نصائح حياتيّة مجرّبة للابتعاد عن المشاكل الزوجية

العلاقة الزوجية الصحية الغنية بالمشاعر والاحترام المتبادل والود والتعاون من الأحلام التي يسعى كل إنسان طبيعي لتحقيقها، ولكن القليلون فقط هم من يسعدهم الحظ بمثل هذه العلاقة، والتي ليست شرطًا أن تكون خالية تمامًا من الخلافات، فالخلاف طبيعة البشر حتى بين أكثر المتحابين على وجه الأرض فقد كانت تحدث مشكلات وخلافات بين السيدة عائشة والرسول عليه الصلاة والسلام رغم قوة المشاعر بينهما.

ولكن الأكثر أهمية هو طريقة التعامل مع تلك الخلافات، لذا سنحاول معًا الاقتراب من بعض نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية والوصول إلى نقطة مشتركة بين الطرفين تساعد على الوصول لعلاقة صحية تقلل من التوتر والضغوط وتزيد من مقدار السعادة في الحياة.

نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية

العلاقة الزوجية مثل أي علاقة أخرى في الحياة سواء صداقة أو عمل أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة تتطلب الكثير من العمل المشترك وإلا الاستعانة بمستشار خارجي محايد تمامًا للوصول إلى الحل، ومن أهم نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية:

1.     التوقعات الواقعية:

ترغب المرأة في العصر الحالي في الرجل الوسيم الناجح الغني المتدين الرومانسي والمسؤول في الوقت ذاته، والحال نفسه بالنسبة للرجل، يريد المرأة الجميلة والمطيعة والهادئة والمستقلة والمدبرة في الوقت ذاته، ولكن لا أحد على الإطلاق بلا عيوب، كما أن لا أحد يستطيع تغيير أحد.

ومفتاح نجاح العلاقة الزوجية والابتعاد عن المشكلات هو التوقعات الواقعية وقبول الطرف الآخر كما هو بكل ما فيه من مميزات وعيوب دون أي مقارنات على الإطلاق، فلا تقارني صفة سيئة في زوجك بصفة جيدة في شخص آخر، فإذا كان لابد فقارني الشخصية كلها، والحال نفسه بالنسبة للرجل، ولكن المبالغة في التوقعات تجعل الطرفين محبطين طوال الوقت لتبدأ سلسلة من المشكلات التي لا تنتهي.

2.     الحرص على الحديث المتبادل:

من الضروري الحرص على التحدث فيما يزعجك من شريكك ولكن مع اختيار الأسلوب والوقت المناسب، وعادة ما تعاني النساء تحديدًا من عدم رغبة الرجل في الكلام، وهنا يمكن تجنب الأحاديث الطويلة، فيمكن التنويه في إشارة واضحة ومباشرة عما يزعجك، فلا تتوقعي أن يتعرف بمفرده عما يضايقك، والأمر نفسه بالنسبة للرجل، فالحديث الواضح المباشر وبكلمات هادئة ورقيقة سيكون له مفعول السحر في تجنب الكثير من التراكمات الناجمة عن سوء الفهم.

3.     اعتني بنفسك أيضًا:

ليس معنى العلاقة الصحية أو تجنب المشكلات أن يفني أحد الطرفين أو كلاهما نفسه في العلاقة، فيجب أن تكون ليدك اهتمامات خارج المنزل، وهذا لا يعني الإهمال على الإطلاق، فلقاء شهري مع أصدقائك دون زوجتك، أو يوم تقضينه بمفردك في مكان تحبينه، أو حتى هواية تمارسينها في وقت فراغ تحرصي عليه كثيرًا سيقلل من الضغوط المتبادلة ويزيد من الاشتياق للمنزل وللأجواء العائلية.

لكن الشعور بالمسؤولية طوال الوقت يجعل كلا الطرفين أو أحدهما يشعر دائمًا أنه مظلوم أو أكثر تضحية مما يزيد من المشاحنات المتبادلة.

