هل في سر معين ورا وصول محمد رمضان لكل هذا القدر من النجاح في الوقت القصير جدا ده؟؟
قبل ما ترد الرد المعتاد بتاع انه افسد جيل وخرب مجتمع وكل هذا الكلام احب اقولك انى متفق معاك تماما في كل ده واكثر.. على المستوى الإنساني لا اراه هو وزمايله الا شلة من المنافقين الطبالين اذناب الظالم وذراعة الطويلة للسيطرة على الناس وتغييب عقولهم..
مفيش أي قيمة مضافة من العالم دى للمجتمع.. لا خلقيا ولا اجتماعيا ولا حتى ماديا.. اكوام الفلوس المتكدسة عندهم لو اعيد استغلالها في أي شيء.. هترجع على البلد بفايدة اكبر طبعا من الضحك او العياط على فيلم او مسلسل.
ده رأيي فيهم من زمان ولا زال حتى اللحظة.. ولا أظنه رأيي انا لوحدي..
امال ايه بقى؟؟ الناس بتشتمه كل شويه.. ونسب المشاهدة بالملايين.. عارفين انه محدث نعمة وقليل الادب مع زمايله.. ومع ذلك بيجروا ورا اخباره..
عارفين انه بدون كاريزما ولا اى مستوى من مستويات الثقافة او التعليم.. لكن الغالبية – بما فيهم العبد لله – وقت الحلقة عندهم مقدس.
في سر لازم..
محمد رمضان – او اللى بيختارله الأدوار دى – رجل ذكى جدا.. عارف بالظبط المصريين عاوزين يشوفوا ايه وبيتفاعلوا مع ايه.. فاهم نفسية الشعب كويس جدا وفاهم ازاى يعملهم مشهد يطلع من عينيهم دموع دلوقتى ويملى جيوبه فلوس بعدين.
محمد رمضان درس شخصيات المجال ده كويس جدا واختار يمشى على خطوات عادل امام.. ملفتش نظره ثقافة نور الشريف ولا سهولة محمود عبد العزيز الممتنعة ولا كاريزما احمد زكى ولا تنوع يحيي الفخراني ولا شقاوة احمد رمزي ولا جبروت رشدي أباظه ولا سهوكة عمر الشريف.
محمد رمضان حط قصادة عادل امام وقالك هو ده..
ازاى نعمل من الفسيخ شربات؟؟
ازاى شخص هزيل غير وسيم الشكل.. جاهل وملوش اى حضور يتحول الى نجم شباك تعشقه الحريم وكلمة منه تساوى ملايين.
والاجابة هي
“الناس عاوزه ايه”.
سألت نفسى السؤال ده وانا متابع بشغف جدا مسلسل الأسطورة.. استغربت جدا من نفسى وانا مستنى الحلقة كل يوم ومهتم جدا اشوف رفاعي الدسوقى هيعمل ايه مع عصام النمر.. ظبط نفسى زعلان جدا يوم مقتل رفاعي.. وفرحت جدا بناصر الدسوقي وهو بياخد تار اخوه..
وفرحت اكتر بناصر وهو بيعلم على المزة اللى باعته علشان الفلوس “يمكن فرحت فيها اكتر لأن دمها تقيل اوى”.. بس قلت وقتها اهو مسلسل وعدى خلاص.. حدوتة لطيفة بتلعب على المشاعر انتهت وشكرا على كده.. وانا طبعا مش هتابع عيل سرسجي زى ده وانا راجل متعلم يعنى.
لكن فوجئت بنفسى الموسم ده متابع مسلسله “البرنس” برضه..
ده مش كده وبس.. ده انا بقيت بتفرج على الحلقة وعلى الإعادة كمان..
يمكن علشان المسلسل المرة دى في شخصيات كتير الحقيقة من اللى الواحد قابلها في الحياة.. المسلسل اللى فات كانت شخصيات بنسمع عنها بس.. انما المره دى سبحان الله.. كأن المخرج نزل جاب ناس من قلب الشارع وعملهم ممثلين.
قابلت كام واحد في حياتك زى فتحي “احمد زاهر”؟ خليك صريح وقول ان زمايلك في الشغل كلهم فتحي..
في كام واحده في الشارع او في العيلة عندكوا زى البومة عبير “رحاب الجمل”؟ ها.. ها.. هتقول الاسم اهو بس انت خايف من نفسنتها ولسانها الطويل مش اكتر.. داهية لتكون اتجوزتها يا فالح..
جوز العقارب اللى عاملين فيها أمهات وهما سبب كل المصايب بفساد تربيتهم وصهينتهم عن مصايب عيالهم؟ بذمتك مش هي دى الولية اللى ساكنه على اول شارعكوا اللى بتجرى ورا امك بقالها شهور علشان تلبسك بنت اختها البايرة؟
قابلت كام اب ظالم زى حامد البرنس “عبد العزيز مخيون”؟ عمك وللا خالك وللا ابن عمة ابوك؟؟ دور كده وخلى الإجابة بينك وبين نفسك علشان الفضايح..
