فكر و ثقافةفن الادارة ..

5 دروس في البيزنس ممكن نتعلمها من الفانتازي!

“جووووول… تاني جول لمحمد صلاح النهاردة، ربنا يكرمه ويجيب الهاتريك عشان يزود نقطي في الفانتازي”.

مفيش دلوقتي تقريبًا متابع للدوري الإنجليزي في مصر ميعرفش يعني إيه “فانتازي”، لإن وفقًا للإحصائيات ففي أكتر من 600 ألف مصري بيشاركو فيها كل موسم من إجمالي 7 مليون لاعب على مستوى العالم!

إيه الفانتازي ده؟!

اللعبة دي قايمة على إنك تكون فريق من اللعيبة بالشكل اللي بيتناسب مع ميزانيتك “100 مليون في بداية كل موسم” وعلى أساس أداء اللعيبة دي في الحقيقة بتجمع نقط ترفعلك من ترتيبك، وكل ما جمعت نقط أكتر كل ما زادت فرصك في المكسب.

من واقع إن بقالي سنتين بلعب اللعبة دي، اكتشفت إني إتعلمت من وراها أكتر من درس في البيزنس بصورة غير مباشرة، فانتازي ودروس في البيزنس؟! إزاي يعني؟! ده اللي هجاوبلك عليه في اللي جاي:

1- إدرس لعيبتك:

لو محمد صلاح هيلاعب ساوثهامبتون في الجولة الجاية ممكن متخدش بالك من جزئية إن أرقامه “أهدافه وأسيستاته” عالية قصاد الفرقة دي، وبالتالي متشتريهوش أو تبيعه لو عندك عشان تجيب لاعب جاب نقط أعلى منه الجولة اللي فاتت، أما لو عرفت فممكن تشتريه وتكبتنه وهوب فجأة تلاقيه جابلك جونين وخاد Bonus وزود نقطك 32 نقطة!

الفانتازي قائم في جزء كبير منه على التوقعات، وبالتالي كل ما دراستك للعيبتك كانت دقيقة كل ما زادت إمكانية تحقق التوقع ده، نفس الحال في عالم البيزنس، لإن كل ما دراستك للسوق كانت دقيقة كل ما درجة فهمك ليه زادت وبالتالي هتقدر تتوقع إذا كان منتجك هينجح في السوق ده ولا لا، وتحدد مستهدف مبيعاتك بشكل سليم.

رائج :   2018 .. البيزنس رايح على فين؟ Business-2018

2- تلعب عالمضمون ولا تـRisk ؟!

سيرجيو أجويرو وكيفين دي بروين، إتنين من أبرز نجوم مانشستر سيتي، لكن رغم التقارب الكبير في مستواهم ففي كذا عامل بيخليهم مختلفين عن بعض، إزاي؟!

عندك مثلًا جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، اللي معروف بإسم “عدو الفانتازي”، لإنه معندوش تشكيلة ثابتة بيعتمد عليها طول الموسم، يعني ممكن “أجويرو” يبقى بيلعب في ماتش ويجيب “هاتريك” ونشوفه قاعد على الدكة الماتش اللي بعده أو حتى مُصاب ومش هيلعب الشهر اللي جاي كله… في حين إن “دي بروين” ممكن نشوفه كل ماتش وبيقدم مستوى ثابت، وبالتالي بيضمن لأي حد فرص أعلى في إنه يجيب نقط ثابتة كل جولة.

الموضوع مشابه لاختيارك للموظفين بتوعك، لو عندك إتنين موظفين، واحد بيقدم أداء ثابت طول السنة وبيحقق التارجت المطلوب منه وساعات أكتر “دي بروين” والتاني ممكن يكون أشطر وأكثر إبداعًا ولكن أداءه متذبذب ومستواه ممكن يكون فوق الممتاز في شهر ويحقق 3 أضعاف التارجت لكن الشهرين اللي بعده متشوفش منه حاجة لأسباب مختلفة “أجويرو”.

