أجمل رسائل بريد الجمعةقصص وعبرقضايا وأراء

صائد الأحلام .. رسالة من بريد الجمعة

من أرشيف بريد الأهرام للكاتب عبد الوهاب مطاوع (رحمه الله)

أنا يا سيدي شاب في السادسة والثلاثين نشأت في أسرة متوسطة بإحدى المدن الصغيرة بالوجه القبلي وكان والدي مدرسا بسيطا ووالدتي ربة بيت مصرية طيبة ولي من الإخوة أربعة أنا أكبرهم وقد عشنا طفولتنا محرومين من كل ما يشتهيه الأطفال فيما عدا عطف أبوينا ..

وحين ضاقت بنا الحياة في بلدتنا انتقلنا للعيش في القاهرة وسوى أبي حالته الوظيفية ووجد عملا بسيطا بعيدا عن التدريس وعشنا في مسكن بسيط من غرفتين وصالة ومضت بنا الحياة .وعوض الله عن ابي بنا فكنا دائما من المتفوقين في الدراسة وكنت انا بالذات من الأوائل دائما وكان يشجعني علي التفوق وجود فتاة تسكن في البيت المقابل لنا من أسرة في مستوانا المعيشي المتواضع وكانت متفوقة في دراستها .وكنا نتنافس كل سنة فيمن يحقق نتيجة أفضل حتى وصلنا الي كلية الطب معا ولست في حاجة لان أقول لك أننا قد تحاببنا وان هذا الحب قد بلغ في أعماقنا إلى أقصى حدوده ونحن في الكلية .

والحق أنها كانت تستحق كل ذلك فقد تميزت دائما بالأدب والتدين والتفوق .. فضلا عن الجمال الملائكي الناعم . وتقبل أهلينا هذا الحب وباركوه  .وقرءوا الفاتحة على خطوبتنا وانصرفت إلى الدراسة مطمئنا بعد أن عانيت الخوف الشديد على فتاتي بسبب منافسة احد الجيران لي في حبها ومحاولة الاستحواذ عليها ..

وكان هذا الجار الابن الوحيد لجزار ثري فلم يهتم كثيرا بالدراسة وانتهى بالفشل في الحصول علي الثانوية العامة ومشاركة أبيه في عمله لكنه كان منافسا شرسا لا يستسلم وكثيرا ما.بت الليالي مؤرقا مسهدا أخشى على حبيبتي أن تضعف أمام إغراءاته لها بسيارته وماله وعمارة أبيه لكن حبيبتي صمدت ورفضته وتمسكت بي . وكرست كل جهدي للدراسة وعشنا أيامنا في حب عفيف شريف لا نهاية له. وتخرجت في كلية الطب وجاءت فترة التجنيد .

وخلال هذه الفترة توفى أبي رحمه الله ووجدت نفسي مسئولا عن أمي وإخوتي الذين يدرسون بالجامعات ولا مورد لنا سوى معاش بسيط وجاء تجنيدي في منطقة قريبة من مسكني فرحت ابحث  عن عمل ولم أجد عملا في عيادة ولا مستشفي لكني وجدت عملا لدى مقاول لأعمال البياض والمحارة وتشطيب الشقق وتجارة العمارات تعرفت به وأحبني وأخلصت له وأصبحت اذهب إليه كل يوم في الظهر واعمل معه حتى المساء ووثق في الرجل وأطلعني على كل أسرار العمل .

وأعطاني خبرته وفوق ما استحق لأنه عرف ظروفي وكان يشجعني ويقول لي إن الله لم يتخلى عنك لان في رقبتك أيتاما وكنت ادعي لخطيبتي وأسرتي أنني اعمل بعد الظهر في عيادة طبيب مشهور وأنني أوفر احتياجات إخوتي وادخر جزءا من دخلي للإعداد للزواج وكانت خطيبتي قد تخرجت بعدي بسنة وجاءها خطاب كثيرون رفضتهم جميعا تمسكا بي .ثم بدأت تفقد صبرها وهى تراني اخرج في السادسة صباح كل يوم وأعود للبيت في منتصف الليل .

