قصص وعبرقضايا وأراءمن هنا وهناكوعي

من فضلك .. ممكن تنصب عليا ؟!

سنة 1918 حصل “تشارلز بونزي” الإيطالي الأصل المقيم بالولايات المتحدة على مبلغ من أقاربه علشان يستثمرهلهم لكنه خسرلاستعجاله وعدم خبرته في إدارة الأموال حوالي 70% من رأس المال، وعندما ذهب لإرجاع المبلغ استقبله أقاربه بحفاوة كبيرة لأنهم كانوا فاكرين إن ال 30% الباقية دى أرباحهم لدرجة منعت بونزي إنه يقولهم على الحقيقة، تاني يوم وهو بيفكر هيعمل إيه مع الورطة دي فوجيء بمجموعة من أقاربه جايين علشان يدوله مبلغ كبير من المال طالما الراجل بيديهم أرباح ضخمة بالشكل ده.

المهم بونزي لقي الموضوع سهل جداً كل ما يطلع أرباح أكتر تجيله فلوس أكتر وفي نفس الوقت الأرباح بيدفعها من رأس مال ناس تانيين وهكذا وصل إلي إنه بيعرض علي المستثمرين إنه يديلهم أرباح تصل ل 50% كل 45 يوم وطبعاً ده مغري جداً للناس وطبعاً الناس بتقول لبعضها لحد طبعاً ما حصل المنتظر لما الموضوع كله انكشف في أغسطس 1920 والناس راحت تسحب فلوسها فملقتش حاجة تسحبها وبونزى اتقبض عليه واتحكم عليه ب 14 سنة سجن ومات في البرازيل سنة 1949 بس ساب طريقة سهلة جداً لأي حد عايز يستغل طمع الناس والكسب السريع واتسمت باسمه (بونزي سكيم ).

القصة دي اتهرست في 50 دولة قبل كده من سنة 1920 لحد النهاردة ومع ذلك مازالت بتنجح في مصر الموضوع بسيط تاخد فلوس من حد لاستثمارها سواء في العقار أو تجارة سيارات أو أدوية أو فوركس أو أي نوع من التجارة وتديله بعد فتره طويله أو قصيرة أرباح حقيقية أو مزورة وفجأه تلاقي الأموال بتنهال عليك أموال كتيرة وضخمة أكتر من أى رقم متخيله وتبدأ تعيش في مستوي معيشي مختلف لا تتناسب مع دخلك الحقيقي وتاخد قرارات استثمارية مختلفة لا تتناسب مع خبرتك المالية ومهما طال الوقت أو قصر لابد إنه هيجي اليوم اللي الناس عايزة فيه رأسمالها اللي انت بتدفع منه الأرباح وعايش منه عيشه فاخرة وساعتها مش هتلاقي فلوس تدفعها والحل هو السجن أو الهرب ..

رائج :   تعرف على احداث موقعة عين جالوت(658هـ – 1259م) و الغزو التتاري

تعالوا نحلل أسباب ونتايج الظاهرة دى زى ما اتعودنا على صفحتنا :

أولاً ليه الناس بتقبل علي النموذج ده؟

1- لأنه نموذج سهل وبسيط بدفع فلوس وباخد أرباح كبيرة من غير الدخول في تفاصيل معقدة
2- لأنه دايماً أرباح اللعبة دي أكبر بكتير من فايدة أي بنك أو أرباح أي صناعة .

3- لأن كل اللي بيحط فلوسه مع حد لازم يكون عارف حد قبل كده صرف أرباح مرة واتنين وتلاتة.
4- لأن اللي بيتلقي فلوس من الناس بيبقي حريص إنه يبقي له نشاط واضح وظاهر الناس تشوفه .

5- لأن الناس بتلجأ إنها تضحك على نفسها علشان تبرر المكسب الكتير وتقول لنفسها دي تجارة العربيات بتكسب 70% وعلشان كده بناخد 35% ….. الخ .

6- لأن الطمع صفه إنسانية بتدفع أي حد إنه يعمل حاجات غريبة علشان يحصل على مكاسب سريعة .
7- لأننا كشعب الوعي الاستثماري متدني ونفتقد ثقافة التعامل مع البيزنس .

رائج :   التجربة العارضة .. رسالة من بريد الجمعة

ثانياً إيه اللي بيخلى النموذج ده بيفشل؟

1- لأن اللي عايز ينجح لازم يدفع أرباح كبيرة لا تتحقق أصلاً في البلد اللي شغال فيها.

2- الفلوس الكتير بتعمل إغراء للشخص المتلقي للأموال للعيش معيشه رغدة وكله علي حساب فلوس الناس حتي لو هو شخص أمين.

3- الفلوس الكتير بتخللي الشخص المتلقي للأموال يدخل أنشطة لا يفهم فيها حتي يفي بالأرباح لصالح المودعين .

4- الاستعجال في دفع الأرباح يجبر الشخص متلقي الأموال علي الدخول في أنشطه ذات عائد سريع لأنه عايز يدفع فلوس للمستثمرين من تاني شهر….. فلن يدخل في مجال صناعي أو زراعي أو خدمي ولكنه سيظل عنده تركيز علي النشاط التجاري اللي هو صاحب أقل عائد علي رأس المال.

5- إدارة الأموال تحتاج أعصاب هادية لتحقيق الأرباح وده طبعاً غير موجود تماماً .

ثالثاً ماهو تأثير هذا النموذج علي كلا من متلقي الأموال و المستثمر والمجتمع ؟

1- بالنسبة لمتلقي الأموال بيتحول إلي نصاب ( لو مكنشي أصلاً هو نصاب ) بيلبس طاقية ده لده … عايش في مستوي معيشي مرفه جدا وبعد كده مصيره السجن أو الهرب .

2- بالنسبة للمستثمر بيخسر أمواله وكمان ممكن يخسر فرص بديلة لأنه ممكن يكون جايب الفلوس أصلاً من وعاء إدخاري أو استثماري وفيه ناس بتصفي مشاريع كسبانة وبتدخل في توظيف أموال علشان البيزنس بتاعهم متعب ومبيحققلهمش الربح ده .
3- بالنسبة للمجتمع المالي بشكل عام بيخسر فلوس … بيخسر مشاريع … بيخسر ثقه للمستثمرين … بيخسر فرص عمل .

رائج :   المزيد من سيد حبارة .. || من كتابات د : أحمد خالد توفيق

رابعاً إيه المطلوب من كل الأطراف؟

1- مطلوب من أصحاب البيزنس ألأ تلجأ لهذا النوع من التمويل اللي هو مغري لأنه بلا رقابة أو مسائلة زي الشراكة مثلا لأن الشكل ده من التمويل نهايته معروفه حتي لو كان فيه فرصه انت شايف انها هتجيب أرباح أكتر بلاش لأنها لو خسرت هتتعرض لمشاكل ضخمة .

2- مطلوب من المستثمرين عدم الطمع مهما كان الربح كبيراً أو مهما طال الوقت والبحث عن أرباح واقعية وأدوات استثمار واضحة .

3- مطلوب من الدولة تشديد الرقابة علي مثل هذا النوع من النصب المقنع لحماية المستثمرين ومطلوب منهم برامج توعية واضحة تمنع الناس من الوقوع في مثل هذا النوع من النصب .

مقالات ذات صلة