من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)
قرأت رسالة النظرات الطويلة للسيدة الشابة التي أحبت زميلا لها في الكلية ورفضه والدها بإصرار أكثر من مرة لظروفه المادية حتي يئس من فتاته, وتركها, وسلمت هي بأقدارها وتزوجت رجلا تتوافر فيه المواصفات المطلوبة من حيث الثراء, والأسرة الكبيرة فعانت الويلات من بخله وتقتيره الشديد عليها,
كما تخلي عن أبيها في أزمته المالية الطارئة وطلقت منه, والتقي والدها بعد ذلك بالشاب الذي رفضه مرتين وعيره بفقره فإذا به مدير فرع البنك الذي ذهب إليه باحثا عن حل لأزمته المالية .. وإذا بالرجل يقف إلي جواره بشهامة ويخدمه, ويعلم منه أنه قد تزوج وأنجب ثم ماتت زوجته, وبعد حين تطالبه ابنته المطلقة بأن يعرضها عليه إذا كان مازال راغبا فيها ويفعل الأب فيرحب الرجل ويتزوج حبيبته التي حرم منها 14 عاما وتجد معه السعادة التي افتقدتها في زواجها الأول
وأريد أن أروي لك قصتي وأطلب منك مشورتك فيها فأنا شابة نشأت في أسرة متوسطة بين أبوين وأخوين وأختين, وكان أبي يسافر للعمل في الخارج بصفة شبه دائمة, فيعمل في إحدي الدول العربية بضع سنوات, ثم يرجع ليستقر بيننا عاما ويرجع للسفر مرة أخري, ولهذا كانت أمي بالنسبة لنا بمثابة الأب والأم في معظم الأحيان, وكافحت لتربيتنا أفضل تربية ولكن لأنها كانت غالبا هي المسئولة وحدها عن الأسرة فقد كانت دائما جافة المشاعر ولا تحسن التعبير عنها بالكلمات, لكن ذلك لم ينل من حبنا لها..
ونشأنا علي طاعتها ومحاولة استرضائها دائما حتي ولو لم نكن مقتنعين ببعض مواقفها, وكنت أنا بالذات أكثر أخوتي طاعة لها وامتثالا لأوامرها.. كما كنت أيضا أكثرهم تفوقا في الدراسة حتي التحقت بإحدي الكليات في حين حصل أخواي علي دبلومات متوسطة, وكان يقيم معنا في الدور الأخير من العمارة التي نقطنها فتي يعيش وحيدا مع جدته لانفصال أبويه قبل أن يولد, فارتبطت به عاطفيا واستمرت علاقتنا سبع سنوات لا يعلم بها أحد سوي أهله,
ثم اكتشف شقيقي الأكبر الأمر بالمصادفة وأبلغ أمي فهبت العاصفة علي حياتنا الهادئة وراحت بكل الوسائل تحاول إرغامي علي ترك هذا الفتي بدعوي أنه أقل منا اجتماعيا وحاصل علي شهادة متوسطة, مع أن ظروفنا المادية والاجتماعية مقاربة جدا لظروفه, وحاولت إقناعها بكل الحيل بألا تقف في طريقنا, بالحوار, وبالرجاء, وبالامتناع عن الطعام والشراب ذات مرة لمدة4 أيام ..
ومرة أخري لمدة عشرة أيام حتي كدت أهلك, دون أن يرق قلبها أو يلين, وطلبها فتاي ليحاول إقناعها بنفسه فسبته بأفظع الشتائم ولم يرد عليها سوي بكلمة شكرا, وأخيرا خيرتني بين أن أبقي مع أسرتي وأبتعد عنه, أو أذهب إليه وأبتعد عن أسرتي, فاخترت أهلي وتجرعت المرارة والقهر وتركت فتاي وأنا أحبه وهو يحبني وخلال فترة الانفصال التي لم تطل عمليا لفترة كبيرة لم تكف أمي عن سب هذا الفتي وسب أهله بصوت عال في العمارة.. دون أن يرد عليها هو أو أهله,
ولم تكتف بذلك وإنما راحت تذيع عنه بين الأقارب كل ما يؤدي إلي الإساءة لسمعته وصورته, وكان كل ذنبه أنه كغيره من الشباب كانت له بعض الهنات قبل أن يرتبط بي ويلتزم بي, ثم رجع أبي من البلد العربي بعد انتهاء عمله هناك ليقيم بيننا بصفة نهائية وكانت مكافأة نهاية الخدمة صغيرة ومعاشه أصغر فاشتعلت المشاكل بينه وبين أمي بصفة مستمرة بسبب قلة النقود, ولم يكن أبي حتي هذا الوقت يعرف بقصتي, لكن شابا آخر لا تختلف ظروفه كثيرا عن ظروف فتاي تقدم لي وصممت أمي علي قبوله لكي أنسي به الآخر,
وصممت أنا علي الرفض, فعرف أبي القصة, ونجح في اقناع أمي بعدم ارغامي علي قبولي ذلك الشاب, ورضخت أمي في النهاية لكنها حرمتني من الخروج وأغلقت كل نوافذ الشقة وحجبت عنا الشمس والهواء حتي أصبت ببقع جلدية تشبه الحروق وشخصها الطبيب بأنها ارتكاريا, ومع استمرار شكواها مني لجيراننا اقترحت عليها أن تقابل فتاي وتختبره وتتفق معه علي الشروط التي ترضيها للزواج وتعطيه مهلة لتنفيذها فإذا حقق ذلك, فإنه يكون قد أثبت لها جدارته وإن فشل فلا لوم عليها في رفضه,
وقبلت ذلك بعد إلحاح شديد وجاء بالفعل وطالبته بشقة تمليك وأن يؤثثها بكل الأثاث والأجهزة لأنها كما قالت لن تشتري لي شيئا علي أن يتم كل ذلك خلال شهرين, فرجاها أن تكون المهلة لمدة سنة فوافقت بشرط ألا يكون هناك أي اتصال بيننا خلال هذه الفترة وكانت الشروط قاسية بالفعل..