كام بيت في نموذج البنت المنحوسة.. اللى كل خطوه تخطيها بخازوق زى علا “نور” رغم انها بنت حلال وغلبانة؟ افتكرت طلاق اختك؟؟ انا اسف معلش.. الناس بقت زبالة جدا.
هو ده سر الخلطة.. محمد رمضان والفريق بتاعه اختار الحدوتة من قلب الشارع.. أحداث المسلسل في الشرابية جارتنا العزيزة.. البيوت شبه بيوتنا والشارع زى شارعنا بالظبط.. البطل عامل دوكو..
او خريج حقوق.. او محاسب عادى.. مش فارق.. المهم ان بطل الاحداث دى هو انت بشكل او بآخر في مرحلة من مراحل حياتك.. بيتكلم كلامك وبيشتكى نفس شكواك.. عنده نفس احلامك وعايش نفس ظروفك..
الخناقة خناقة ورث موجوده في كل بيت وكل حي.. المسلسل مش متصور في فيلا جوا كومباوند ولا هو حدوتة البطل الفيلسوف اللى ضحى بدمة علشان مصر ولا هو بطل اسطوري خدع كل الأعداء وضرب كل الناس وساب كل حاجه في العالم علشان ياكل حمص الشام فوق كوبرى عباس.. ابدا.. دى حكاية عادية جدا بتحصل عندنا كل يوم.. قصة سيدنا يوسف اثبتت للمرة المليون انها كارت الحكايات الكسبان في مصر.
الناس بتشوف في البطل ده نفسها حتى وان كانت لم تتعرض للظلم نفسه.. البطل ده على الشاشة بيعملك كل اللى انت نفسك تعمله في الحقيقة ومش قادر..
انبهارك برفاعي الدسوقي لا شيء الا امنية جواك انت نفسك انك تكون النموذج ده فيوم من الأيام.. تفاعلك مع اللى حصل لرضوان البرنس ما هو الا احباطك انت نفسك في اى موقف ظلم اتعرضتله قبل كده في البيت او الشارع او قسم البوليس او الشغل..
قصص الحب الفاشلة دى هي نفسها قصتك انت.. دموع محمد رمضان المصطنعة في المسلسلات هي نفسها دموعك انت على الشبكة اللى راحت او عيالك اللى مش عارف تشوفهم بسبب قانون الرؤية.
الخلاصة ان محمد رمضان محتفظا بكل نقدنا ليه نجح انه يعملك اللى انت عاوزه بالظبط على الشاشة.. نجح انه ينيمك مبسوط وسعيد بعد يوم مالوش اى لزمه.. نجح انه يفرغ طاقة غضبك كلها في المسلسل..
نجح انه يخليك تعيش لحظات من الزمن كبطل بيعرف يتخانق ويخطط وينتقم ويكسب بدل ما انت عايش محدش بيفتكره الا ساعة مصروف البيت او طلبات الشغل زياده.
طيب وبعدين؟؟
تنام وتصحى علشان تستقبل يوم جديد تحاول فيه بقدر الإمكان انك تتفادى العدوي بفيرس فشلت الدولة في السيطرة عليه وتحاول كمان تفترض ان ذكر مراتك لأمك ده مكانش شتيمه انما كان نقد بس قاسى شوية.. هتصحى على يوم جديد تحاول تتجنب فيه تحرش أمناء الشرطة بيك علشان فلوسك او علشان يفتشوا تليفونك لتطلع اخوان مثلا..
هتصحى على خبر ان اثيوبيا هتملى السد بعد شهر من دلوقتى والعطش جاى بعد ما الجوع تمكن من البلد والحمد لله.. هتصحى على خبر ان الدولة خفضت العدد المعلن عنه من مصابين كورونا كل يوم لما رجال الاعمال اعترضوا..
هتخلص الحلقة اللى رضوان البرنس هينتقم فيها من اخواته وبعدين تقلب التليفزيون على قناة تانية تسمع فيها عمرو اديب بيجعر ويقول اللى مش عاجبه ميجيش.. هتفتكر في الأول انه بيتكلم على بيت امه.. بس هتعرف في اخر الحلقة انه بيتكلم على البلد..
البلد اللى مبقتش بلدك وبقت علاقتك بيها شوية أحلام بتتحقق في المسلسلات التي بتخللها إعلانات غير منقطعة بتشحت منك انت ياللى سالف مرتبين فوق مرتبك وقاعد تتفرج على اعلان عن كوميونبتى فيه الناس كلها شبه بعض.. بتحشش نفس الحشيش وبتنام على نفس ريش النعام.
وشكرا على كده.