أجمل رسائل بريد الجمعةقصص وعبرقضايا وأراء

الجملة الناقصة .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

ابدأ رسالتي إليك بأن أشكرك على تعاونك مع الكثيرين فى حل مشاكلهم , وأرجو أن تكون عونا لى على حل مشكلتي بإذن الله .. فأنا رجل فى السابعة والثلاثين من عمري منذ 13 عاما أردت الزواج فرشحت لي زميلة لي فى العمل إحدى قريبات زوجها وتقدمت لها فقبلتني رغم اعتراض شقيقها الأكبر لضعف إمكانياتي المادية وقتها لكن الفتاة تمسكت بى وتزوجنا فى شقة صغيرة وسعدنا بحياتنا معا ..

وكانت فألا طيبا بالنسبة لى فتحسنت أحوالي المالية بالتدريج وشاركت فى ملكية مزرعة صغيرة وبعد فترة انسحب الشريك منها فأصبحت ملكا خالصا لى وكانت زوجتي قد أنجبت لى ولدين جميلين .

ثم ذات يوم شعرت زوجتي بألم فى معدتها تكرر كثيرا فعرضتها على الأطباء فإذا بهم يصدموننى بان المرض اللعين قد تسلل إلى أحشائها واستفحل وان الأمل فى نجاتها منه بالجراحة لا يزيد على 1% وانهرت حين عرفت ورغم ضآلة الأمل وافقت على إجراء العملية لها ولم تنجح للأسف ولفظت زوجتي أنفاسها الأخيرة قبل أن تنتهي العملية . 

ووجدت نفسي أرمل شاب وأبا لطفلين صغيرين حائرين فواجهت أقداري بصبر وعانيت الوحدة والألم والفراغ العاطفي والنفسي وكابدت رعاية الطفلين وحدي وساءت أحوالي وأحوالهما فاستجبت لنصيحة الأصدقاء بالزواج مرة أخرى بعد ثمانية شهور من وفاة زوجتي ورشحت لى أسرتي فتاة من الأقارب تزوجتها آملا فى أن أجد فيها زوجة تعوضني عن زوجتي الراحلة وأما بديلة للطفلين المحرومين , فكشفت لى التجربة عن خيبة أمل كبيرة فيها , وعانيت من عصبيتها وثورتها على أطفالي واهتمامها الزائد بنفسها وإهمالها وسوء تدبيرها , فلم أطق استمرار الحياة معها وانتهت التجربة بالانفصال دون إنجاب وعدت لحياة الوحدة من جديد . 

وعشت عاما آخر وحيدا عانيت خلاله الكثير , وحدثتني شقيقتي عن فتاة جميلة ورقيقة عمرها 22 سنة من أسرة طيبة تعرفت عليها منذ فترة وعرضت على أن أتقدم إليها , فتشككت فى أن تقبلني مثل هذه الفتاة الصغيرة ومثيلاتها يحلمن عادة بشاب لم يسبق له الزواج وخال من الأعباء العائلية , لكن شقيقتي ألحت على في أن ازور معها أسرة الفتاة زيارة تعارف عادية ..

وزرتها فعلا ورأيت الفتاة فزادني جمالها شكا فى قبولها لى , ومع ذلك تقدمت إليها بتشجيع من شقيقتي , وجاء الرد بالموافقة بشرط أن ترى الطفلين أولا قبل أن تبدى رأيها النهائي .. واصطحبت الطفلين إلى زيارتها وأنا أتهيب لحظة اللقاء التي قد تنتهي بالرفض , لكن الله قد شاء لى عكس ما توقعت وتعاطفت الفتاة مع الطفلين وأثارا عطفها .. كما استراح إليها الطفلان من الوهلة الأولى .. فتمت الخطبة على الفور .

ولم تطل فترة الخطبة على 32 يوما فقط وتم الزواج , وكنت أتصور أن فتاتي ستطلب كما هو متوقع أن ابعد طفلي عن البيت خلال الأيام الأولى من الزواج لتستمتع بفترة شهر العسل كأي عروس بلا أعباء عائلية , ففاجأتني برغبتها فى أن يبقى الطفلان فى البيت وان تستمر حياتهما عادية لكيلا يشعرا بأي تغيير فى ظروفهما , ومضت حياتنا سعيدة ..

ولاحظت بامتنان شديد حنوها على الطفلين واهتمامها بهما اهتماما يفوق فى كثير من الأحيان اهتمامها بى ولفت نظرها إلى ذلك فأجابتني بأن الطفلين يحتاجان إلى رعاية مضاعفة حتى لا يشعرا بغياب أمهما الحقيقية , وازداد احترامي وامتناني لها . ولكنى مع مرور الأيام بدأت وأعترف لك بذلك ألاحظ على نفسي أشياء غريبة .!.