وذات يوم عدت من عملي مرهقا بعد أن أمضيت 8 ساعات معلقا فوق سلم خشبي أقوم مع عامل آخر بتركيب صرة من الجبس في سقف شقة احد الزبائن . فاخبرني شقيقي أن والد خطيبتي ينتظرني في أي وقت أعود فيه فخفق قلبي وتوجست خوفا وذهبت إليه فوجدته ساهرا ينتظرني ولم يدعنى الرجل طويلا لحيرتي وإنما قال لي بعد مقدمة قصيرة إن حملك ثقيل وأمامك سنوات طويلة حتى تستطيع ان تؤدي واجبك. تجاه إخوتك وتتزوج . وقد طالت الخطبة غير معلنة ومن واجبي كأب ألا أضيع مستقبل ابنتي.

فاسودت الدنيا في لحظة في وجهي واختنقت بدموع مكبوتة وأنا أحاول أن أتكلم فلا أجد الكلمات وبعد معاناة شديدة قلت له : وهذا هو رأي فلانة أيضا فغض بصره ولم يتكلم فقلت له انه غير ملوم ولا هي أيضا لكن ظروف الحياة هي الملومة وأنني لن أكون أنانيا وشكرته وودعته وانصرفت . وعشت بعدها أياما سوداء لم أحاول خلالها رؤيتها . وكتمت أحزاني عن إخوتي لكنهم عرفوا كل شئ وحزنوا من اجلي وتعمدوا أن يكتموا عني أخبارها وهي أن منافسي القديم قد كسب المعركة أخيرا وتمت الخطوات التقليدية سريعا لأن كل شئ جاهز فتم عقد القران والزفاف بعد أسبوعين فقط في فندق كبير .. وجاء موكب الزفاف من الهرم إلى العمارة القريبة مني قبل منتصف الليل يطلق الأبواق من طابور طويل من السيارات .ووقفت فرقة الزفة عن باب العمارة في منتصف الليل أكثر من نصف ساعة تدق الطبول وتردد الأغاني الكئيبة وأنا في غرفتي مغلق الباب علي وجالس في الظلام لكي أوهم أمي وأسرتي أني نائم وأتحرك في الغرفة ذهابا وإيابا ولا استطيع أن أقاوم دموعي

رائج :   الانتقام الوهمي .. رسالة من بريد الجمعة

وطالت الزفة وكادت روحي تزهق من أصواتها والزغاريد التي كنت أحس أنها تشق ضلوعي إلى أن انتهت بعد فترة كأنها دهر وبعد أن خفقت الضجة أخيرا تسللت إلى الحمام وتوضأت وصليت ركعتين ورفعت وجهي إلى سقف الحجرة وتلوت الآية الكريمة .. إنما أشكو بثي وحزني إلى الله .. وهدأت نفسي قليلا لكني لم انم لحظة واحدة .

ثم مرت تحت الجسور مياه كثيرة وانقضت فترة التجنيد بخيرها وشرها وفترة التكليف أيضا وكنت قد حزمت أمري علي ألا اعمل بالطب أبدا ما حييت فقدمت استقالتي من عملي وتفرغت للعمل مع المقاول الذي أصبحت ساعده الأيمن لمدة 4 سنوات

بعد ذلك كلفني خلالها بالإشراف على عمليات كاملة نفذتها بإشرافي وحدي وكنت قد جمعت بعض المدخرات فاستأذنت المعلم في أن أقوم بعملية لحسابي فشجعني بشهامة غير غريبة عليه وأبدى استعداده لإقراضي أي مبلغ احتاج إليه وحصلت علي العملية فعلا ونفذتها وكسبت منها وآخذت أخرى وكسبت منها .. وخلال 4 سنوات أخرى كنت قد أصبحت مقاولا محترفا لديه سيارة وعمال ..

