“سوف نرى من منا سيتعب أولا: أنا أم ألكسندر !!!
عبارة كان ثمنها خسارة نصف مليون جندي ..
نابليون في موسكو
فكر نابليون في ضم روسيا بسياسة غبية فقد طلق زوجته جوزفين بعد 14 عاما من زواجه منها ليتزوج أخت القيصر الروسي ألكسندر الأول الذي خدع فيه ووافق اول الأمر !!!
لكن والدة القيصر الضاربة جذورها في التاريخ ..لم تكن غبية إلى هذا الحد فوقفت في و جه ذلك الزواج !!!
ارتأت أن نابليون مجرد طاغية وأنها لن تسمح لابنتها بالزواج منه. فصعق نابليون بالخبر..
بعد أربعة أشهر من ذلك تزوج نابليون من ماري لويس، ابنة الامبراطور النمساوي .
ثم ظهرت نواياه السيئة تجاه روسيا للجميع بعد ذلك !!
عبقرية نابليون العسكرية
يعجب الكثيرون بعبقرية نابليون العسكرية !!
للأسف هذا كلام يجب أن يكون محل نظر !
فلا يجب أن تقاس عبقرية القائد بالإنتصارات أو الهزائم في المعارك بل يجب أن تقاس بالنتائج النهائية التى انعكست على أمته و شعبه و علاقته مع الأمم الأخرى!!
و يجب أن تقاس أولا بأهداف هذه المعارك و لماذا أقدمت هذه الأمة على الدخول في فيها ؟!
فمثلا إذا كانت الأمة تدافع عن حق مشروع و تحارب مغتصب ذلك الحق فانهزمت فليس ذلك دليل على غباء قائدها و لا هو دليل على عبقرية أعدائه و إنما الغباء سيكون واضحا إذا خنع ذلك القائد و قعد عن قتال ذلك المغتصب بحجة الخوف على الأمة من الهزيمة .
كذلك إذا أقحم أمته فى معركة من أجل قيمة إنسانية كرفع الظلم عن أمة مجاورة أو نشر مبادئ إنسانية فقد يكون ذلك مقبولا منه بشرط حصول فائض لديه في امكانيات أمته .
على النقيض من ذلك إذا أقحم القائد أمته في معركة لمجرد أطماع أو طموحات شخصية لا تمليها ضرورة النهوض بالأمة أو تحسين أوضاعها فكيف نعد ذلك عبقرية منه حتى لو حقق بعض الإنتصارات ؟! وكيف الحال إذا لم يأخذ في الإعتبار إمكانيات أمته و إمكانيات احتفاظه بما سيحققه من مكاسب ؟!
لاشك تلك الأمة المهزومة التى اعتدى عليها و أخذها على حين غرة لن تلبث أن تستجمع قواها و تعيد الكرة حتى تثأر منه و تسترد ما اغتصبه !!
غزو روسيا
في مايو 1812، كان نابليون قد جهز نصف مليون جندي لغزو روسيا و السيطرة عليها .
في يونيو أطلق نابليون هجومه على روسيا.
كان يتوقع معركة سريعة على الحدود يجبر فيها ألكسندر على المجيء ل يقبل يده و يتسول السلام … على أن يعود إلى الوطن فرنسا قبل نهاية الصيف …
ولكن جيش ألكسندر لم يكن هناك !!
فقد انقسم إلى مجموعتين وأخذت تعملان على تفادي مواجهة نابليون .
تابع نابليون مسيرته متعجلا المعركة الحاسمة..
ولكن الجنرال الروسي باركلى ديتولي رفض القتال واستدرج الفرنسيين عميقا إلى داخل روسيا !!!
اقترب نابليون من موسكو .. فكانت تنتظره مفاجأة !!
في يوم 7 سبتمبر دارت معركة “بورودينو” الرهيبة بين قوات الجيش الروسي الإمبراطوري وقوات نابليون بونابرت الغازية .
كان كوتوزوف القائد العام الروسي وبضغط من القيصر ألكسندر الأول…
كان قد قرر إعاقة الجيش الفرنسي، ومنعه من الدخول إلى موسكو بسهولة ومن دون معركة.
نتائج معركة موسكو
انتهت المعركة الدموية بخسائر فادحة في كلا الطرفين..
- فقد الجيش الروسي نحو 40 ألف جندي، و42 جنرالا بين قتيل وجريح،
- فيما قتل 30 ألف جندي فرنسي إضافة إلى 49 من كبار الضباط.
- بالكاد انتصر نابليون و دخل موسكو على جثث الآلاف من جنوده !!!