4.     تحمل مسؤولية أخطاءك:

الجميع يُخطئون في وقت ما، ولكن ما قد يؤدي لمشكلات عميقة هو إلقاء اللوم على الطرف الآخر بدلًا من الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، فإذا انفعل أحد الطرفين مثلًا وارتفع صوته لا يقول أن الآخر هو المخطئ لأنه أثار عصبيته، بل يجب الاعتذار عن تلك العصبية، وعلى الآخر أن يتقبل الاعتذار دون الكثير من المجادلات والعتاب، لأن الأمر قد يتكرر لكل طرف بالتوازي.

5.     كن على طبيعتك:

من أهم نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية أن تكون على طبيعتك في بداية العلاقة لنهايتها، فكثيرا ما يدعي بعض الأشخاص طبيعة غير حقيقية فيهم وسريعًا ما تنكشف الأمور على حقيقتها وتثور الكثير من المشكلات نتيجة هذا الخداع والذي يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها.

لذا من علامات الصحة النفسية أن تكون على حقيقتك وتحرص على التعامل بطبيعتك دون زيف لترتبط بشخص يُقدِّر هذه الحقيقة ويحبها ويستطيع التعامل معها، فصفة البخل لدى البعض مجرد حرص، وصفة الغيرة لدى البعض مجرد حب واهتمام زائد، فالعيب بالنسبة لك قد يكون ميزة أو على الأقل شيئًا مقبولًا لدى غيرك، فكن على طبيعتك.

6.     لا تتعامل مع الطرف الآخر كأمر مسلم به:

زوجتك كائن حي قابل للتغير في أي وقت والله تعالى يُقلِّب القلوب كيفما يشاء، فلا تتعامل معها كأنها موجودة دائمًا وبالتالي لا تبذل أي مجهود لإبقائها إلى جوارك، وكذلك زوجك، فلا الأطفال ولا الحب ولا الحاجة يجب أن تجعلك تظنين أنه لن يذهب في أي وقت.

وهذا لا يتعارض مع ضرورة الشعور بالثقة، بل على العكس، فكما تبذل مجهودًا في عملك لتحافظ عليه، وكما تبذل مجهودًا في عبادتك لتحافظ على علاقتك بالله عز وجل وكما تبذلين مجهودًا مع أبنائك لرعايتهم، فهذا المجهود يمكن توجيه القليل منه للشريك في العلاقة لتكون أكثر نجاحًا وإرضاءً للطرفين.

7.     محو المسافات:

يقول خبير الصحة الزوجية دكتور اكس ان الاقتراب الزوجي من خلال ممارسة العلاقات الزوجية ترفع من روح التناغم الزوجي والاندماج العاطفي المشترك.

لذلك ينصح الخبراء بمحو المسافات, وزيادة جودة الجماع مما ينعكس ايجاباً على التشاركية الزوجية, وحل أي مشاكل وظيفية باللجوء للطبيب المختص, كما ومن الممكن استعمال منتجات مساندة تدعم جودة الحياة الزوجية, ومن الممكن شرائها في موقع طب مول على سبيل المثال.

كلمة أخيرة عن نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية

قد لا يستطيع الجميع اتباع كل نصائح اساسية للابتعاد عن المشاكل الزوجية، ولكن المحاولة المستمرة هي أمر لا مفر منه إذا كان كلا الطرفين حريص على الانخراط في علاقة صحية، ولكن إذا كان طرف واحد فقط هو المهتم بإصلاح العلاقة فقد لا يجد النجاح الذي يرغب فيه.

وليس معنى هذا أن نتوقف عن المحاولة، ولكن كل أمر له حدود، فإذا كان الزوج أو الزوجة يرغب أحدهما فقط في الابتعاد عن المشكلات الزوجية وتحسين العلاقة فلابد من المحاولة بطرق مختلفة وطلب الاستشارات وفقا لنوع المشكلات لحين الوصول إلى الحل والذي قد يكون وقتها في مجرد الانفصال لوقت ومراجعة الحسابات أو ترك مساحات خالية وحرية في التحرك للوصول إلى الشكل الأكثر إرضاء في العلاقة.

المصدر: موقع موضوع