وحاولت استمالة أبي إلي تأييدي والتعاطف معي بدلا من الوقوف ضدي كما كان يفعل فرجوته أن يقابل هذا الفتي ويحكم عليه بعد اللقاء وتقابلنا معه ومعنا أختي الصغري, فشعر أبي بالارتياح له وذهب إلي أبيه في بيته وتعرف به وبأهله وفرحت بحب أبي لفتاي, ورجوته أن يوافق علي أن نغير شرط الشقة التمليك إلي شقة بالايجار فوافق واتفق مع والد فتاي علي أنه سيكون مستعدا لتزويجي لابنه حين يحصل علي الشقة, في حين توعدتني أمي بأنها لن توافق علي زواجنا حتي ولو حصل علي الشقة التمليك.
فلما لمست منها هذه النية المبيتة لم أجد مفرا من عقد قراني عليه, وبالفعل تم القران ولم يعلم به سوي أبي وأهل زوجي, وكان زوجي قد حصل علي شقة ايجار بالقانون الجديد فشعرت أمي بأن شيئا ما يجري في الخفاء فاستدعت بعض الأهل ليتدخلوا في الأمر وقالت لهم إنه خطفني وجاءوا وعرفوا بعقد قراننا .. وباركوا زواجنا.. وخوفا من الحرب التي تنتظرني مع أمي فقد غادرت بيت أسرتي لكي نعلن الزواج,
وأقام لي زوجي فرحا صغيرا وكان لابد أن نخرج من شقة جدته في نفس العمارة بملابس الزفاف لنركب سيارة الفرح الحزينة إلي الشقة الجديدة, وأرتديت فستان الزفاف في شقة جدة زوجي بدلا من شقتي وبدلا من أن أكون بين أفراد أسرتي وفي أحضان أمي, ونزلت السلم مع زوجي ونحن نسمع اللعنات والسباب وأقذع الشتائم.. وقبل أن ندخل السيارة أنهمرت فوقنا خيرات القمامة من أعلي فتناثرت فوقنا وفوق السيارة.. فلم أستطع أن أحبس دموعي وصعبت نفسي علي كثيرا.. وآلمني اصرار أمي علي أن تنكد علي حتي في يوم فرحتي التي انتظرتها سبع سنوات ..
وحاولت الاستجابة لمحاولات زوجي لاضحاكي واعتبار الموقف مثيرا للضحك بدلا من الدموع وذهبنا إلي الشقة الجديدة وعشنا فيها بضعة أشهر, لم تتوقف أمي خلالها عن سب زوجي وأهله علي مسمع من جدته أو من يزورها من أهله أو تسبه هو حين يرجع للاطمئنان علي جدته.. ولسوء الحظ فقد ارتفع ايجار الشقة بحيث أصبح زوجي لا يقدر علي الوفاء به فاضطررنا إلي تركها والعودة للاقامة مع جدة زوجي في نفس العمارة واتصلت بأمي عشرات المرات لكي تصفح عني فكانت تسبني في كل مرة وتغلق التليفون في وجهي.. وظلت علي اصرارها علي عدم الصفح عني ومصالحتي بالرغم من أنها قد عرفت أن زوجي إنسان طيب ويتقي الله في ويحبني وتحبني كل أسرته وتقدرني وتتمني أن يجيء اليوم الذي تعفو فيه أمي وترضي عني.