فلقد بدأت أحس فجأة بحنين عجيب إلى زوجتي الأولى وأتذكر أيامي الجميلة معها .. وابحث عن صورها وأطيل النظر إليها .. ووجدتني فى بعض الأحيان لا أطيق وجود زوجتي الحالية معي فى البيت ..

رائج :   الاعتراف ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

وفى أحيان أخرى أتعامل معها بمنتهى الرقة واللطف . ومع تقلباتي هذه بدأت أثور عليها لأتفه الأسباب , ولاحظت أنها تفاجأ بهياجي فتقف صامتة ولا ترد على ثورتي إلا بالدموع , ثم اهدأ وأعود لطبيعتي بعد قليل فلا تعاتبني ولا تلومني على انفعالي السابق عليها وتمضى حياتنا معا كما كانت من قبل .. ثم تطور التغيير الذى طرأ على تجاهها تطورا اشد , فبدأت أتصيد لها الأخطاء لأحاسبها عليها ..

بل وأكاد انصب لها شباك الخطأ لتقع فيه وأحاسبها عليه .. ولا تتعجب من صراحتي فأنا فى حاجة لمواجهة نفسي بهذه الحقائق قبل أن أواجهك بها فقد كان من نتائج ذلك أن تطورت الأمور بيننا تطورا خطيرا خلال فترة قصيرة فمددت يدي عليها بالضرب حين سألتني ذات يوم عن سبب تأخري فى الخارج .. وتكررت واقعة الضرب بعد ذلك مرارا وفى كل مرة يكون رد فعلها هو البكاء الصامت والاعتزال لفترة قصيرة , ثم تعود الحياة بيننا لطبيعتها ..

إلى أن حدث ذات يوم أن زارتنا شقيقة زوجتي الراحلة مع زوجها لتطمئن على الطفلين , فرحبت بها زوجتي بحرارة , وسألتها كثيرا عن شقيقتها الراحلة , لكى تعرف عنها كما قالت معلومات ضرورية تحكيها للطفلين عنها حين يسألانها , ثم طلبت منها بعض صور زوجتي الراحلة , وفسرت ذلك بأن الطفلين لابد أن يعرفا جيدا أمهما الراحلة , وان يحتفظا بصور أمهما حتى لا ينسيانها على مر الزمن , وناقشتها فى هذا الأمر بعد انتهاء الزيارة ولم اقتنع بمبرراتها بل وجدت فى طلبها هذا برودا فى المشاعر تجاهي , لان البديهي هو أن تغار الزوجة الجديدة من الزوجة الراحلة ..

ومعنى طلبها لهذه الصور والمعلومات لكى تقصها على أولادي أنها لا تغار على كزوج ولا تشعرني بغيرتها على , وثرت عليها وثارت هى أيضا , وكانت أول مرة تنفجر فيها معي على هذا النحو , وتطور النقاش بيننا تطورا مؤسفا فمددت يدي عليها بالضرب مرة أخرى وضربتها بشدة . وأعترف لك بأني لم أكن فى وعيي حين فعلت ذلك , ولكن هذا ما حدث على أية حال , وبعده طلبت زوجتي مغادرة البيت والعودة إلى بيت أبيها , ووافقت على ذلك .

وبعد مغادرتها لنا شعرت بالندم لمضايقتي لها , وذهبت إليها فى بيت أبيها بعد أسبوع لكى أعيدها نادما إلى بيت الزوجية , فرفضت حتى مقابلتي ورجعت من عندها اجر أذيال الخيبة . وتدخل الأهل والأقارب بيننا وذهب إليها أكثر من رسول للتوسط وإعادة المياه إلى مجاريها بيننا فرفضت الصلح والعودة , ومازالت تقيم فى بيت أبيها منذ شهرين كاملين وترفض أن تقابلني وتلتقي بى وجها لوجه . وقد تسألني فى النهاية ..

ماذا أريد منك ؟ فأجيبك بأنها تقرأ لك بانتظام وتعجب بآرائك وأريدك أن تكون وسيط خير بيننا , فأنا فى حاجة إليها ولم اشعر أنى أحبها كل هذا الحب إلا بعد غيابها عن البيت , فأرجوك أن تكتب لها وتبلغها ندمى على كل ما فعلت معها , كما أرجوك ألا تلومني فقد عذبت نفسي بما فيه الكفاية على ما فعلته بهذا الملاك الذى أهداني الله إياه وأهداه لطفلي وأشكرك على سعة صدرك والسلام .

ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :

الجملة المبتورة التى اختتمت بها رسالتك لها بقية ناقصة لا يستقيم المعنى بدونها .. ولن تكون صادقا مع نفسك ما لم تستدركها وتكمل نقصها , فتقول فى الختام : وأرجو ألا تلومني فقد عذبت نفسي بما فيه الكفاية على ما فعلته بهذا الملاك الذى أهداني الله إياه وأهداه لطفلي ..

