قصص وعبر

قصة رعب قصيرة … فلاش فيكشن “Flash Fiction” || ج3

كان صوت السكرتيرة غريب يبدوا بانها خائفة من شيء ما وهي
تخبره بوجود الأب بالخارج ويريد مقابلته للأهمية لأخباره عن ” الفلاش فيكشن ” ردد الطبيب الاسم بهمس فلاش فيكشن ما هذا انا لا افهم وهل الأب مختل هو الآخر القى نظرة سريعة على المرآة وكان مشغولة بصراصيرها وتحاول عدل العقد الملتف حول رقبتها وهي تزمجر بغضب :

– لابد ان تتجه رؤوس الصراصير جميعها بالقرون للأسفل حتى يكون المنظر مريح للعين ولكنها اللعينة دينا عندما قطعت الخيط الذي يربطهم وهي تضربني لتأخذ منى الصرصور الذي ارسله حظه التعس الى حمام منزلنا لتأكله بشراهة شوهت منظرهم الجميل لم تعطيني الفرصة لقتله الى متى سأظل اعدلهم واعيد ترتيب وضعهم لابد ان يكون هناك حل لتلك المشكلة البشعة فهل سيستطيع ذلك الطبيب الغبي مساعدتي أخذت المرآة تكلم نفسها بغضب ..

تركها الطبيب دون أن يستأذن منها فيبدو انها ستحتاج الى وقت كبير لإعادة تصليح حليها وزينتها من الصراصير الميته وخرج وهو يشعر بالاشمئزاز و القشعريرة في جسده ويتساءل كيف يفعلون ذلك فهو يعمل كطبيب نفسي منذ سنين ولم يرى في حياته شيء كهذا رغم تعامله مع المجانين والمرضى النفسيين ولكن لم يوصلوا لتلك الدرجة الغريبة ابدا من التهام الصراصير الحية وعمل حلي بأجسادها الميتة والغريب فهم يتقاتلون من اجلها هز رأسه بتعجب وخرج من باب الغرفة ليجد سكرتيرته شاحبة الوجه قابلته قائلة :

– دكتور ايهاب اريد باقي حسابي من فضلك فانا سأترك العمل في العيادة
نظر الطبيب لها بدهشة قائلا :
– ماذا تقولين يا سعاد هل فقدت عقلك أنت الاخرى في هذا اليوم الغريب ؟؟

– لا ولكن ان بقيت هنا لدقيقة اخرى سأفقده فلن أتعامل مع المختلين مرة أخرى هل تعرف ولا اريد راتبي ايضا وبعدها أخذت حقيبتها ورحلت مسرعة حتى كادت تسقط على وجهها نظر لها الطبيب بغيظ وهو لا يصدق أن تفعل سكرتيرته سعاد التي تعمل معه منذ سنين هذا فماذا حدث معها يا ترى وأين ذلك الرجل الذي يقول بأنه الأب والمسؤول عن تلك العائلة المجنونة فماذا فعل لها فهل كان يحمل الصراصير الحية ويلعب معها ويربيها تلك المرة لا افهم شيء وهنا خرج رجل من مطبخ العيادة الصغير وكان يختبئ في الظلام والنور مغلق فشهق الطبيب فزعا قائلا بتوتر:

– من انت وماذا تفعل بالداخل أيها الرجل ؟؟
رد الرجل بهدوء وبصوت هادئ متزن قائلا:
– لا تخف فلقد كنت انتظرك أيها الطبيب بالداخل..
ردد الطبيب بدهشة :
– تنتظرني بالمطبخ لا افهم ماذا يحدث اليوم بالضبط
تنحنح الرجل قائلا بصوت هادئ:

– اعتذر منك د ايهاب ولكنني كنت أخشى أن تخرج زوجتي جميلة او ابنتي دينا من الغرفة فيرونني وانا لا اريد ان تراني أي منهما الآن قبل ان اشرح لك كل شيء
نظر له الطبيب بتعجب فالرجل يبدوا متزنا تماما وهيئته عادية يبدو أنه بالعقد الخامس من عمره يرتدي بدلة رمادية اللون وهذا الشعر الابيض على جانبي رأسه يعطيه هيبة وقور فهل هذا حقا والد دينا اكلة الصراصير وزوج السيدة التي تحنطها وتصنع منها الحلي فقال بتردد :
– هل انت والد دينا حقا فلابد ان افهم ما الذي أوصل ابنتك وزوجتك لتلك الحالة الغريبة من ادمان الحشرات بتلك الطريقة البشعة