ومازالت أمي حتي الآن مصرة علي هذا الموقف القاسي مني ومن زوجي ومازالت تسبني وتسب زوجي وأهله لدي الأهل والجيران وتبصق علي الأرض إذا رأته أو رأت أحدا من أهله في الشارع أو في مدخل العمارة وتغلق باب شقتها في وجهه إذا تصادف مروره أمامها صاعدا أو نازلا, وذات مرة كنت أقف مع زوجي داخل العمارة فسقط علينا كيس من القمامة وعرفنا علي الفور من أين هبطت علينا هذه الهدية, وبالرغم من ذلك فإن زوجي لا يرد علي أمي أو أخوتي الذين يجارونها في الاساءة إليه ما عدا أختي التي تصغرني, ومازال زوجي يتحكم في أعصابه لكني أخشي أن ينفد صبره ذات يوم ويرد علي أخوتي ويقع شجار بينهم.. وتتعقد المشكلة أكثر فماذا أفعل يا سيدي لكي أنال رضاء أمي عني؟
انني والله العظيم أحبها ولا يمكن مهما فعلت أن أكرهها.. كما أحب اخوتي وعائلتي ولا أستطيع الاستغناء عنهم.. لكنهم لا يعطوننا الفرصة لكي يرونا.. ويعرفوا إذا كنا نستحق قبولهم لنا أم لا, فما هو المطلوب منا أو مني لكي تصفح الأم وترضي؟ هل المطلوب أن يضيع من العمر14 أو15 عاما مثلما حدث مع كاتبة رسالة النظرات الطويلة قبل أن تسعد بحياتها؟
أم المطلوب هو أن انفصل عن زوجي ويذهب كل منا إلي طريق ويتزوج من طرف آخر ويفشل في حياته معه وينفصل بعد عدة سنوات بعد أن يكون قد أنجب أطفالا ثم يبحث كل منا عن الآخر, وهنا فقط يرضي الأهل بارتباطنا ويباركون حياتنا؟
لقد أشعرني زوجي بعد الزواج بأنه أكثر طيبة مما كنت أظنه وجعلني أكمل تعليمي ويعاملني معاملة جيدة, وأنا سعيدة به ومعه فماذا تريد أمي لكي تقبل الصلح معي؟
ولكاتبة هــذه الرسـالة أقــــول (رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع) :
بالمثابرة والصبر يصبح ورق التوت حريرا, كما تقول لنا الحكمة القديمة. فواصلي محاولاتك لاسترضاء والدتك واستعادة ودها المفقود ولو تحملت في سبيل ذلك المزيد من الأذي.. واستعيني عليها بالأهل والأقارب وذوي الرحم وكل من يقدرون علي الحديث معها والتخفيف من غضبها عليك, ليس فقط ابراء لذمتك من شبهة قطع رحمها وإنما أيضا تكفيرا عن خطأ كبير ارتكبته بالفعل في حقها حتي ولو كان موقفها منك ومن زوجك الآن متعسفا ولا يقره شرع ولا دين,
فلقد عقدت قرانك يا سيدتي خارج نطاق أسرتك وبغير رضا والدتك واخوتك وفي غيبة أبيك, وليس يجدي في التخفيف من هذا الجرم القول بأن والدك قد علم به.. لأن ذلك لا يفيد سوي أنه لم يكن طرفا فيه وإنما علم به بعد وقوعه..
فإذا كان قد تجاوز عن الموقف تفهما منه لدوافعك وظروفك, فإن ذلك لا يغير من حقيقة انك قد اقدمت علي عقد قرانك بعيدا عن أسرتك وبغير موافقتها وقبولها كما لا يغير من الأمر في شيء أيضا تبريرك لذلك بأنك قد علمت بعزم والدتك علي رفض فتاك حتي ولو نجح في تنفيذ شروطها الصعبة للقبول به, لأن ذلك رجم بالغيب.. وتعجل للخروج علي طاعتها دون انتظار لاختبار موقفها الحقيقي من مشروع الارتباط حين يجيء فتاك ليطلب الزواج منك. ولو أنك كنت قد صبرت علي نداء الخروج علي الطاعة.. وجاء فتاك ليلطبك منها فرفضته بإصرار لحق لك في ذلك الحين أن تعتمدي علي تأييد والدك الضمني لك وتقدمي علي عقد القران بإذن من والدك, حتي ولو لم يشأ أن يكون طرفا فيه تجنبا لنيران غضب زوجته.
أما أن تقدمي علي هذه الخطوة اعتمادا علي ادراكك لنية والدتك في الرفض فإنه يحولك من ضحية لتعسف الأم إلي مجترئة علي حقها وخارجة علي طاعة الأهل. وأهمية الاقتناع أولا بخطأ ذلك هو أن يعينك علي ادراك ما فعلت وفهم بعض دوافعها لهذا الموقف المتصلب منك ومن زوجك ويساعدك علي الصبر علي رفضها لك إلي أن تطيب نفسها.. وتسلم بما جري.. وتتقبل حقيقة زواجك ممن ترفضه.. وتتذكر القربي فيرق قلبها لابنتها وتعفو عنها.
