قضايا وأراءوعي

الحقيقة المرة .. دور الجيش المصري (العسكر) في السيطرة على مفاصل الدولة

الحقيقة المرة .. اللى الجيش المصري (العسكر) بيعمله دلوقتى هو إنه بيسيطر على كل شرايين الحياة فى الدولة المصرية .. و بينتشر زى السرطان فى بطء و هدوء .. و الهدف إنه بعد فترة يسرطن كل أجهزة و مفاصل البلد و هيبقي إستئصاله شبه مستحيل و ممكن يؤدى لدمار البلد حرفيا.

و عشان يوصل لده فهو ماشي فى طريقين على التوازى , أولا بيعمل عملية إحلال و تبديل لكل الكيانات المدنية فى الدولة و يستبدلها بأخرى عسكرية , يعنى مثلا :

رجال الأعمال بيضيق عليهم و كتير منهم صفى أعماله بالفعل و اللى قدر هرب فلوسه خارج مصر , و الباقى أشهروا إفلاسهم .. و الجيش بقي من حقه قانونا يؤسس شركات خاصة أو بشراكة مع كيانات مصرية أو أجنبية 

مئات المصانع فى مختلف المجالات قفلت بالفعل .. و فى الوقت نفسه مصانع الجيش بتحل محلها و بيصنعوا كل حاجة من أول منتجات الألبان للصلصة و المكرونة و مصانع أكتوبر بتصنع حلل و أدوات مطبخ و مزارع دواجن و لحوم و مخابز و خلافه.

رائج :   التربية الجنسية من الميلاد إلى الزواج ( اهم الاخطاء التى لا ننتبه لها فى بيوتنا )

أغلب الشغل فى البلد بيقوم بيه الجيش لأن أسعارهم لا تقبل المنافسة بسبب إن تكلفة العمالة عندهم صفر و العساكر شغالين بالسخرة , غير إنهم معفيين من الضرايب و بالتالى كل المناقصات بترسي عليهم.. فى البداية بدءوا بشغل المقاولات و بعدها توسعوا فى أغلب المجالات و كان آخرها مناقصات المطاعم للمدن الجامعية.

و ثانيا بيُحكِموا قبضتهم على كل مفاصل الدولة عن طريق عدة إستراتيجيات و منها :

– تعيين مديرين و مستشارين عسكريين فى كل مؤسسات الدولة , و عسكرة المحافظين و رؤساء الأحياء و المحليات .

– بيعطشوا السوق من السلع الأساسية و بعدين يتدخلوا فى صورة المنقذ و يحتكروا توريد أو بيع منتج حيوى لا – يمكن الإستغناء عنه زى لبن الأطفال مثلا .. و بعدها يرفعوا سعره .

– يحطوا شروط تعجيزية لإستيراد منتج معين , أو يوقفوا إصدار تصريحات لمؤسسات خدمية و بعدها يقدموا هم البديل .. زى ما عملوا فى موضوع التكييفات و الترويج لتكييف جالانز للجيش , و وقفوا تصريحات المدارس الدولية وفتحوا بعدها مدارس بدر الدولية التابعة للجيش

رائج :   الديكتاتور روبرت موجابى … ديكتاتور مخبول بيحترم نفسه ..

– و أخيرا أنهم يتحكموا فى شرايين الحياة الأساسيةزى التموين مثلا و توزيعه اللى أُسند للجيش من حوالى أسبوعين .. و أصبحوا مسؤولين عن منظومة الخبز .. و توريد الأدوية لكتير من المؤسسات و المستشفيات و منعوا إستيرادها إلا من خلال الجيش .

و النتيجة النهائية هى إنهم فى خلال ثلاث سنوات قضوا على أغلب الشركات و المصانع و المؤسسات اللى فى البلد , مع تدمير إقتصادها و فى نفس الوقت نموا إقتصادهم بشكل رهيب لأن الجيش له ميزانية منفصلة عن ميزانية الدولة .. و أصبحوا المتحكمين فى رقاب الناس و توزيع أقواتهم و علاجهم ..

اللى هم بيعملوه دلوقتى إنهم بيرسخوا الخوف فى نفوس الناس من سقوط الانقلاب .. حتى الرافضين لوجودهم أو الكارهين لهم أو اللى طحنهم الجوع و الفقر هيكونوا فى حالة رعب من أى بديل .. و هيبقي السؤال مش لو الجيش رجع لثكناته مين هيتولى الحكم ؟

رائج :   تطورات ملف سد النهضة .. تعنت أثيوبي الجديد وخيارات مصرية

لا.. هيبقي مين هيدير مؤسسات الدولة و مين هيشغل المصانع و على مانلاقى البديل ولادنا هتموت لأن مافيش لبن أطفال و أهالينا هتموت من نقص الدواء .. و مش هنلاقى عيش و لا تموين ..و الفوضى هتعم فعلا لأن مافيش أى مؤسسات أو كيانات مدنية تشيل البلد و هتبقي ثورة جياع و الناس هتاكل بعض و سيناريو سوريا و العراق هيكون شديد التفاؤل..

كل يوم بيستمر فيه الانقلاب بينتشر سرطانهم فى جسد مصر و بيمص دمها وهييجي يوم هيبقي سقوط الانقلاب و بقاؤه سواء لان مش هيتبقي من مصر شيء نحارب عشانه أو نسعى لإنقاذه ..

بقلم: شهرزاد المصرى

مقالات ذات صلة