رائج :   من سلسلة (روايات مصرية للجيب) || آليون

رد الرجل بصوت هادئ وابتسامة حزينة على شفتيه وهو يتلفت يمينا ويسارا:
– سأخبرك كل شيء من البداية ولكن من فضلك هل تجد لنا مكانا نجلس فيه لنتحدث قليلا اخشي ان تخرج دينا او جميلة فيرونني فيضيع كل شيء واعتذر منك د ايهاب فلقد اعتذرت لكل الحالات التي كانت تنتظرك بالخارج وطردتها من العيادة
صاح الطبيب بغضب :

– ماذا فعلت ايها الرجل طردت المرضى ولماذا وما شأنك أنت لتعتذر للمرضى باسمي
رد الرجل بهدوء مستفز وعيون حادة بارزة كادت تخرج من مقلتيها :
– لا تغضب ايها الطبيب سأعطيك ثمن كشف جميع الحالات التي طردتها من عيادتك فلابد ان تجد حلا وتعالج عائلتي اليوم

هز الطبيب رأسه بضيق من تصرف ذلك الرجل الغريب المتطفل ولكن ان كان سيعطيه ثمن الكشوفات فلا بأس ولكن اين سيجلس معه فزوجته بغرفة والغرفة الاخرى بداخلها ابنته وليس هناك غرف اخرى بالعيادة سوى حجرة لا يستعملها ويضع فيها الاشياء القديمة التي لا يريدها ولا احد ينظف الغرفة تقريبا فسعاد كانت ترفض تنظيفها فستكون مليئة بالأتربة ولكن ما باليد حيلة سيجلس معه فيها لدقائق حتى يفهم الامر فالموضوع اثار اهتمامه حقا وتوتره ويريد انهائه فرد قائلا :

– اتبعني رجاء..
قاطعة الرجل قائلا:
– انتظر ايها الطبيب لنغلق باب العيادة اولا حتى لا يدخل احد ويقاطعنا ونحن نتحدث نظر له الطبيب بشك وتوتر ولكنه لن يغلق الباب ويجلس مع ثلاثة مختلين ابدا
حتى ان دفعوا له اموال العالم فرد عليه قائلا :
– لا لن اغلق الباب فسعاد ستعود في اي لحظة
رد الرجل بسخرية :
– ولكنها لن تعود ايها الطبيب لقد تركت العمل واخبرتك بهذا منذ قليل هل نسيت ؟؟

تنهد الطبيب بضيق وترك الرجل يدخل الغرفة اولا واتصل هو بحارس البناية ليصعد إليه بسرعة وطلب منه ان يجلس بالخارج ينتظره ولا يتحرك من مكانه حتى ينهي كشفه وحالاته وسيعطيه ما يريد من النقود جلس الحارس بتعجب مكان سعاد على المكتب ودخل الطبيب بعدها الغرفة الى الرجل وكانت مليئة بالأتربة والأشياء الكثيرة من مقاعد غير مستعملة وسرير قديم أحضر الطبيب مقعدين وأشار للرجل ليجلس قائلا :

– تفضل اجلس وارجوا ان تخبرني القصة سريعا وما هو الفلاش فيكشن هذا الذي تتحدث عنه زوجتك
اخذ الرجل نفسا عميقا وبعدها قال بتوتر وصوت متوتر:
– اعرف بأنني السبب فيما يحدث لهم وكل هذا بسببي انا بدئت القصة منذ ثلاثة اشهر تقريبا وقتها تعطلت سيارتي بإحدى الشوارع الصغيرة كنت في مأمورية للعمل ونزلت من السيارة واغلقتها جيدا وذهبت لأحضر ميكانيكي قريب وأثناء سيري وجدته يلمع بجوار مقلب قمامة ولكنه كان بعيد قليلا عن أكوام القمامة قاطعه الطبيب بفضول :

