فن الادارة ..

من الديون إلى عالم المليارات .. كيف حققت “يوديمي” النجاح؟

حين يتذكر “إرين بالي” و”جاجان بياني” و”أوكتاي كاجلار” حالهم قبل 10 سنوات حينما قاموا بإطلاق موقع يوديمي “Udemy” للتعليم الإلكتروني، لن يصدقوا بالطبع ما وصلت إليه الأمور اليوم!

ففي 2020، حصل “Udemy” على استثمار جديد بقيمة 50 مليون دولار، وذلك نتيجة لما حققه من نجاح وتمكنه من الوصول إلى أكثر من 50 مليون طالب “بخلاف الشركات” وذلك عبر تقديم أكثر من 125 ألف كورس تعليمي مختلف يقوم بتدريسها 57 ألف محاضر بأكثر من 65 لغة مختلفة!

تفقد هذه الأرقام المذهلة تجبرنا على الوقوف للحظة حتى نفكر في الوصفة السحرية التي استخدمها هذا الثلاثي لتحويل “Udemy” من موقع مغمور وصلت ديونه إلى 30 ألف دولار إلى واحدة من بين أضخم منصات التعليم الالكتروني على مستوى العالم وأعلاها قيمة “تقدر قيمتها حاليًا بحوالي 2 مليار دولار”.

لا شك أن هذا الثلاثي يمتلك من الدروس الهامة التي استعانوا بها والتي نقدم لكم أبرز 5 منها:

1- عملك ليس عائقًا:

كثير من رواد الأعمال يعتقدون أن عملهم اليومي قد يكون عائقًا أمام افتتاحهم لمشروع ناجح، ما يدفعهم لتأجيل تلك الخطوة بصورة متكررة قد تدفعهم في النهاية للتخلي عن حلم ريادة الأعمال، في حالة “بالي” و”بياني” و”كاجلار” كان الوضع مختلفًا!

فكما يحكي “بياني”، كان الثلاثي من المهاجرين للولايات المتحدة، وبالتالي كان عليهم الحفاظ على وظائفهم الثابتة الممتدة من الساعة 10ص وحتى الـ7م وذلك ليضمنوا البقاء هناك وليحصلوا على الدخل الثابت الذي يمكنهم من الإنفاق على مشروعهم، على أن يعملوا عقب ذلك لما على المنصة حتى الرابعة فجرًا.

لم يعتقد مؤسسي “Udemy” حينها أن حاجتهم إلى وظائفهم الثابتة سوف يعوقهم عن تنفيذ مشروعهم رغم المجهود الكبير الذي كان يتطلبه منهم الأمر يوميًا، وتمكنوا في النهاية من تحقيق التوافق المطلوب وقيادة مشروعهم للنجاح عبر تمتعهم بالقدرة على تنظيم الوقت “أحد أهم صفات رائد الأعمال الناجح”.

رائج :   5 دروس في البيزنس ممكن نتعلمها من الفانتازي!

2- المثابرة:

خلال أشهر قليلة من إطلاقه، كانت الديون تتراكم على “Udemy” حتى وصلت إلى 30 ألف دولار، وبالتالي سعى الثلاثي بقوة للبحث عن مستثمر يمكنهم من تجاوز تلك الديون وتحقيق التوسع المطلوب، ولكن كان الجميع يرفض!

تعرض “بالي” و”بياني” و”كاجلار” للرفض من أكثر من 100 مستثمر مختلف بسبب ملف الديون الخاص بالمنصة، وبالتالي بدوا أنهم يدورون في حلقة مغلقة.

لكن هنا ظهرت المثابرة القائمة على الإيمان بالفكرة، حيث استمر الثلاثي في التطوير والبحث إلى أن وجدوا المستثمر الأمريكي “كيث رابيوس” والمستثمر الهندي نافال رافيكانت، واللذان لم يهتما كثيرًا بملف الديون أمام رؤيتهم لقدرة “Udemy” على النجاح.

3- كن جديدًا:

تمكنت “أوبر” من التحول لأكبر منصة للنقل رغم أنها لا تمتلك أي سيارة، فيما أصبحت منصة “Airbnb”، والذي تحول لأكبر منصة حجز غرف فنادق في العالم رغم أنه لا يمتلك أي غرفة، هذا تحديدًا كان الحال بالنسبة لـ”Udemy”.

فـ”Udemy” سعت لتقديم خدمة جديدة في عالم التعليم الإلكتروني عبر تركيزها على نوعين من الجمهور المستهدف “صانع المحتوى أو المحاضر والطالب”، فلعبت دور الوسيط بينهما، حيث تتيح للصانع فرصة رفع محاضراته عبر المنصة والتسويق لها بين الطلاب الذين يشتركون في ذلك الكورس بناءً على سعر معين يحدده المحاضر بنفسه “تحصل Udemy على نسبة من المبيعات”.

أما بالنسبة للطالب، فتوفر له المنصة القدرة على الوصول لأكبر قدر ممكن من المواد العلمية المقدمة من قبل عدد كبير من المحاضرين وبأكثر من لغة، كما تمكنه من الوصول لتلك المواد في الوقت والمكان والسعر الذي يتناسب معه “تبدأ أسعار دورات المنصة من 9$ فقط”، وهو ما مكنها في النهاية من تقديم خدمة تقليدية بصورة جديدة.

ما نتعلمه أن النجاح في عالم ريادة الأعمال لا يتوقف فقط على تقديم خدمة جديدة، ولكن قد يكون كل ما يتطلبه الأمر أن تقدم صورة جديدة لخدمة تقليدية وبشكل يمكنك من حل مشكلة جوهرية لجمهورك المستهدف “كما فعلت Udemy مع المحاضرين والطلاب”.

رائج :   اقفل الراوتر وافتحه .. 5 عبارات تدمر العلاقة بين الشركة و العميل

4- قدم دليل النجاح:

أدرك مؤسسو “Udemy” أنه للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الطلاب فإنهم بحاجة لإقناع صناع المحتوى الأكثر تأثيرًا على تصميم ورفع محتواهم العلمي المميز عبر المنصة، وهنا كانت تكمن المشكلة.

ففي الـ6 أشهر الأولى، دأب الثلاثي على محاولة إقناع صناع المحتوى بذلك دون جدوى، لأنهم ببساطة لم يجدوا العائد الجيد من القيام بذلك رفقة منصة ليس لها سمعة في السوق، وهنا ظهرت أهمية تقديم دليل النجاح!

تمثل هذا الدليل “أو ما يمكن أن نطلق عليه دليل الاستثمار المضمون أو القرار الشرائي الناجح” ببساطة في دورة قام الثلاثي بتصميمها بأنفسهم وباعوها لأكبر عدد ممكن من الشركات والقنوات التعليمية، لتتمكن في النهاية من تحقيق عائد وصل إلى 30 ألف دولار.

تم استخدام هذا الدليل في إقناع عدد كبير من صناع المحتوى والمحاضرين أصحاب التأثير بتصميم ورفع دوراتهم المختلفة عبر المنصة، وحتى تمكن “Udemy” من التطور تدريجيًا ليصبح اليوم عملاق التعليم الالكتروني.

في النهاية، رغم رحيل “بالي” و”بياني” و”كاجلار” عن إدارة المنصة الآن إلا أن مجهوداتهم والخطوات المنظمة التي اتبعوها تركت أكبر الأثر على عالم التعليم الإلكتروني ويمكن أن نقول إنها كانت المحرك الرئيسي في نقل يوديمي إلى عالم المليارات.

Related Articles