تاريخقضايا وأراءوعي

عثمان احمد عثمان و مشروع بناء السد || ح3

كانت أكبر عملية دخلها عثمان احمد عثمان هي مناقصة تنفيذ السد العالي!

أكبر ملحمة وطنية في تاريخ المقاولين العرب!

وقتها كان المهندس موسى عرفة هو وزير الري .. وكانت الوزارة نشرت في نهاية الخمسينات إعلان عن مناقصة لمشروع السد العالي ..

فاتفق المقاولين الكبار اللي في مصر انهم هيعملوا اتحاد واحد يدخلوا بيه المناقصة بشكل يخليهم يشتغلوا مع بعض ومكسب كل واحد فيهم يكون كويس .. وبعتوا لعثمان يقنعوه يدخل الاتحاد معاهم. عثمان احمد عثمان في الموقف ده عمل زي نور الشريف في “لن أعيش في جلباب أبي” لما معلم من معلمين الوكالة راح له عشان ميدخلش المزاد فقاله يفتح الله انا داخل المزاد!

عثمان رفض كلام المندوب اللي جاله وقاله انا مش هدخل ضمن الاتحاد بتاعكم!

وقال لهم انا داخل مناقصة السد العالي لوحدي!

قد يهمك: عثمان احمد عثمان: طريق الملايين || ح2

عثمان احمد عثمان حوت المقاولون العرب

حيتان المقاولات الكبيرة بعتوله بلاش تركب دماغك يا عثمان قالهم انا ركبتها فعلًا والمناقصة دي بتاعتي!

عبود باشا نفسه بعت له “إسمع الكلام” !

كانت مفاجأة لما وزير الري موسى عرفة فتح المظاريف في يناير سنة 1961 ولقى ان العطاء اللي قدمه الاتحاد بتاع المقاولين الحيتان دول بقيمة 27 مليون جنيه .. وعطا عثمان احمد عثمان كان 15 مليون جنيه!

رائج :   القصة الكاملة للقومية للأسمنت .. دليلك لفهم الفشل في مصر

بيحكي بشمهندس عثمان انها كانت مفاجأة تقيلة على الحيتان دول لما رسيت العملية على شركته!

وقعد عثمان يقنع في الوزير ويفهمه ايه السر في كل الفرق بين العطائين وهو ان كل مقاول من الحيتان دول بيصيع على قفا الدولة وكل واحد منهم حط له مكسب محترم علشان كدا المكاسب كلها على بعضها وصلت لرقم كبير ..

وعشان كدا العطا اللي الاتحاد بتاعهم قدمه كان كبير بفارق واضح عن عطا عثمان احمد عثمان!

واقتنع الوزير .. وبدأت شركة عثمان الشغل !

وبدأت أول عمليات تنفيذ السد العالي!

تخيل ان المشير عبد الحكيم عامر بنفسه كان بيتابع شغل عثمان احمد عثمان!

طيب هتيجي تسألني هو الشغل في السد العالي أول لما بدأ كان عبارة عن إيه؟

الشغل في السد العالي كان بيبدأ من حفار بيعمل اخرام في الصخور اللي في المنطقة دي .. وبعدين يحطوا ديناميت جوا الاخرام دي وبعدين يفجروها .. وبعدين ييجي دور الكراكات اللي بتشيل نواتج التفجير في عربيات لوري.

بيروقراطية القطاع العام

وبدأت أول مشكلة لما نظام الحكم الناصري أمر بدخول شركة قطاع عام تشتغل في المشروع ده جنب شركة عثمان احمد عثمان اللي رفض يقبل ده .. لأنه خد مناقصة العملية لوحده وكان شايف ان المركب اللي ليها ريسين هتغرق ..

رائج :   هزيمة يونيو المستمرة || (١٣) عنب وبصل : عبد الحكيم عامر وقرار الانسحاب

كان شايف ان تنفيذ السد العالي لو دخل فيه إدارات كتيرة وقرارات متضاربة الشغل هيبوظ!

وده اللي حصل!

الشركة القطاع العام اللي دخلت جنب شركة عثمان _بفرمان سيادي_ شريك بنسبة 50% ! هي شركة مصر للأسمنت المسلح .. وفي النهاية وافق غصب عنه عثمان ..

واتعمل مجلس إدارة مشترك لتنفيذ المشروع .. واللي مسك رئاسة المجلس ده هو رئيس مجلس إدارة الشركة القطاع العام مش عثمان!

المفاجأة ان رئيس مصر للأسمنت المسلح مكنش بيمضي على شيكات الصرف اللي بتتبعت له .. عثمان كان بيحكي ان الراجل ده كان خايف يمضي لأن الشيكات بعشرات ومئات الألوف وشيك ورا شيك فيه مسؤولية كبيرة .. بس عثمان كان متعود على حكاية الشيكات دي عادي!

بيحكي عثمان ان دي مشكلة روتين الحكومة من زمان .. بيروقراطية بتخلي شغل ومصالح الناس تقف عشان ده خايف يمضى .. وفلان قلقان من اللي فوقيه .. وعلان متردد ليكون قراره مش صح .. كل ده بيضرب في مقتل مصالح الناس!

ما بالك بالسد العالي !

اللي بيشتغل فيه أكتر من 35 ألف بني آدم ما بين مهندس وموظف وعامل !

عثمان بكل بساطة قال لرئيس مصر للأسمنت المسلح بقولك ايه تقبل اني امضي ب اسمي انا واشيل انا المسؤولية كلها؟!

رائج :   قلبي اطمأن … الحقيقة لا

بيحكي عثمان ان الراجل ده فجأة وكأنه لقى مصباح علاء الدين!

وبقى عثمان احمد عثمان بيمضي على كل الشيكات ومشى الشغل تحت إيده زي ما عثمان متعود من أيام شغل اسماعيلية!

عوائق وألتزامات

بس الغريبة ان البشمهندس عثمان لاحظ أثناء الشغل في السد العالي ان معدات السوفييت ضعيفة مش قادرة تكمل المهمة بالشكل المطلوب!

فعمل تقرير برأيه في معدات السوفيت وبعت التقرير لأعلى قيادة سياسية!

ووصلت حساسية الموقف انه يقابل صلاح نصر مدير المخابرات العامة شخصيًا !

بيحكي عثمان انه كان بدأ يشك ان فيه مؤامرة من السوفييت لتأخير تنفيذ السد العالي!

وضح للقيادات انه هينفذ السد العالي في الوقت المحدد اللي اتقدم بيه في المناقصة!

في الوقت ده كان المشير عبد الحكيم عامر بيشوف عثمان احمد عثمان محتاج ايه وينفذهوله .. لأن السد العالي مشروع قومي!

عثمان طلب من المشير يوفر له عملة أجنبية عشان يشتري معدات من الخارج.

ووافق المشير لما عثمان طلب انه يسافر السويد وبريطانيا يشتري معدات جديدة من هناك ليها كفاءة أكبر من المعدات الروسية!

وبمجرد ما خد الموافقة سافر على السويد وبعدها بريطانيا .. سفر عثمان احمد عثمان كان نقطة تحول في بناء السد العالي.

زي ما بيحكي اختصر المدة اللازمة للتنفيذ بالمعدات الجديدة اللي بسببها صنعت (المقاولون العرب) ملحمة بطولية لبناء مجرى جديد في نهر النيل واللي بعض الخبراء شاف ان الجهد المبذول فيه 14 ضعف الجهد المبذول في بناء الهرم الأكبر!

مقالات ذات صلة