– ما هو الشيء الذي وجدته ؟
زفر الرجل بغضب قائلا:
– انتظر ايها الطبيب واستمع وستفهم كل شيء لا تقاطعني من فضلك حتى انهي القصة وقبل ان تخرج دينا وجميلة زوجتي من الداخل ويرونني ووقتها لن يعجبك ما سيحدث هنا صدقني هز الطبيب رأسه بنعم ولم يرد اكمل الرجل قائلا :

رائج :   سنوات الحرمان .. رسالة من بريد الجمعة

– كان لونة اسود ويلمع ويبدو انه جديد وسقط من أحدهم بالخطأ فليس منطقيا أن يتخلص أحدهم من هاتف بتلك المواصفات كهذا اقتربت منه وكما توقعت كان الهاتف حديثا واحدث نوع بالأسواق وسعره ثمين فكان احدث من هاتفي انا التقطته من الأرض وقربته من وجهي كان جديدا حقا لا ينقصه سوى علبته فقلت ربما سقط من أحد عن طريق الخطأ سأتصل بصاحبه لأعيده إليه فتحت الهاتف ولكن الغريب لم يكن بالهاتف اي شريحة وخط تعجبت من الامر ولكني اخذت الهاتف ووضعته في جيب سروالي ورحلت بهدوء

وفي المساء عندما عدت إلى المنزل أخبرت جميلة بالأمر فتعجبت هي الأخرى عندما شاهدته وقالت ان الهاتف حقا جديد وحديث فمن المغفل الذي يلقي موبيل ثمين كهذا بالقمامة قلنا ما دمت انا من وجدته وليس له صاحب فهو من حقي انا وقتها كانت دينا تريد هاتف حديث نفس الماركة والنوع ولكنه كان غالي الثمن وليس معي ثمنه فاتفقنا ان نعطيها الهاتف ونخفي عنها موضوع انني وجدته بجوار القمامة حتى لا تتأثر وتتضايق

واخبرناها بانه هاتف صديق لي ويريد بيعه ففرحت به جدا فلم يكن بالهاتف اي خدش بسيط اخذت دينا الهاتف بسعادة ووضعت بيه خطها ومن أول ثانية جاءتها الرسالة منهم الفلاش فيكشن ترحب بها وتخبرها بأنها ربحت ربع مليون جنية كاش ما عليها فقط سوى كتابة قصة قصيرة جدا جدا على صورة فلاش فيكشن اي صورة وقصة قصيرة جدا سوف يرسلونها اليها ان وافقت على شروط المسابقة فرحت دينا كثيرا فهي كانت تحب كتابة القصص وهوايتها منذ كانت صغيرة …

وافقت بلا تردد ودون ان تخبر أحد بالأمر وبدأت تقرأ شروط المسابقة وكيفية الاشتراك كانت عبارة عن أسئلة تجاوب عليها اولا عن أكثر شيء يخيفها بالعالم وبعض المعلومات العامة وكان من أهم شروط المسابقة كتابة رقم هاتف شخص مشترك معها في الشيء الذي تخاف منه لم تفهم وقتها السبب في هذا الشرط ولكنهم اخبروها انهم سيتصلون الان برقم الهاتف ليتأكدوا منه بأنفسهم من صدق كلامها وهي تكمل البيانات

لم تتردد فكتبت الصراصير فهي تخشاها منذ كانت طفلة وتخاف منها وهي تجري على الأرض وكتبت رقم هاتف أمها فجميلة زوجتي تخشى الصراصير كالموت ولا تستطيع رفع صرصور ميت من على الارض بعدها وافقت على شرط آخر غريب وهو ان توافق ان تعيش الفلاش فيكشن وقصته بالكامل وتكون هي البطلة والا ستعاقب