وأديت واجبي كاملا تجاه إخوتي فتخرجوا جميعا وتزوجت شقيقتاي . وانتقلت بأمي وشقيقي الآخرين إلى شقة 5 غرف بمدينة نصر في عمارة المعلم الطيب الذي غير مجري حياتي واشتريت مع المعلم قطعة ارض في مدينة نصر واتفقنا أن نبنيها مشاركة من 12 شقة تمليك بشرط أن أتولى الإشراف على عملية الإنشاء كلها  وأقبلت على المهمة بنشاط ولم أكن اعرف حتى هذه اللحظة أن بناء العمارات سهل بهذا الشكل .

فلقد وضعنا ميزانية مبدئية للعمارة كان نصيبي منها اكبر من إمكانياتي . وقلت له ذلك فقال لي لا تخف فأنا أيضا لا املك نقودا سائلة الآن تغطي نصيبي . لكنك ستبنيها بنقود المستأجرين أنفسهم . وهكذا بدأنا العمل بوضع لافتة علي الأرض الخلاء عن العمارة والشركة وأقمت لنفسي كشكا خشبيا في الموقع وضعت به مكتبا .

ثم بدأنا حفر الأساس . فلم تمض أيام حتى توافد راغبو السكن على الكشك يدفعون مقدم التمليك بالآلاف وتم بناء العمارة في 10 شهور وسكنها الملاك الجدد بلا أية مشاكل بل شكرني الجميع واثنوا على رقة المعلم الشاب وأدبه الذي هو أنا لأني كنت ارتدي الجلباب طوال إشرافي على بناء العمارة وخرجت منها بربح لم احلم به وواصلت حياتي العملية بنجاح .. وكلما شاهدت أمي سعيدة وراضية عن حياتها وجدت بعض العزاء عما عانيته لكني لم انسي فتاتي الأولى أبدا .

فكنت اذكرها واحن إليها واذكرها أحيانا أخرى وأحس بالحنق عليها لأنها انهزمت في المعركة ولم تتمسك بي وتغلب شعوري بالحنق عليها ذات مرة فأخرجت صورة قديمة لها كنت احتفظ بها ثم وضعتها في إطار اسود ووضعتها على الكومودينو بجوار سريري لأقنع نفسي بأنها ماتت منذ زمن بعيد

وانشغلت في عملي وركزت نشاطي في تشطيب الشقق  وتزيين سقوف المساكن الفاخرة بالصرة الشرقية التي تعلمت أسرارها وأتقنتها . ثم كلفني المعلم ببناء عمارة أخرى له بجوار عمارتنا السابقة وقبلت المهمة بترحيب وذات يوم كنت جالسا في الكشك الخشبي بالموقع فدخلت علي فتاة وخطيبها وكانا مهندسا ومهندسة حديثي التخرج ومخطوبين .

رائج :   الرهان الخاسر ‏!! .. رسالة من بريد الجمعة

وتحادثنا في الشروط .. ولم يكونا قادرين على قبول الشروط التي عرضتها .. ووجدت نفسي أتحدث أكثر مع المهندسة وانجذب إليها .. بل وأقدم لها بعض التنازلات في شروط التقسيط اعتمادا علي ثقتي في إقناع المعلم بذلك . لكن خطيبها المهندس رفض ما قدمته بحجة انه يفوق إمكاناته فغضبت خطيبته وتجادلا أمامي وخرجا من عندي متخاصمين .

ثم عادت إلي بعد يومين تطلب مزيدا من التنازلات فوجدت نفسي أوافق وأعجبت المهندسة بكرم المعلم الشاب ولباقته . وكانت هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع فتاة منذ انهارت أحلامي وصدمت في فتاتي . ولأمر ما وجدت نفسي ادعوها للحضور مرة أخرى للكلام في الشقة . وأتعمد اجتذابها إلي بالحديث عن تعبي وكفاحي وثروتي الصغيرة الخ ثم دعوتهما معا للغذاء في احد المطاعم وواصلت محاولاتي للتأثير عليها.

ودعوتهما لرؤية شقق أخرى في عمارة مقاول آخر من معارفي .. فجاءت . ولم توافقها الشقة .. ودعوتها مرة أخري للحضور إلى مكتبي بالموقع .. فجاءت بدون خطيبها .. وبدأت المح أنها في أزمة معه واستدرجتها للحديث عنه . حتى روت لي أنهما مخطوبان منذ 4 سنوات .. وأن صبرها قد بدا ينفذ . وأن . وأن .

