قضايا وأراءوعي

عندما يتحدث الأسطورة العلامة عمرو خالد عن ميكانيكا الكم !!

عايز أعلق على شوية من المفاجآت الخطييييوة اللي كشف عنها عمرو خالد في الفيديو بتاعه عن ميكانيكا الكم بتوضح كم هو أفاق ومدلس ومزور وجاهل تمامًا بما يتكلم فيه، مجرد مقدمة بس للرد الكامل اللي هوضح فيه كل حاجة بالتفصيل الممل. 

نبدأ بحاجة في الأول خالص، عمرو خالد بيقول إن تعريف ميكانيكا الكم هو إن الضوء بيعتلي بعضه ويتزاوج ويخلف لنا موجات ضوء صغيرة تمشي في طابور منتظم أنعم من جلد Amy Adams وماكس بلانك دلوقتي ندمان إنه وصل للنظرية عشان سوء إستخدامها من أطفال روسيا عشان بيوجهوها على الطيارات مما اضطر السلطات الروسية لتغيير مسارات لمراوغة مكائد وألاعيب الشياطين الصغيرة. طاب ايه رأيكو نستشير اللي عملوا النظرية بذات نفسهم ونعرف إيه تعريفها وايه مدى توافقه واتساقه مع ما قاله الدُمية عمرو خالد؟ (كل حاجة ترجمتها أسفلها.

Quantum mechanics, science dealing with the behaviour of matter and light on the atomic and subatomic scale. It attempts to describe and account for the properties of molecules and atoms and their constituents—electrons, protons, neutrons, and other more esoteric particles such as quarks and gluons. These properties include the interactions of the particles with one another and with electromagnetic radiation (i.e., light, X-rays, and gamma rays).

“ميكانيكا الكم، علم يتعامل مع سلوك المادة والضوء على مستوى الذرات وما هو أصغر منها. تحاول وصف وتفسير خصائص الجزيئات والذرات ومكوناتها (الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات، والجسيمات الأكثر غموضـًا مثل الكواركات والجلوونات) وهذه الخصائص تتضمن تفاعلات الجسيمات مع بعضها البعض ومع الإشعاع الكهرومغناطيسي (والذي هو الضوء المرئي وإشعة إكس وإشعة جاما، إلخ)”

Quantum mechanics (QM; also known as quantum physics or quantum theory), including quantum field theory, is a fundamental theory in physics which describes nature at the smallest scales of energy levels of atoms and subatomic particles.

“ميكانيكا الكَم (أيضـًا تــُعرف بفيزياء الكم أو نظرية الكم،) شاملة نظرية الحقل الكمومي، هي نظرية رئيسية في الفيزياء تصف أصغر الأشياء في الطبيعة وأصغر مستويات الطاقة للذرات وما دونها.”

فين بقى إن نظرية الكم معناها الضوء يركب على بعضه ويقوي بعضه ونتيجة لتقويته لبعضه يظهر في مكانين في نفس الوقت عشان كدا لما انت بتتكلم ع الواتساب كلامك بيظهر عندك وعند اللي بتكلمه في نفس الوقت والأي عجينة في السربنتينة اللي كان بيقولها دي؟ 

ننتقل لنقطة بعدها برضو بتوضح مدى الجهل الصارخ والمزكم للأنوف المؤدي للسكتة القلبية اللي بيتمتع بيه هذا الكائن وإن الأمانة أو حتى أبسط بحث في أي موضوع بيتكلم فيه لا يمكن رؤيتهم بأي وسيلة على قائمة إهتمامته. بيقول إن ذكر الآية للكواكب على إنها أشياء مضيئة (كوكب دري) دا في حد ذاته إعجاز علمي، لأن منين الرسول هيعرف إن الكواكب مضيئة مع إن الأصل في الكواكب العتمة؟”

رائج :   الحرب العالمية الثانية .. الجزء السابع || التراجع جنوبا

بيحاول يصور لك إنك تصف الكوكب بالمضيء أو المنير في القرن السابع الميلادي دا على إنه إعجاز وحاجة غريبة جدًا، في حين إن دا أصلًا بالظبط الوصف اللي تتوقعه من أي واحد عايش وقتها. أي حد عنده ذرة دراية بتاريخ علم الفلك هيعرف إن الناس زمان كانت بتوصف دايمًا الكواكب بالضوء الشديد وكانت في الحقيقة النجوم العادية بتسمى “النجوم الثابتة” fixed stars

بينما الكواكب كان بيتم وصفها بعبارة “النجوم المتحركة” wandering stars ودا بالظبط هو أصل كلمة planet في اللغة الإنجليزية وهو من الوصف اللاتيني asteres planetai، كلمة asteres يعني “النجوم” وplanetai يعني “طوافة” أو “جواله” لأن الكواكب كانت بتتغير مواقعها في السماء بينما النجوم كانت “ثابتة” (واللي بعد ما العلم تقدم اكتشفنا إنه كان وهم ناتج عن قصور فهمنا وأدواتنا وأنها في الحقيقة برضو بتتحرك.)

