قضايا وأراء

مصر || حملة اعتقالات بسبب كورونا : النقاش ممنوع !

– يوم الاتنين اللي فات بعد منتصف الليل تم القبض على الباحث عبده فايد من بيته في الهرم بالجيزة، ومن وقتها لحد النهاردة السبت مظهرش، 5 أيام من الاختفاء التام.

– والده المهندس أحمد فايد قال إن الأسرة متعرفش أي حاجة عنه من وقت قبض قوة الشرطة عليه، وإنهم يوم التلات أرسلوا تلغرافات للنائب العام ولوزير الداخلية للمطالبة بالكشف عن مصيره بدون استجابة.

– اللي حصل مع عبده جه بعد بوستات كتبها على فيس بوك بتنتقد اداء الحكومة في التعامل مع أزمة كورونا، وده في سياق حملة اعتقالات طالت أكتر من شخص لنفس السبب.

– الموضوع أخد صدى دولي، وكالة رويترز نشرت تقرير عن أطباء تعرضوا للاعتقال أو التهديد بنفس السبب، ووثقت القبض على 3 أطباء منهم طبيب العيون هاني بكر، اللي اتقبض عليه في 10 أبريل، ومحاميته قالت لرويترز ان السبب الوحيد انه كتب بوستات قبلها بتنتقد ارسال كمامات للصين وايطاليا بينما مصر فيها عجز.

– حملة الاعتقالات دي بتتزامن مع زيادة معدلات الاصابة خاصة في وسط الفريق الطبي، والمشاكل الكثير اللي بيشوفها أغلب المصريين في الحصول على مسحات أو أماكن في مستشفيات العزل، والشهادات والصور اللي ملت الفيسبوك عن وفاة أشخاص بسبب عدم وجود أماكن.

– كمان شفنا حملة إعلامية لتشويه أي انتقاد أو نقاش، ومنهم الأطباء اللي تم وصفهم بأنهم إخوان، ونفس الهجوم طال الدكتورة منى مينا رغم انها مسيحية برضه اتقال انها حليفة للإخوان.

– حملة التشويه دي تزامنت مع بمنشور للصفحة الرسمية للرئيس السيسي علي فيسبوك، واللي قال ضمنه:

“يحاول أعداء الوطن من المتربصين التشكيك فيما تقوم الدولة به من جهد وإنجاز “

والحقيقة بعيدا عن خطاب أعداء الوطن وقبل كدة أهل الشر اللي بيستخدمه الرئيس غالبا، اللي يهمنا هوا التطبيق اللي شايفينه بيتوجه ضد ناس مفيش أي دليل على تورطهم في عنف أو تخابر لكن بس بيقولوا رأيهم.

رائج :   الديكتاتورية .. نماذج من الطغاه (الجزء 1)

طيب هل من حق الناس تقول رأيها في وقت الطواريء؟

– شوفنا من خلال متابعتنا لأزمة كورونا في كل دول العالم إزاي الحكومات استفادت من النقد الشعبي ومن كلام الخبراء أكثر من مرة، سواء في حالة زي بريطانيا واللي تراجعت فيها الحكومة عن خطه ” مناعة القطيع ” بعد الغضب الشعبي، وكلام الخبراء أنه دا مكلف جدا في الأرواح.

– أو حتي في حالات تانية الاطباء وغيرهم من الفريق الطبي اعترضوا بشكل واضح وصريح علي خطط الحكومات دي، زي ما حصل في بلجيكا لما الفريق الطبي في أحد المستشفيات أدوا ظهرهم لموكب رئيسة الوزراء للاعتراض علي سياسات صحية سابقة منها خفض أجور الفريق الطبي.