وفجأة تنبهت إلى أنني أتعمد اجتذابها .. وليست لدي أي نية للارتباط بها أو حتى حبها واكتشفت في أعماقي سوادا لم أكن اعرف به .. فجزعت .. وتوقفت قليلا .. لكني عدت بعد فترة إلى تكرار المحاولات وكلما لاحت اللحظة الحاسمة التي تتوقع فيها مني أن أصارحها برغبتي في الارتباط بها وتتهيأ لسماعها والتجاوب معها .. أتراجع متلذذا ..

ثم أعود واعرف ما افعل من شر . واستعيذ بالله من نفسي ومع ذلك فانا لا أتوقف بل كلما انقضت فترة ولا تأتي إلي فيها اتصلت بها ودعوتها لزيارتي بحجة أني وجدت شقة أخرى لها فتأتي وقد تفهمت بأنها على خلاف مع خطيبها منذ شهرين أي منذ ظهرت في حياتهما .. وأنها فقط تنتظر مني الإشارة لكي تعلن فسخ الخطبة . وقد ألمحت أكثر من مرة بان الشهادة الجامعية لا تهمها لأنها تعتقد أني توقفت عن الدراسة بعد الثانوية العامة كما أفهمتها .. إنني اعرف انك ستقسو علي ومع ذلك فأنا أسألك الرأي فيما صنعت وفيما اصنع بعد ذلك . وماذا تقول لي

و لكاتب هذه الرسالة أقول (رد الأستاذ عبد الوهاب مطاوع) ‏:‏ 

  اقول لك يا سيدي أن أسوأ ما في النفس البشرية هو أن يقلد الإنسان ما فعله به جلادوه مع الآخرين بدلا من أن يتعفف عن تكرار ما عاناه بنفسه مع غيره ,ولست أنا في الحقيقة قائل هذه العبارة . لكنه المؤرخ البريطاني ارفولد .. وقد قالها وهو يشير إلى ممارسات إسرائيل الهمجية ضد العرب التي تكرر بها نفس ما لاقاه اليهود علي أيدي النازيين

وما يصلح للاستشهاد به في السياسة قد يصلح أحيانا للاستشهاد به في العلاقات الإنسانية . فلقد جلدك هذا الشاب الثري ابن الجزار بماله وسرق منك فتاتك وأحلامك وأنت شاب فقير مكافح تجاهد لتكفل أسرتك وتتوج حب عمرك بالزواج .. ثم تجاوزت هذه المحنة  وأعطاك ربك الكثير وأصبحت ثريا وناجحا ومرموقا .. فانظر ماذا أنت فاعل الآن لتشكر نعمة الله عليك  !

لقد حاولت جلد شاب آخر يعيش نفس ظروفك السابقة .. بمالك كما فعل معك منافسك القديم .. وحاولت أن تسقيه من كاس المرارة التي شربت منها .. ولو تذكرت صورتك وأنت جالس علي الأرض تشكو بثك وحزنك إلى الله ودموعك تبلل خديك ، لما قبلت أن تكرر معه نفس هذه الجريمة ولو تذكرت إحساسك بالضياع والهوان والمرارة وقتها . لما رضيت له بان يتجرع من نفس الكأس لكي يختزن المرارة في أعماقه ثم يفرزها فيما بعد حين يجد الفرصة فيسطو بدوره على أحلام غيره وتصبح الحياة هكذا دائرة للانتقام والشر بدلا من أن تكون أرضا للخير والسعادة .