بمعنى إن النجوم والكواكب مكانش فيه تفرقة في وصفهم وحتى كانوا الكلمتين ممكن يستخدموا بشكل متبادل في بعض اللغات (ومنها العربي) ودا للسبب البديهي جدًا إن الكواكب بتظهر من الأرض إنها مضيئة زي النجوم بالظبط (على سبيل المثال، دا شكل المشترى والزهرة كما يبدو من كوكب الأرض:

ودا شكل كوكب الأرض وقمره كما يظهروا من المريخ

 لأنها ضوء الشمس بيقع عليها وبتعكسه زي ماحنا بنشوف القمر منير وهو جسم معتم بالظبط، وزي ما أصلًا، أي طفل عنده 3 سنين هيعرف، إننا كنا عمرنا ما هنعرف بوجود الكواكب إلا لولا كونها مضيئة، لأنها لو كانت معتمة مكانش هيبقى عندنا a f*ckin’ clue عن مكانها أو ماهيتها لأننا مكناش هنشوفها أصلًا وفكرة إنها معتمة دي وتفصيص الأشياء من بعضها وايه المعتم وبيعكس ضوء وايه المضيء بذاته معرفنهاش غير بعد كدا بكتير، يعني العكس التام لما يدعيه الزنيــم عمـــوو خـالد! اللي مش مصدق إن كلمة كواكب ونجوم كانوا بيستخدموا في العربي بشكل متبادل ومترداف يبص هنا

بعيدًا عن العلم وتاريخه، ما تيجوا نلقي نظرة على كلام الصحابة نفسهم في تفسير الآية؟

دا جزء من كلام ابن عباس عن الآية وتحديدًا في كلمة “كوكب دري..”

” ثم وصف الزجاجة فقال: الزجاجة كأنها كوكب دري.. أي شديد الإنارة، نسب إلى الدر في صفائه وحسنه،****** وإن كان الكوكب أكثر ضوءا من الدر ****** لكنه يفضل الكواكب بضيائه.. يوقد من شجرة مباركة زيتونة، أي: من زيت شجرة مباركة.”

رائج :   ابتعدوا عن أطباء مصر وفتشوا عن أسباب فشلكم اولا

ايه دا؟ ابن عباس كمان كان بيجي له وحي ولا ايه؟ والمليون تفسير لنفس الآية اللي من نفس الوقت إللي كلهم بيذكروا معلومة الكوكب المضيء على إنها حقيقة بديهية جدًا ومعروفة جدًا وبطليموس اللي قبل الكلام دا بألف سنة، وحضارات ما بين النهرين والفراعنة اللي قبل بطليموس بأكتر من 2000 سنة كل دول كان بيجي لهم وحي؟ سبحان الله! عرفوا منين الناس دي ان الكواكب مضيئة مع إن الأصل فيها العتمة؟ ما أصل يا إما كل الناس دي كانت أنبياء يا إما عمــرو خالــد كائن كسكسي أجهل من دابة مصابة بالـmicrocephaly لا يفقه أبسط شيء فيما يتحدث عنه. Your call. 

نيجي لنقطة تالتة. في الفيديو بتاعه، اللي بيقول فيها إن مفيش غير حاجتين بس عالكوكب اللي بينوروا بطريقة الليزر، النباتات (اللي بتصدر ضوء فلوريسنتي قوي،) وزيت الزيتون، وفي نفس الجملة بيقول إن اللمبة العادية في البيت مش تابعة لنظرية الكم ومش بتنور بنفس الكيفية بتاعت النبات والليزر.

طبعًا زي باقي الكلام، الحقيقة هي العكس التام لما قال. اللمبة في بيتك وطريقة إصدار النبات للضوء الفلورسنتي اللي بيتكلموا عنه هم اللي في الحقيقة متشابهين لدرجة التطابق، والليزر هو اللي ملوش أي علاقة بيهم تمامًا، وهندخل في دا بالتفصيل في البوست التاني الشامل. يعني من أكتر الأشياء المضحكة ان كلمة “فلوريسنتي” دي كانت منطبقة على لمبة المنزل قبل ما تنطبق على النبات بكتير

وأصلًا وصف إضاءة النبات بالفلوريسنتية منمذجة على نموذج إضاءة اللمبة المنزلية اللي جالنا سندوتش كبدة حمضان دلوقتي متنكر في هيئة بشرية بيدعي إن ملهمش علاقة ببعض. ودا لأن كلمة “فلوريسنتي” معناها العام أو البسيط هو إنها شيء بيمتص موجات ضوئية قصيرة الطول (غير مرئية للعين البشرية) ويعيد إخراجها على موجات طويلة (في المدى اللي العين البشرية بتقدر تشوفه) ودا بالظبط نفس اللي بيحصل في اللمبة بتاعتك.