– من حق أي حد سواء كان خبير أو غير خبير في الموضوع أنه يعبر عن رأيه، لأنها مسألة تمسنا كلنا، وطبيعي الأراء تكون مختلفة، وده اللي بيخلي طريقة استجابة الدول مختلفة، لانه كل دوله خبراءها بينصحوا بحاجات مختلفة، في دول شافت مثلا الغلق شبه الكامل للأنشطة الاقتصادية حل ونجحت، وفي دول شافت العكس باشتراطات معينة. في دول طورت بروتوكولات علاج وتحاليل مختلفة عن دول تانية.

– حتي في مصر، آراء وتصريحات المسئولين الحكوميين المختلفين بينها اختلاف، مثلا وزيرة الصحة كانت قالت أنه ذروة الوباء هتكون في نهاية مارس وبداية أبريل، رئيس اللجنة العلمية لوزارة الصحة كان بيقول أنه ذروة التفشي هتحصل 26 ابريل اللي فات، بعدها وزير التعليم العالي قال الذروة في 29 مايو، بعدها مستشار رئيس الجمهورية قال لا لسه كمان أسبوعين .. هل مثلا تم القبض علي حد منهم لأنه بينشر أخبار مغلوطة لما قال رأيه أو التقدير اللي وصلله فريقه؟

– أسئلة زي الإجراءات الاحترازية نزودها لأي مدى ولحد إمتى؟ وهل الوقاية اللي متقدمة للأطقم الطبية كفاية؟ وهل عدد المسحات كافي؟ وهل المستشفيات اتملت؟ ولو اتملت هنتصرف إزاي؟

دي كلها أسئلة ونقاشات حصلت في كل العالم، وبيطلع عنها معلومات وأرقام يومية مش بنشوفها في بلدنا، والدافع وراء الكلام ده هو مصلحة البلد والناس اللي عايشة فيها، محصلش إنه حكومة بتقبض على باحثين وعلى دكاترة عشان بيتكلموا في أمور زي دي.

– الحكومة والرئيس مش إله، ومش كل خطواتهم وقراراتهم صحيحة، ومعملوش إنجازات كبيرة زي ما قال الرئيس السيسي وبيتصور يعني إنه الانتقاد مؤامرة لهدمها، بل على العكس الحكومة والسلطة بتخفف إجراءات الحظر رغم إن أعداد الإصابات والوفيات بتزيد كل يوم رسمياً أو حتى الحالات اللي مبتروحش مستشفيات ومبتتسجلش، وبالتالي شيء منطقي جداً انتقاد الحكومة وأدائها في الموضوع ده اللي هيتوقف عليه هنعيش إحنا وأسرنا وأحبائنا ولا هيموت مننا ناس بسبب السياسات دي!

– ده غير إنه الأصل في العالم هوا ان الحكومات بتخضع بعدين لمحاسبات سياسية انتخابية، مش مجرد ان الناس تقول كلمتين، وفي كل العالم بقى فيه توقعات ان الرئيس الفلاني أو حكومة كذا هتكسب الانتخابات وتواصل الحكم عشان نجحت، وحكومة كذا هتخسر الانتخابات وتخسر مكانها عشان فشلت.

– مش معقول ان كل المشاكل أول حل ليها ان محدش يتكلم عنها، ان اللي يتكلم يتسجن، والصحافة تتصادر، الطريقة دي ممكن تسكت الأصوات فعلا لكنها مش بتحل أي مشاكل.

– نتنمني الإفراج بأسرع وقت عن عبده فايد وكل السجناء السياسيين، وأن السلطة تغير من طريقة تعاملها مع أزمة كورونا، ونشوف مشاركة وتواصل مع الخبراء ونقابة الأطباء والباحثين والأحزاب ومن غيرهم من المهتمين بالملف، زي الخطوة الإيجابية جدا اللي حصلت بتواصل رئيس الوزراء مع نقيب الأطباء، دي طريقة اللي عايز يبني ويصلح، لأنه لو ده فعلا “وقت التكاتف ” زي ما قال الرئيس فالبالتأكيد التكاتف دا يعني الحوار والتواصل بين أبناء المجتمع مش التهديد والتخويف والقبض على الناس المسالمة.

مقالات ذات صلة