النجاح مش إنك تكون نسخة من حد بس لما تعرف غيرك نجح ليه ده اللي هيعرفك الطريق الصح اللي يوصلك لهدفك، وكمدير أو صاحب شركة أو رائد أعمال فنجاح شركتك مش لازم يجي بعد فشل، لأن في خيار أصعب هو إنك تستلمها ناجحة وتبتكر أساليب تضاعف من قيمتها وده اللي عمله جاك ويلش المدير التنفيذي السابق لشركة جنرال الكتريك.
جاك ويلش اتولد في نوفمبر1935، أبوه كان بيشتغل في السكك الحديدية في بوسطن وأمه كانت ربة منزل وكان الابن الوحيد ليهم، ويلش من صغره وهو عنده فطرة القيادة والإدارة، ففي خلال فترات الصيف كان ممكن يشتغل في بيع الجرايد والأحذية أو مساعد للاعبين الجولف.
في مرحلة الثانوية ويلش كان رياضي موهوب وممارسة الرياضة كانت لها أثر كبير عليه خرج منها بدروس عظيمة أهمها إن “لو مكنتش عارف ازاي هتخسر، فعمرك ما هتعرف ازاي هتكسب”، ويلش في مرحلة الجامعة اتخصص في مجال الهندسة الكيميائية وأخد بكالوريوس العلوم سنة 1957 من جامعة ماساتشوستس وبعدها خد الماجستير والدكتوراه من جامعة الينوي سنة 1960، وفي نفس السنة رجع ماساتشوستس مرة تانية عشان يستلم منصبه في شركة جنرال الكتريك كمهندس كيميائي مبتدئ في قسم مواد البلاستيك ، ومن هنا كانت بداية جاك ويلش مع واحدة من أكبر شركات العالم.
وظيفة ويلش الأولى كانت ممكن تبقى الأخيرة في الشركة، لأنه بعد سنة اشتغل فيها بكل جهد وتفاني توقع إنه يحصل على علاوة لكن اللي حصل عليه كان أقل من المتوقع، وبسبب شعوره بعدم التقدير قرر ويلش الرحيل ولكن أقنعه “روبين جيتوف” بالبقاء وده كان ساعتها مدير تنفيذي في جنرال الكتريك، وبالرغم من بقاء ويلش إلا أنه مغيرش فكرته عن إدارة جنرال الكتريك واللي كان شايفها إنها غير مستجيبة وضعيفة، وهي دي بالظبط النقطة اللي هيقعد ويلش يحارب فيها على مدار الأربعين سنة الجاية خلال فترة عمله في الشركة.
سنة 1968 وفي خلال 8 سنوات بس قدر “ويلش” إنه يكون مدير قسم البلاستيك في شركة جنرال الكتريك بالكامل وبفضل فكره في التسويق و المبيعات بقى استخدام البلاستيك شائع استخدامه عند المستهلكين، ويلش فضل يتحرك بسرعة بين المناصب القيادية في الشركة فقام بقيادة القسم الكيمائي والمعدني بداية من 1971 ولمدة عامين، وبعدين أصبح المسئول الأول عن التخطيط الاستراتيجي لأعمال تقدر بأكتر من 2 مليار دولار من سنة 1973 وحتى 1977، وبعدين وصل إنه يكون مدير قطاع قسم المنتجات الاستهلاكية واللي كانت أعماله بتقدر بقيمة 4.2 مليار دولار واستمر في المنصب ده لغاية سنة 1981.
وتعتبر سنة 1981 هي السنة الفارقة في حياة جاك ويلش، في السنة دي وبفضل أدائه المبهر والمكاسب اللي قدر يحققها، قدر يتفوق على ستة غيره كانوا مرشحين لتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة بعد ” ريجنالد جونز” وبكده بقي أصغر رئيس مجلس إدارة ورئيس تنفيذي لشركة جنرال إلكتريك وكان عمره 45 سنة بس.
جنرال الكتريك لما تولاها ويلش مكنتش شركة فاشلة بالعكس كانت شركة ضخمة ومتفرعة لأكتر من 350 شركة في صناعات مختلفة وقيمتها بتساوي أكتر من 12 مليار دولار، ويلش مكنش عنده خطة يمشي عليها عشان يعيد تنظيم جنرال الكتريك ولكن كانت عنده رؤية للشكل اللي عايز الشركة تكون عليه وشايف انها ممكن تكون أفضل من كده بكتير ومن هنا بدأت رحلته في أنه يكون “مدير القرن”.
في خلال شهور قليلة بس قدر ويلش إنه يغير من شكل وتركيز الشركة بالكامل، فعمل معيار قدر يتخلص بيه من أهم سبب كان مخلي إدارة الشركة دايما ضعيفة وغير مستجيبة وهو تفرع الشركة لاكتر من350 مجال، فاحتفظ بالشركات اللي بتحتل المرتبة الأولى أو التانية في مجالها فقط، أما بقية الشركات تم تفكيك خطوط إنتاجها بالكامل أو بيعها.
وفي حربه ضد نظم الإدارة القديمة كان بيفضل ويلش الاستغناء عن فكرة الاجتماعات وكان بيدي صلاحية أكبر للمديرين في المستويات الأقل في إنهم يقدموا حلول فورية من غير ما يرجعوا لمرؤوسيهم والنظام ده زود من سرعة الاستجابة لأي ظرف أو مشكله ممكن تحصل.
وبسبب الموقف اللي حصل في أول سنة في شغله مع جنرال الكتريك كان ويلش مقتنع إن أفضل الموظفين لازم يتم مكافئاتهم دايما، ومن هنا أنشئ نظام لمراجعة الأداء سماه ” Rank and Yank”عشان يقدر يعرف أفضل 20% من الموظفين ويمنحهم مكافآت، أما الــ 10% من الموظفين اللي في القاع كان بيطردهم أو بيستبدلهم وبالرغم من إن البعض كان بيعتبره قاسي بسبب سياسة الطرد للموظفين، إلا أنه بفضل استراتيجيته دي قدر يعظم ويزود من إيرادات الشركة عبر السنين.