كما أن الاقتناع بذلك يعين زوجك كذلك علي الاعتصام بالصبر علي ما يلقاه هو وأهله منها.. فلا ينفد حلمه عليها وعلي اخوتك ولا يستجيب للاستفزاز الذي يستهدفه لكيلا يعمق الصدع ويصعب من احتمالات رأبه.
وليس في ذلك أبدا ما ينقص من قدره.. أو ينال من رجولته.. بل لعله علي العكس يزيد من فضله ويؤكد حكمته ويرشحه لاصلاح الأحوال ذات يوم قريب.. فالتزامه بعدم الرد علي الإساءة إنما يجيء من فضل وتعال عن الصغائر وليس عن ضعف ولا تفريط وقديما قال بعض البلغاء: ماذب عن الأعراض ـ بفتح الهمزة فوق الألف ـ مثل الصفح والإعراض, بكسر الهمزة ـ وبقدر الخطأ يكون التكفير.
وتكفيرك أنت وزوجك عن تعجلكما عقد القران بغير رضا والدتك وفي غيبة أهلك جميعا هو الصبر علي أذاها وعدم اليأس من الأمل في استرضائها ونيل عفوها ذات يوم.
أما هي فلقد جاوزت في موقفها منك ومن زوجك كل حد.. فلقد كان الأحري بها منذ البداية أن تتفهم جيدا صدق رغبتك في هذا الفتي وعمق ارتباطك به فتسقط بعض تحفظاتها عليه وتأمل ـ كما تفعل الأمهات والآباء من ذوي القلوب الحكيمة, أن تكذب الأيام ظنونها فيه وتقف إلي جوارك ترشدك الي الطريق وتنزع منه أشواكه لا أن تتخذ منه موقف الرفض الأعمي, والعداء المطلق له ولأهله, وكأنما قد احتكرت وحدها الحكمة واختصت بالاطلاع دون البشر علي الغيب, وعرفت عن يقين أنه لن يحمل لك سوي الشقاء.
كما كان الأحري بها أيضا حتي بعد أن عرفت بخروجك علي طاعتها وعقد قرانك عليه, أن تسلم بالأمر الواقع, وألا تحرمك من قبولها له حتي ولو كرهته, لكيلا تبدئي حياتك الجديدة بالأمل في السعادة وليس بإلقاء القاذورات عليك وعلي زوجك وأنت بملابس الزفاف ـ غفر الله لها ـ إن الأهل قد يختلفون وقد يتنافرون بل وقد يتصارعون أيضا لكنه تبقي دائما رابطة الدم التي لا تنفصم تذكرهم بصلة الرحم وتعيدهم إلي جادة الاعتدال في الخصومة وتفتح الأبواب للصفح والغفران والتجاوز عن الخطايا والأخطاء .. وقديما قال البحتري في أسرة اصطرع بعض أفرادها لفترة من الزمن
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها
تذكرت القربي ففاضت دموعها
فمتي تتذكر والدتك القربي ـ وأي قربي تلك التي تجمع بين أم وابنتها ـ لكي تفيض عينها بالدمع وتفتح صدرها لك وتعفو عما جري؟
إن أحدا لا يطالبها بأن تكافئك علي خروجك عن طاعتها بأن ترفعك فوق الرؤوس وتتيه به فخرا واختيالا.. كما لا يطالبها أحد أيضا بأن تجعل زوجك قرة عين لها, وإنما تطالبها الحكمة فقط بألا توصد أبواب الرحمة في وجه ابنتها وزوجها.. وألا تتمسك بهذا الموقف العدائي الناضح منها إلي ما لا نهاية.. فهل يتعذر عليها ذلك حقا؟
لقد اخطأت, ليس في ذلك من شك, لكنك تكفرين عن خطئك الآن بالصبر علي مجافاة والدتك لك والسعي بدأب لنيل رضاها واخطأت والدتك في موقفها المتعسف منك ومن زوجك, لا جدال في ذلك أيضا لكنها لا تصلح خطأها ولا تبدي أي مرونة في هذا الشأن ومن يخطيء ثم لا يصلح خطأه فقد ارتكب خطأ ثانيا كما يقول الحكيم الصيني كونفوشيوس, فكيف ترضي لنفسها بأوكس النصيبين علي حد قول أحد الأعراب وهو ينصح الخليفة العباسي المنصور بألا ينتقم ممن خرجوا علي طاعته ويعفو عنهم بعد أن استتب الأمر به وألا من دور يقوم له والدك في هذا الشأن أو يقوم بعض الأهل من ذوي البصائر والضمائر؟