رائج :   من سلسلة (روايات مصرية للجيب) || الرجل الذي راى الغد

فجحدت هديته وأسأت إليها وتنكرت لها وأهنتها وضربتها ولم اعرف لها قدرها وفضلها على وعلى طفلي وأثرها فى حياتي وحياتهما إلا بعد أن نفذ صبرها ويئست من أن أعاملها معاملة كريمة وعادلة , فهجرتني ورفضت العودة إلى سابق عطائها السخي لى ولطفلي وسابق تسامحها الطويل معى . 

هذه هى بقية الجملة المبتورة .. إذا أردت حقا وصدقا أن تواجه نفسك بالحقيقة المجردة بلا مداراة وبلا خداع للنفس أو تهرب من الواقع .. فمواجهة النفس بالحقيقة هى الخطوة الأولى دائما لأي إصلاح يرتجى منها , أما تجاهل الحقائق والدوران حولها فلا يثمر سوى خداع النفس والآخرين , واستمرار الأخطاء بلا نهاية أو بلا أمل فى الإصلاح او الاستفادة من دروسها.. ويخيل إلي يا سيدي أن سر ما لاحظته على نفسك من تغير وتقلب فى المشاعر تجاه زوجتك إنما يرجع غالبا إلى ان كلا منكما بدأ مشروع زواجه بالآخر بدوافع مشروعة لكنها متباينة بعض الشئ , ولا لوم على احد إلا على المبالغة فيها فقط .

فأما أنت فلقد بدأته وأنت تريد من زوجتك الشابة الجميلة الصغيرة التى كانت تستطيع كما تقول : أن تحلم بشاب خالي من الأعباء العائلية , أن تكون نهرا متعدد الروافد تصب كل روافده فى بحيرتك , فتكون مع طفليك ملاكا ذا أجنحة يرفرف فوقهما ويعوضهما عن فقدهما لامهما , وتكون على الناحية الأخرى ربة أسرة مثالية .. وشريكة حياة طيبة وزوجة عاشقة تتدله فى حبك وتغار عليك من (( نسمة الجنوب )) كما يقول الشاعر . 

وحين كشفت لك تجربة الزواج والحياة معها أنها أم عطوف لطفليك المحرومين أكثر منها زوجة عاشقة مدلهة فى حبك .. تشكيت من اهتمامها الزائد بطفليك بدلا من أن تحمده لها .. وبدأت تشعر بالحنين لزوجتك الراحلة وتتضاربت مشاعرك اتجاهها ..

فساعة تراها أما رؤوم لطفليك حلت لك مشكلة حياتك الأساسية , فضلا عن أنها زوجة طيبة وجميلة فى ظل ظروف مثل هذا الزواج التقليدي وفى ظروفك فترضى عنها وتشكر ربك عليها , وساعة أخرى تلمس اختلاف عطائها العاطفي لك عن عطاء زوجتك الراحلة نسبيا فتنسى لها كل فضائلها ودورها فى حياة طفليك ولا تتذكر إلا نفسك وذاتيتك فتضيق بها .

وما بين الرضا عن دورها النبيل فى حياة طفليك وما بين السخط على تحفظ عطائها العاطفي لك , اضطربت مشاعرك تجاهها وكثرت ثوراتك الانفعالية عليها وتطورت الأمور بك إلى الأسوأ فتكرر اعتداؤك بالضرب عليها.. ومشكلتك انك تريد منها كل شئ وفى نفس اللحظة وبالحد الأقصى من الأشياء ولا تتوقف لكى تسأل نفسك لحظة : وما هو المقابل العظيم الذى أقدمه لها والذي يبرر لى طلب كل ذلك وتوقعه منها على الوجه الأمثل ؟ 

أو متى اكتملت لأحد أسباب الرضا الكامل عن كل شئ فى حياته وبالحد الأقصى من الأشياء ؟ لقد كان يكفيك أن ترضى منها بدورها كأم حنون فى حياة أطفالك وبدورها كزوجة متسامحة معك إلى أقصى حد حتى وان كانت فاترة المشاعر تجاهك بعض الشئ إلى ان تجدل الأيام خيوط الحب بينكما على مر الزمن .. أو تتآلف أنت مع حقيقة أنها ليست زوجتك الراحلة ولا يمكن ان تكون نسخة منها . 

لقد تحدثت عن دوافعك للارتباط بها .. ولم أتحدث بعد عن دوافعها هى للارتباط بك , والتى أدى بعض التباين بينها إلى هذه الأزمة بينكما . 

