي أن الحرية أعظم شيء في الوجود, ومر يومان وجاء زوجي لي في الثالث يبكي ويقول إن البيت انهار وأنني السبب لأنني مازلت بنت التاسعة عشرة كما أنا وأفكر في الخروج والضحك ولا أتحمل أي مسئولية, وقد أوغر البعض صدره وأوهموه بأنني يمكن أن أكون قد طلبت الطلاق لأنني رأيت شخصا غيره وأريد أن أتزوجه فمت رعبا ووافقت علي الرجوع إليه حتي لا يظن بي شيئا, برغم كرهي الشديد لهذا الأمر ولأنه دائم الشكوي مني لأهله والأصدقاء بل والمرضي وكأنني أعيش في بيت من زجاج.. الكل يراني فيه ويري حركاتي اليومية, خاصة أهله فأي حياة هذه يا سيدي؟

إنني دائما أسمع نصائحك حول لم شمل الأسرة التي بها أطفال, وأنا أملك إرادة فولاذية وأستطيع العيش بدونه في حضن أطفالي ودائمة التنازل حتي تسير الأمور, لكنني فاض بي الكيل, وليس لي طلبات مادية نهائيا بل أصبح عندي فقدان دائم للشهية حتي فقدت من وزني أربعة عشر كيلو جراما منذ زواجي لم أستردها إلي الآن.

ولقد فشلت كل الوساطات بيننا للتوصل إلي حل وسط, ولأنني من قراء هذا الباب الذي كنت أجد العزاء فيه دائما بمن هم أشد مني بلاء فلقد جذبته إليه حتي لا يمنعني منه هو الآخر وأتمني لو وجهت له كلمة, ويعلم الله أنني أتقي الله فيه في غيابه وأسفاره قبل وجوده حتي نظراته التي تتابع لحظ عيني في الطريق برغم غضي البصر, انها تقوي لله وليست له, لقد وصلت لمرحلة هيستيرية في مشاجراتنا ولأول مرة أسبه وأتصرف تصرفات جنونية لعله يطلقني أول ما يسمعها لكن هيهات, فإذا كان يريد الحياة فليحيا بالمعروف أو يسرحني بإحسان رغم علمه حدود الله وحب الجميع له لكنه ليست بهذه الطريقة تحفظ البيوت.

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

كل ما تعانيه معه بدأ بأول بذرة للشك غرستها والدتك من حيث لا ترغب في نفس زوجك تجاهك, وذلك حين نصحته بأن يتزوج أختك الكبري دونك بدعوي أنك شقية ولن يجد راحته وأمانه معك,

ولأنه كان قد تعلق بك أنت ويرغبك بشدة, فلقد استمسك بزواجه منك دون أختك والتزم من البداية أن يكبلك بالقيود والسدود والقرارات الصارمة, لكي يسيطر علي ما يعتبره نزقا من جانبك, وليغرس الطمأنينة في قلبه تجاهك.. والمؤكد أنه قد بالغ كثيرا في ذلك, وأنه قد تخطي حدود الحرص المطلوب إلي التشدد فيما لا ضرر فيه, ولا حياة لزوجة بدونه كزيارة الأهل والصديقات والخروج الآمن إلي الحياة والعيش بنفس مطمئنة وليست خائفة علي الدوام أو مترقبة للمنع والنهي والحرمان..

رائج :   خطوبة أم أمومه ؟ … كان عليه أن يختار

لقد مضت الأعوام وأصبحت أما لثلاثة أطفال, ولم يعد هناك ما يبرر هذا الخوف المرضي الذي بلغ بزوجك حد الوسواس القهري تجاهك, ولابد له أن يعتدل في غيرته عليك وفيما يفرضه عليك من قيود, وإلا انفجر الإناء بما فيه وسكب الحمم الملتهبة علي الجميع, فقوامة الرجل علي المرأة لا تعني القهر أو الظلم أو إرغام الزوجة علي أن تحيا حياة لا ترضاها لنفسها, ولقد عني كبار المفسرين بجو الأسرة المسلمة وهم يشرحون معني حدود الله في آية الطلاق مرتان فكان أهم ما حذروا منه في هذا الصدد هو الظلم, وقال صاحب المنار رضي الله عنه: إن ظلم الأزواج للزوجات أعرق في الإفساد وأعجل في الإهلاك من ظلم الأمير للرعية, ذلك أن رابطة الزوجية أمتن الروابط وأحكمها فتلا في الفطرة الإنسانية, فإذا فسدت الفطرة فسادا انتكث به هذا الفتل, وانقطع ذلك الحبل فأي رجاء في الأمة من بعده يمنع عنها غضب الله وسخطه؟

أما الباحث الإسلامي الأستاذ أحمد موسي سالم فيقول إن القوامة للرجل لا تزيد علي أنه له بحكم أعبائه الأساسية, وبحكم تفرغه للسعي علي أسرته والدفاع عنها ومشاركته في كل ما يصلحها أن تكون له الكلمة الأخيرة ـ بعد المشورة ـ ما لم يخالف بها شرعا أو ينكر بها معروفا أو يجحد بها حقا أو يجنح إلي سفه واسراف, ومن حق الزوجة إذا انحرف أن تراجعه وألا تأخذ برأيه وأن تحتكم في اعتراضها عليه بالحق إلي أهلها وأهله, وإلي سلطة المجتمع, وعليه أن يقيم حدود الله. أما الإمام الراحل فضيلة الشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ فلقد أشار إلي أن آية وأمرهم شوري بينهم قد نزلت في مكة وقبل أن تكون هناك شئون عسكرية ودستورية, وأن عموم الآية يتناول الأسرة والمجتمع, إذن فهي للحياة الأسرية, والعلاقات الإنسانية كما هي للشئون العامة سواء بسواء, فقولي كل ذلك لزوجك يا سيدتي.. وأعينيه علي أن يخفف قيوده عنك بتحفظك في كل ما يثير غيرته الجنونية عليك..

وأني لأرجو أن يكون أكثر ثقة في نفسه وفي زوجته مما هو الآن, وذلك حرصا علي بنيان أسرته وأمان أطفاله وسلامة النفس وسلام زوجته, فالسدود لا تحول بين الماء وبين التسرب من ثقوبها, والقيود قد تضيق بها النفس ذات مرة, فتحطم كل الأغلال وتقطع شعرة معاوية التي كانت تربطها بالطرف الآخر.

والحرص المغالي فيه كثيرا ما يكون السبب الأهم لضياع ما حرصنا عليه بشدة وما تخوفنا أكبر الخوف من أن يضيع من أيدينا, وقديما قال شاعر الكوميديا الإلهية الأعظم دانتي في وصف حالة مماثلة: كمن يحرص أشد الحرص علي الكسب فيخسر كل شيء بمعني أن انصرافه كلية للتفكير في الكسب كاحتمال وحيد قد شغله عن ملاحظة عوامل أخري مؤثرة في الموقف فخسر من شدة الحرص علي الكسب, كل شيء.. كل شئ!

أنني أرجو صادقا ألا يكون هذا هو مصير زوجك معك إذا استمر علي هذا النحو من المغالاة والتشدد والتطرف في التسلط وفرض القيود.


لطفا .. قم بمشاركة الموضوع لعله يكن سببا في حل أزمة أو درء فتنة …

Related Articles