دين و دنيافكر و ثقافةقضايا وأراءوعي

أثر عقيدة ” الشجيعة ” الكروية فى عقائد المسلمين .

لم تعد تختلف الصراعات السياسة و الحزبية و العقائدية عن صراعات المشجعين المتخاصمين فى فرقهم المحبوبة . فعقيدة المشجع الكروى و سلوكياتهم , قفزت و علت على قدرات المنطق و سلوكيات الحوار و أخلاق التخاصم ..

و لعل أبرزها أن المشجع الكروى و لاحقاً ” السياسى ” و ” الإسلامى ” أو ” القومجى ” , ملزم بالرد نيابة عن الفريق الذى يتبعه أو الجماعة التى ينتمى لها أو يواليها أو يلتصق بها حتى لا يشعر بالوحدة , ليذود عنها .. فهو يرد على أى شئ و كل شئ , لا لشئ إلا إدمان الرد . لا دعوة لفريقة أو تأييداً لجماعته أو حتى دعاية لحزبه و لكن الرد لأجل الرد .

الرد لأجل الرد , المدفوع بالتعصب و الإلتصاق النفسى بالجماعة أو بالحزب و المدعم بالكبر لن تجعل منه أى شئ إلا مجرد تابع بهلول درويش لهذا الحزب أو تلك الجماعة .

رائج :   كأس العالم 1978 بالأرجنتين … الوجه القبيح لكرة القدم

فبكل تعليق أو رد نيابة عن الجماعة و التى لن تحتاج لردوده أو تعليقاته ( إن كانت على الحق و إن كانت تريد الإصلاح ) , فهو يزداد إلتصاقاُ بها نفسياً حتى يقطع على نفسه خط الرجعه أو العوده , فإن غرق الحزب أو ماتت الجماعة لحق بهم , و إن أخطأت برر لهم و فى النهاية , لن يكون إلا حانقاً ناقماً على الجماعات الأخرى و الأحزاب المنافسه , فهو لا يرى إلا نفسه و جماعته أو حزبه .

الكثير لديهم جريمة يرتكبونها فى حق أنفسهم و هى أن يقطعوا على نفسهم خط الرجعة و العودة , ففضلاً على أن عقولهم المسطحة البسيطة المشبعة بأن الجماعة و عقدة التبعية العمياء , لا تدرك هذه الجريمة التى يرتكبونها فى حق أنفسهم , فهى لا تدرك أيضاً أنه يتحول إلى عبد ذليل لكلماته التى تجره ذات اليمين و الشمال ليغرق فى وحل التبرير و الإنكار ليعمى نفسه بالنهاية عن الحق .

رائج :   المصنع الكبير .. رسالة من بريد الجمعة

وقد سُئل  المفكر الفرنسي برتراند راسل ذات مرّةً: هل أنت مستعد أن تموت دفاعاً عن أفكارك!؟

فقال:

لا.. أنا لست شهيداً ! وأنا غير مستعد للموت في سبيل أفكاري ! لأني ببساطة غير واثق من صحتها! “.

و لعل المشكلة الرئيسية هو الحاجة للإنتماء و التشجيع لهؤلاء البسطاء و عدم تربيتهم صغاراً على تحمل المسؤولية أفراداً , بل الرغبة فى الإنتماء لجماعة حتى لا يشعروا بالوحدة ثم تسليم عقولهم التى تتعب من التفكير و نفوسهم و السنتهم لتبرر حيناً و تنكر أحياناً .. ففى النهاية إنها مشكلة تربية نفسية سببها سطحية الأبوان لهؤلاء فضلاً عن تضخيم أمراض الشخصية العربية .

رائج :   أكبر السُفهـاء اللي حكموا مـصـر

فى النهاية , نذكركم أن الأمر ليس كمباريات كرة القدم التى لا عواقب لها خصوصاً بعد نقل هذه الأمراض و تطبيقها على العقيدة فالعواقب هنا ستتحملها وحدك .

” يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ” .

ويقول الله في كتابه الكريم ..

” إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ” 

التعصب لرأيك يأتي بك للنهاية

مقالات ذات صلة