لقد فهمت من رسالتك أنها لم تنجب منك بالرغم من أنها فى سن الإنجاب . وإذا صح تقديري فإنني أتصور أنها من ذلك النوع من النساء الذى يمكن ان تطلق عليهن عبارة ( أمهات لم يلدن أبدا ) والفتيات والسيدات من هذا النوع يحملن فى أعماقهن إحساسا طاغيا بالأمومة الدافقة سواء أنجبن أو لم ينجبن ولهذا فهن يفضن عطفا ورحمة على الأطفال الصغار ويتلهفن على ممارسة الأمومة الحبيسة داخلهن بكل الوسائل المتاحة . 

رائج :   الديكتاتورية .. نماذج من الطغاه (الجزء 2)

وأكاد أتصور أن زوجتك رحبت بك من البداية أملا فى إشباع أمومتها الفياضة ولهذا اشترطت لقبولك ان ترى طفليك أولا وكانت نتيجة الرؤية ايجابية فتآلفت الأرواح من اللحظات الأولى . 

لقد تعجبت لخلافك الأخير معها الذى أدى لهجرها لك فأصدق تعبير يمكن ان يوصف به انه ( أسوأ جزاء  لخير عطاء ) .. فلقد تعاملت زوجتك مع مسؤوليتها عن طفليك بأمانة ورقى فى التفكير والفهم يستحقان الإشادة والتقدير لا الخلاف والاعتداء , لقد رأت من واجبها الإنساني تجاههما الا يخلطا فى مخيلتهما بينها وبين أمهما الحقيقية وان من حقهما أن يعرفا كل شئ عنها حتى لا ينسياها . 

وهذا أسلوب فى التربية شائع فى الغرب ويقضى بمواجهة الصغار بحقائق الحياة مهما كانت مؤلمة بدلا من تجميلها أو تخفيفها أو إخفائها عنهم لكى يعتادوا على الحياة بها منذ الصغر كما يألف الإنسان عاهته ويتعايش معها لان لا بديل لذلك وهو أسلوب يرى فى هذه المواجهة عونا للصغار على ان ينشأوا أكثر صلابة وقوة نفسية على مواجهة أعاصير الحياة ,

والحق أنى أعجب كيف اهتدت زوجتك التى لم تحدثني عن نوع دراستها إلى تفضيل هذا الأسلوب الواقعي في التربية! وهو مخالف للعاطفي الشائع لدينا في هذا الشأن مع أضراره التربوية النفسية لكنه علي أية حال وسواء كانت قد فعلت ذلك عن وعي واختيار او عن إحساس فطري بأنه الاصوب , فلقد اختارت الأمثل والأفضل والأكثر تحقيقا لمصلحه طفليك علي المدى البعيد نفسيا وتربويا ، فضلا عن انه أيضا الاختيار غير ((الأناني)) من جانبها ذلك أن من تقدم عطائها لطفليك قد تفضل في كثير من الأحيان أن تمحو من ذاكره الصغار كل اثر لأي أم أخرى سواها .

فماذا كان رد فعلك لكل ذلك.. وكيف تعاملت مع هذا الاختيار الإنساني النبيل ؟ لقد ناقشته معها من ناحية واحده فقط هي الناحية ((الذاتية)) الشخصية التي تخصك أنت وتخص علاقتك بها بغض النظر عن مصلحه طفليك ، فاعتبرت تصرفها برودا في العاطفة تجاهك و جحودا في المشاعر يعكس عدم غيرتها عليك من ذكري زوجتك الراحلة! وانفعلت عليها فانفجرت فيك لأول مره واعتديت عليها بالضرب بشده فهجرتك ورفضت العودة إليك فماذا تريدني أن أقول لها بعد كل ذلك يا صديقي ؟!

إنني أريد أن أقول لك أنت الكثير والكثير وان أذكرك بأنه رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه .. وأدرك حقيقة ظروفه وأوضاعه فلم يحمل الآخرين رهقا ولم يطالبهم بكثير, فإذا كنت قد استوعبت دروس تجربتك وأخطائك حقا فلسوف ينعكس ذلك عليك في ندم حقيقي صادق علي ما بدر منك في حق زوجتك.

وإذا جاز لي أن أخاطب زوجتك في شئ فإنما افعل ذلك فقط من اجل الطفلين البريئين الذين حرمتهم الأقدار من أمهم فحرمهم أبوهم بسوء أفعاله من رحمة السماء بهما ولن أطالبها سوى بشئ واحد هو أن تعطيك الفرصة العادلة لمقابلتها وإبداء اسفك واعتذارك لها ولكى تلمس هى بحسها مدى صدقك فى ندمك وتقرر لحياتها معك ما تراه على ضوء اقتناعها بصدق هذا الندم وبصدق رغبتك فى ان تبدأ معها صفحة جديدة خالية من الأخطاء 

وأرجو أن تستجيب لرجائي لها بمقابلتك إكراما لهذين الطفلين , وشكرا لها إن فعلت .

من أرشيف جريدة الأهرام

 نشرت سنة 1988

Related Articles