رائج :   من سلسلة (روايات مصرية للجيب) || الذئاب

ومن عجب أننا نستطيع أن نخفف الكثير والكثير من صعوبات الحياة وعذاباتها لو التزمنا جميعا بالقيم الدينية والأخلاقية .. فإن ديننا مثلا ينهى عن أن يخطب المؤمن ، على خطبة أخيه حتى يذر . أي حتى يترك طواعية واختيارا . ولو تمثل منافسك القديم هذا الحديث الشريف في حينه وعمل به لما طارد فتاتك رغم علمه بخطبتها لك حتى انهارت أمام الإغراء وتخلت عنك . ولو استوعبت أنت نفس الدرس لأعفيت غيرك من أن يعاني نفس المحنة

إن هناك قاعدة قانونية تقول أنه ليست هناك جريمة بغير فاعل .. وبغير أداة للجريمة . ففي حالتك السابقة كانت هناك جريمة غواية وكانت الإدارة هي المال والسيارة والشقة الجاهزة وأنت الآن تكرر نفس الجريمة .. وبنفس الأداة بكل أسف . ولو لم تستخدم هذه الأداة اللعينة لما أوشكت المهندسة الشابة أن تستجيب لك وأن تتخلي عن خطيبها ..

والسعادة الحقيقية لا تقوم أبدا على شقاء الآخرين .. وإنما تصبح الحياة حياة حين يترفع الإنسان عن الانتقام ممن لا يد لهم في عذابه .. لأن الأولى به أن تجعله آلامه السابقة أكثر تقديرا لآلام الآخرين وأكثر رغبة في تجنيبهم ما تعرض له هو نفسه من ويلات . وهذا يا سيدي ما يفعله أصحاب النفوس المطمئنة السوية الخالية من الحقد والمرارة مهما عانت من ظلم الآخرين لهم في الماضي لأنه لا يؤلم الجرح إلا من به الم ..

كما يقول الشاعر .. ولو تلفت حولك لوجدت أن أكثر الناس ميلا لمساعدة الآخرين في بداية حياتهم هم أصحاب قصص الكفاح الناجحة الذين لمسوا بأنفسهم ما يعانيه الآخرون وهم يشقون طريقهم وسط الصخور فيودون إذا كانوا من أصحاب النفوس السوية التي لم تلوثها المرارة أن يؤدوا ضريبة الحياة لغيرهم .. والمعلم الذي رعاك وساندك وأنت شاب يتيم فقير هو اقرب مثال على ذلك .. فلماذا لا تقلده يا سيدي بدلا من أن تقلد أسوأ ما في النفس البشرية .. وأنت الشاب البار بأمه وإخوته والذي كافح كفاح الأبطال ليكفل لهم الحياة الكريمة ؟

إنني أنصحك بان تدعها لحياتها وان تكف عن غوايتها وإفساد قيمها وحياتها خاصة انك لا تحبها ولا تنوي الارتباط بها .. ولو تركت نفسي على سجيتها لطالبتك بان تساعدها بالمزيد من التنازلات في موضوع الشقة وأنت تملك ذلك فتيسر عليها وعلى خطيبها طريقهما وثق أن ذلك لن يضيع هدرا فلقد قرأت في الأثر حديثا شريفا يقول

” استنزلوا الرزق بالصدقة ” وأنت لن تتصدق عليهما وإنما فقط سوف تتساهل معهما قليلا في الشروط لكني ذكرت لك هذا الحديث لأني كثيرا ما تمثلت هذا الحديث في معان أخرى كثيرة فتخيلته أيضا يقول : واستنزلوا السعادة أيضا بإسعاد الآخرين . ولو فعلت ذلك وأسعدت هذين القلبين فلسوف تعوضك الحياة عن آلامك .. وسوف تسعدك الدنيا بمن ترجوك لشخصك لا لمالك .. وسوف تصبح عندها بشرا يُحْب ويُحَب .. لا صائد أحلام يتلذذ بمنظر الفريسة وهي تتخبط في الشباك .. ثم يتركها إلى صيد جديد ! لا كان ذلك … ولا كنت .. إن كنت حقا من الصادقين !

نشرت عام 1987

من أرشيف جريدة الأهرام

  • وقد تحولت القصة إلى عمل سينمائي بنفس الأسم وعرض سنة 1988 .. بطولة الفنان الراحل / ممدوح عبد العليم .. صابرين ومن إخراج / إنعام محمد علي .. سيناريو وحوار / محمد حلمي هلال وبالطبع من تأليف الاستاذ / عبد الوهاب مطاوع

مقالات ذات صلة