من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)
أريد أن أفيد بتجربتي الشخصية كاتبة رسالة “الموال” التي تشكو من أن زوجها قد اعتاد أن يثور عليها لأتفه الأشياء ويعجز عن التحكم في نفسه فيندفع في الشجار والسباب القاسي لها وفى موال تقليدي يستغرق ساعتين في كل مرة مع أنها لا ترد عليه ولا تجاريه في سبابه
ورغم ذلك واصل تقاسيمه مستخدما كل أنواع الألفاظ الشائنة أمام أطفالهما بصوت عال يسمعه كل الجيران ثم يخرج غاضبا ويعود بعد فترة هادئا طبيعيا كأنما لم يفعل شيئا ويعتبر ذلك اعتذارا لزوجته ولا يعتذر لها يواظب على ذلك منذ 10 سنوات لم تفلح خلالها جهودها وجهود أبيه والأسرة معه في أن يعدل عن هذا الأسلوب ويحسن معاملته لزوجته, فلقد واجهت مع زوجي نفس المشكلة ولكن في الشهور الأولى من الزواج احترت كيف اتصرف معها ثم تبين لي أن زوجي يكف عن السباب فور معاملتي له بالمثل وهذا شئ كريه ولكن ما حيلتي ..
فلقد تذكرت – وأنا في المدرسة أن إسحاق نيوتن يقول في نظريته الأولى : لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار مضاد له في الاتجاه , وهنا يأتي التعادل وتكون المحصلة صفرا وقد نجحت هذه النظرية معي وعشت في سلام مع زوجي منذ سنوات .. فهل للأخت صاحبة المشكلة أن تجرب إيقاف زوجها عن التمادي فيما يفعل باستخدام نفس أسلوبه معه خاصة وان هناك صنفا من الرجال لا يجدي معهم غير إتباع نظرية نيوتن ؟
ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :
إذا كنت يا سيدتي من أنصار نظرية نيوتن في التعامل مع الزوج سليط اللسان فهناك “نظرية مثالية أخرى ” للكاتب المسرحي التي تحمل اسمها مع الفاروق ومع اختلاف الظروف إذ أراد اللورد اغواءها فأبت فحاول إقناعها بذلك بحجة أن زوجها يخونها فقالت له : إذا كان الزوج سافلا فهل يجب على الزوجة أن تكون سافلة مثله ؟ وعفوا لأي إساءة لا اقصدها بإيراد هذه العبارة ..
فإنما أرادت فقط أن أقول لك أنى شخصيا من أنصار نظرية ليدي وندرمير فى التعامل بين الزوجين سواء كان الطرف المخطئ منهما هو الزوج أو الزوجة ذلك أن الخطأ لا يبرر الخطأ كما أن الإنسان إنما يتعامل مع الآخرين بأسلوبه هو وليس بأسلوبهم , فإذا كان هناك نوع من الرجال لا يجدي معهم إلا إتباع نظرية نيوتن كما تقولين فهناك نوع آخر تزيدهم هذه النظرية التهابا واشتعالا وتفقدهم السيطرة نهائيا على أنفسهم وتدفعهم في انفعال جنوني إلى الاعتداء البدني الوحشي على الزوجة والى هدم حياتهم الشخصية والطلاق وتشريد الأبناء .. فكيف يكون الحال إذن إذا كان زوج السيدة من هذا النوع الآخر ؟
ثم لماذا نذهب بعيدا ونلتمس النظريات عن نيوتن أو أوسكار وايلد وديننا الحنيف يهدينا إلى سواء السبيل بغير عناء فيخيرنا بين عشرة بالمعروف .. وتسريح بإحسان مع كامل الاحترام للطرفين ومع كل العدل بينهما فى الحقوق والالتزامات , فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نصور الأمر وكأنه صراع بين طرفين لا يدفع احدهما لاحترام الآخر وحسن معاشرته فيه إلا خوفه من سلاطة لسان الآخر؟