نزل السلطان من المركب وراح يبحث في السوق عن حجرة الصبر ومفتاح الفرج ، وعاد بهما معه إلى السفينة فتحركت عائدة بهم إلى بلادهم، ولما وصل السلطان إلى قصره راح يوزع على أهل بيته هداياه ، وأعطى لك واحد ما طلبه ، واعطى وسيلة طلبها حجرة الصبر ومفتاح الفرج ، ففرحت بهما وأخذت تدق الحجرة بالمفتاح وهي تردد:
– حجرة الصبر و مفتاح الفرج.
قالت ذلك ، فأنشق الجدار وخرج منه ابنها الأول وجلس بجانبها ، وأخذت تدق الحجرة بالمفتاح وتردد:
– حجرة الصبر ومفتاح الفرج.
فأنشق الجدار وخرج منه ابنها الثاني وجلس جنب اخيه .
فدقت الحجرة بالمفتاح مرة ثالثة.
– حجرة الصبر و مفتاح الفرج .
أنشق الجدار وخرج منه ابنها الثالث وجلس بجانب اخويه ، وعندما شاهد العفريت وسيلة وهي جالسة مع ابنائها سقط ميتا بجانبهم ففرحت وسيلة بذلك وأيقنت أن ما كتب لها وخرجت تبحث عنه قد تحقق… فجلست مع أبنائها تحادثهم وتداعبهم وهم يلعبون حواليها فسمع السلطان صوت حركة وحديث يدور في الغرفة التي سجنت وسيلة فيها فاستغرب ذلك وقال لزوجته:
– اسمع صوت حديث وحركة عند السجينة.
فقالت له تحرضه:
– السجينة معها أصحاب تختلي بهم في سجنها
صدقها السلطان وأخذ السيف واتجه نحو الغرفة التي سجن فيها وسيلة ، فشاهدها جالسة مع ثلاثة أطفال ، فتعجب من ذلك وبقي يرقبهم وقد هدأ غضبه فقال له وسيلة :
– هؤلاء أبنائي.
وأشارت إلى العفريت الميت وأردفت.
– وهذا العفريت الذي كان يختطفهم.
فرح السلطان بذلك فأخرج وسيلة من زنزانتها وحمل أبناءه وطلعوا إلى القصر حيث تجمعت الحاشية حولهم وتعرفت أم السلطان وشقيقاته على الاطفال وتذكرت اختفائهم عقب مولدهم.
حاول السلطان أن ينعم ويرفه على وسيلة ويضفي كرمه وعطفه عليها ليكفر عن ما بدر منه ، وليخفف من وقع حياة السجن على نفسها ، ورغب لها الحياة في القصر معه إلا أنها قالت له:
– لم أفارق أهلي وأبي السلطان وأترك بلدي واسيح في أرض الله حتى جئت إلى هنا لأبحث عن زوج ، وإنما فارقت أهلي وتركت بلدي أبحث عن ما كتب لي وقدر عليّ ، والحمد لله وجدت ذلك وسأعود إلى أهلي لأخبر أبي أن ما كتب عليّ تحقق.
قالت له ذلك وسردت عليه قصتها وما جرى لها منذ بدأت تتعرف على نفسها مع الطائر والعفريت وخروجها تبحث عن مكتوبها ، فحزن السلطان عليها وتألم لما عمله معها فزاد تعلقه بها. ولما رأى أنه لا يقدر على ارغامها على البقاء عنده قرر أن يهجر سلطته ويرافقها إلى بلادها ليعيش معها هناك فلم تمانع او تعترض وذهبا معا عائدين الى بلادها وكلما مروا على بلاد من تلك التي مرت بها شاهد المسجد الذي عمرته وقرأ إسمها عليه إلى أن وصلت بلادها وقابلت أباها ففرح لها ورحب بزوجها وعاشوا جميعا في سعادة وهناء