لما بتشغل اللمبة، الدائرة الكهربائية بتسخن أجزاء أسمها الـelectrodes أو الأقطاب الكهربائية مما بدوره يجعلها تصدر إلكترونات تنزل في الأنابيب الزجاجية للمبة. اللمبة مليئة بغاز الزئبق ولما الإلكترونات الصادرة من الـelectrodes بتصطدم بالذرات وتثير الإلكترونات الموجودة فيها (تثير بمعنى تجعلها تقفز لمدارات أعلى من الطبيعية بتاعتها في الذرة) ولكن الإلكترونات سرعان ما تفقد تلك الطاقة الزائدة وتعود تاني لمستواها الطبيعي، الإلكترونات بتفقد الطاقة دي على شكل حاجة أسمها أشعة فوق بنفسجية ودي العين البشرية لا تراها،

رائج :   10 ​طرق يستخدمها الإعلام للتأثير على عقول الشعوب

يعني ممكن تقعد جنب اللمبة مليون سنة ولا ترى نقطة ضوء خارجة منها إلا بسبب خدعة بسيطة وماهرة جدًا وهي أن زجاج اللمبة مغلف بمواد كيميائية بيضاء اللون تسمى phosphors (غير عنصر الفسفور) ودي بتمتص الإشعة فوق البنفسجية وتعيد إصدارها على هيئة ضوء مرئي، ولذلك اللمبة بتسمى فلورسنتية، يعني بتحول الموجات ذو الطول غير المرئي لطول نستطيع رؤيته أو بمعنى أدق بتمتص طول موجي وتصدره على شكل طول موجي تاني وهو نفسه سبب تسمية الضوء اللي المدلس بيتكلم عنه بالضوء الفلوريسنتي، مش لأنه شبيه بالليزر ولا الهبل دا، بل على العكس التام من كلامه وبالظبط لأنه شبيه باللمبة أو مشترك معها في آلية العمل (وشبيه بالضوء اللي بتصدره حشرات زي الـfireflies وغيرها.)

دا دليل آخر بسيط ومباشر جدًا على هطله من نفس المقالة اللي بيتكلم عنها بتاعت ناسا، اللي هتك عرضها، على إن الإضاءة النباتية دي مش حاجة خاصة بالنبات وزيت الزيتون والهبل دا نهائيًا.

“The same mechanism that makes plants fluoresce causes a range of everyday objects — ground-up plant leaves, white shirts, jellyfish, and even blood and urine — to glow intensely under black light.”

“نفس الآلية التي تجعل النبات يضيء فلوريسنتيــًا، هي ما يجعل العديد من الأشياء في الحياة اليومية، مثل الأوراق النباتية المطحونة، أو القمصان البيضاء، أو القناديل، وحتى الدماء والبول تتوهج بشدة تحت الضوء الأسود.”

بالنسبة بقى لنقطة ان زيت الزيتون بيضيء بنفس طريقة الليزر، فدي حاجة منحطة ورديئة حتى بمقاييس عخ (عمــوو خـــالد) نفسه، ودي معجزة أنا مكنتش متخيل حدوثها إنها يقدر يتفوق (أو بمعنى أصح يتدنى) على نفسه، حاجة كدا من كتر سخافتها وهبلها مينفعش تكرمها برد. بالنسبة بقى لفكرة إن زيت الزيتون هو الزيت الوحيد اللي بيضيء فلورسنتيًا، فالمعلومة دي صحيحة فعلًا، بس معلش هنضيف للزيوت اللي بتحمل الخاصية دي زيت الزيتون، ومعلش والنبي زيت الخروع، وكذلك زيت السمسم، ومعهم زيت البندق، وفوقيهم زيت عباد الشمس، ومجاتش يعني على زيت فول الصويا، وهناخد في ايدينا البترول بجميع أنواع مشتقاته، وجميع الزيوت اللي خلقها ربنا بس وكدا يبقى تمام!

في الحقيقة من معروف إن جميع الزيوت ممكن تضيء فلوريسنتيًا لدرجة إن فيه حاجة كاملة أسمها fluorimetry of oils يعني قياس تدرجات و درجات وأنواع الإضاءة الفلوريسنتية في الزيوت لتمييز أنواع الزيوت من بعضها كما موضح هنا. .. ممكن تبقى أكــذب وأدلــس وأجــهل من كدا ايه تاني طيب؟

مقالات ذات صلة