في رواد أعمال بيفضلوا النوع الأول الثابت وغيرهم بيفضل النوع التاني وإنهم يحتفظوا بالمواهب على اعتبار إن طفرات الإنجاز بتاعتهم هتغطي على فترات التراجع، إنت كمدير، تحب تلعب على المضمون “دي بروين” ولا تـRisk “أجويرو”؟!

رائج :   إزاي تعمل براند (Brand) ؟ كيف تصنع علامتك التجارية (ج3)

3- إتكيف مع المتغيرات:

من ضمن مُسلمات “الفانتازي” إنك مستحيل تكمل بنفس لعيبة الفريق اللي عملته في بداية الموسم، ليه؟! لإن فيه اللي ممكن مستواه يقل واللي ممكن يكون مقطع الدنيا في فترة وبعدين يقلب بطة بلدي بقية الموسم واللي ممكن أداءه يكون ثابت وكويس ولكن يتصاب ويغيب لأخر الموسم، وفي برده اللي تضمن إنه هيفضل مكملك بنفس الأداء والمستوى… قدرتك على التكيف مع المتغيرات اللي بيمر بيها فريقك طول الموسم بيضمنلك تحقق نقط أعلى.

في البيزنس، أي سوق فيه منافسة بتتغير فيه حاجات كتير طول الوقت، سواء كانت التغيرات دي داخلية أو خارجية، عشان كده لازم يكون عندك دايمًا القابلية للتكيف، وبحيث تقدر تاخد القرارات الجذرية السليمة “تبيع اللاعب ده أو تغير تشكيلتك كلها لو اضطرتك الظروف لكده” عشان تفضل دايمًا بتنافس وبتحقق الأرباح اللي عاوزها مهما كانت طبيعة التغيرات!

4- المخاطرة المحسوبة:

كلنا فاكرين لما ليفربول اشترى محمد صلاح من روما ورجعه الدوري الإنجليزي تاني… هل “صلاح” اللي راح تشيلسي زي “صلاح” اللي راح ليفربول؟! أكيد لأ، ليه؟! لإن لما راح تشيلسي كان جاي من الدوري السويسري الضعيف وكمان كان في أكتر من لاعب في مركزه وبالتالي فرصته في المشاركة كانت قليلة وكان قرار شراؤه في “الفانتازي” ساعتها هيكون مخاطرة كبيرة… لكن “صلاح” روما كان حاجة تانية، لإنه كان نجم الفرقة والدوري الإيطالي وكمان كان ليه مكان في تشكيل ليفربول وعنده الحافز إنه يقدم مستوى أحسن من التجربة اللي فاتت، ف اللي اشتراه من أول الموسم ساعتها لعبها صح خاصة مع المستوى الأسطوري اللي قدمه ساعتها.

في البيزنس، ساعات كتير بنخاطر عشان نوصل بالبيزنس بتاعنا لأعلى درجات النمو والتطور والانتشار، وبالتالي الأرباح تزيد، لكن كل ما كانت المخاطرة دي محسوبة صح كل ما زادت فرص نجاحها وكمان بتقل الأضرار الناجمة عن فشلها.

رائج :   الديكتاتورية .. نماذج من الطغاه (الجزء 6)

5- Business is Business:

من ضمن طرائف الفانتازي اللي مريت بيها إني رغم كوني بشجع ليفربول ولكن كنت بدعي ربنا إن “دي بروين” يجيب جونين ويعمل أسيستين فيهم في مباراة الدور التاني من الموسم اللي فات، لإنه كان موجود في تشكيلتي.

في البيزنس، ساعات كتير بتضطرك الظروف ترمي العاطفة دي في الزبالة وتشتغل بعقلك بس عشان تقدر تحقق الأرباح اللي عاوزها، حتى لو كنت مثلًا هتضطر إنك تفض الشراكة مع شريكك اللي بتاكلوا عيش وملح سوا بقالكو أكتر من 10 سنين!

مقالات ذات صلة