- لكن الروس كانوا قد أفرغوا مدينتهم من كل شئ ثم أحرقوها على نابليون و جنوده !!!
وقد كتب نابليون ” تحولت موسكو إلى بحر من النار، وقد كان النظر من شرفة الكريلمين يذكرني بنيرون، الذي حرق روما، ولكنني لا أشبهه، فعندما وقعت عيناي على هذا المشهد نزف قلبي”.
جلس نابليون فى موسكو يرتعد من البرد منتظرا من القيصر أن يأتى إليه مذعنا فيقبل بكل شروطه مقابل السلام و الإنسحاب من موسكو …
لكن القيصر تأخر طويلا … كاد نابليون أن يهلك …
أرسل إليه يدعوه إلى السلام لكن القيصر رفض قائلا لاحاجة لى للتفاوض معك ولا القتال !!! سأتركك لبرد شتائنا فهو كفيل بقتل غرورك !!!!
فشل خطة روسيا وهزيمة ساحقة
لقد أبادت خطة روسيا الجيش الفرنسي و حطمت معنوياته بكل ما تحمله الكلمة من معنى
كان استمرار البقاء بموسكو أمراً غير مجدٍ، والمضي قدماً كان أمراً مخيفاً كذلك بالنسبة للفرنسيين.
بدأ الثلج يتساقط من سماء موسكو، وأراد نابليون أن يتوجه إلى مدينة سانت بطرسبورج حيث يقيم القيصر الروسي، ولكن جنراله نصحه بألا يفعل ذلك، فالمسافة بعيدة جداً..
وبعدها قرر نابليون مغادرة موسكو، فلا يمكن انتظار موافقة القيصر على التحالف أكثر من ذلك.
وتوجه الفرنسي بونابرت إلى الأماكن الأكثر دفئاً جنوب غرب روسيا، ولكن القوات الروسية لم تتركه يرحل هكذا في سلام، وقام الجيش الروسي بمهاجمة نابليون سعياً للانتقام، وقد أغلق الشتاء الروسي طريق العودة إلى فرنسا.
استمر جيش ألكساندر في طعن الفرنسيين والتخلص منهم واحدًا تلو الأخر،
وفي هذا الوقت تمكن بونابرت من الهروب إلى نهر بريزينا، تتبعته القوات الروسية وقامت بتدمير الجسر الوحيد الذي يعبر هذا النهر !!!
قد يهمك: حقائق لا تعرفها من قبل: نابليون بونابرت بطل من ورق وحقيقة تأمره مع اليهود
الخروج من المصيدة
أحرق بونابرت جميع ما لديه من أوراق شخصية خوفًا من الوقوع في الأسر، وفجأة فكر في رسم خطة جريئة، وهي وضع جسرين على النهر لينقذ كل جيشه. وأمر ماتبقى من الجنود ببناء الجسرين من الخشب .!!!
تنبه الروس إليهم، وأخذوا يقصفون الجسرين بالنيران، اختل النظام وتراكم الرجال فوق بعضهم البعض لعبور النهر، سقط الجسران مرتين ثم أُعيد بناؤهما !!!
ووقع الآلاف في المياه الباردة وغرقوا، ويقال أن الجثث المجمدة سدت نهر بريزينا لعدة أسابيع!!!!
. ولكن تم إنقاذ خمسة وعشرين ألف جندي !!!!!!!
نجا نابليون من بريزينا وخرج من المصيدة الروسية، لكن مشاكله لم تنتهي بعد !!!
وصلت أنباء من باريس عن محاولة انقلاب لإسقاط الإمبراطور نابليون !!!!
نصحه الجنرالات بالتوجه فورًا إلى فرنسا، فانطلق في رحلة تسعمائة ميل إلى باريس، كان يعلم بأهمية وصوله إلى هناك قبل أن تُشاع في أوروبا أنباء عن هزيمته النكراء في روسيا .
فقد يستغرق الأمر أربعة أشهر قبل أن يتمكن الجنود من فتح طريق العودة إلى فرنسا عبر روسيا .
تكبدت فرنسا ثمنًا باهظًا لاعتقاد نابليون بأنه يستطيع غزو روسيا، وقد اعترف بذلك فيما بعد فقال:
لقد خُذلت وخذلت نفسي.
شكلت الحملة الروسية الفاشلة بداية النهاية لنابليون، وتحطم حلمه في أن يصبح إمبراطورًا على أوروبا الموحدة .
أما القيصر الروسي ألكسندر الذي لم يعد صديقه فقد هاجم فرنسا ودمر إمبراطورية نابليون المزعومة !!!