لم تتردد كثيرا فهي من سيكتب القصة وهي تحب كتابة القصص الرومانسية والخواطر الحالمة وستكتب قصص وردية رومانسية تتمنى ان تعيشها فما المانع من التجربة ولكنها نسيت شيء هام فهم من سيرسلون الصورة لها ” الفلاش ” وهي التي ستكتب القصة القصيرة جدا ” الفيكشن ” وبعد يوم ارسلوا لها الصورة وهي تلتهم الصراصير وارسلوا لجميلة صورة اخرى وهي تتزين بـ الصراصير الميتة وتحنطها وأصبحت حياتي جحيما ايها الطبيب فهم يتقاتلون من اجل الصراصير التي يخافون منها ولم اعد احتمل حياتي معهم واريدك ان تخلصني فلقد انهو الفلاش فيكشن ونفذوا ما طلب منهم فلماذا لا يعودون الى طبيعتهم لا افهم لقد اصبحوا يدمنون الصراصير ..ايها الطبيب وانا اريد ان تخلصني وتعالجهم

رائج :   من سلسلة (روايات مصرية للجيب) || جولة أخيرة

نظر الطبيب بدهشة الى الرجل وهو غير مصدق ما يقول قائلا بشك :
– ما هذا الكلام الغريب الذي تقوله فمنذ متى تتحكم الالعاب في حياة الناس انا لا اصدق اي حرف تقوله اعذرني فمن اين عرفت انت كل هذا وانت تقول بانها لم تخبركم
اخرج الرجل دفتر صغير قائلا:
– هذه مذكرات ابنتي دينا وكل شيء مدون هنا ايها الطبيب ان كنت لا تصدقني .

أخذ الطبيب الدفتر بشك وأخذ يقلب أوراقه فوجد الكلام الذي ذكره الرجل مدون بالمذكرات ولكن اخر صفحات مقطوعة من الدفتر فماذا كتبت فيها الفتاة والرجل لا يريد احد ان يقرأها هز رأسه قائلا وربما الفتاة نفسها هي من مزقتهم من يدري …؟
– ما زلت لا اصدق كل هذا ربما كانت هيستريا متقدمة وتخيل اوهام كل هذا ولكنني لن اصدق ما تقول ابدا سامحني
رد الاب بحزن :

– كنت أعرف بأنك لن تصدق شيء فتفضل هذا هو الهاتف إن كنت تريد التأكد فقط ضع شريحتك بداخله وستصلك الرسالة وافق الطبيب بتحدي ليثبت له بأن كلام ابنته ليس صحيح وفتح الهاتف ووضع شريحة هاتفه وبعد لحظات جاءته رسالة من مسابقة ” فلاش فيكشن ” بأنه ربح ربع مليون جنيه ولكنها تسأله هل هناك من اجبرك وارغمك على الاشتراك في المسابقة …

فرد الطبيب بتعجب وكتب لا فلقد اشتركت بكامل ارادتي وهنا جائه الرد انتظر الصور لتكتب القصة وتذكر بانك ستكون بطلها فنحن نعرف ما يخيفك …
رفع الطبيب رأسه إلى الرجل فكان مبتسما بانتصار فقال له :
– ما هذا لا افهم ..
وهنا سمع صوت انثوي من خلفة يقول :
– ابي هل انتهيت من الأمر
– فرد الاب وهو يهز راسه :
– نعم يا دينا و اين امك

– انها بالحمام تنظف نفسها فلقد اصيبت بالهلع من منظر الصراصير التي وجدتها حول رقبتها وفوق راسها هيا بنا وبعدها نظرت الى الطبيب قائلة :
– اشكرك ايها الطبيب على مساعدتي
هتف الطبيب بفزع هو لا يفهم شيء وهل شفيت دينا وامها هكذا بدون مقدمات قائلا :
– انتظروا انا لا افهم شيء
ضحك الرجل بسخرية قائلا :
– سامحني كان لابد من إنقاذ عائلتي ايها الطبيب وادخال احد بإرادته الى المسابقة حتى ينتهي الفلاش فيكشن الخاص بعائلتي ونستلم الجائزة وانت دخلت بإرادتك ولم يجبرك احد هل اجبرتك على الاشتراك بالمسابقة

فرد الطبيب بشرود :
– لا ولكن لماذا انا تفعلون بي ذلك ايها الاوغاد ؟
– كنت اعرف بانك كطبيب نفسي لن تصدق اي حرف اقوله لك وكنت ستجرب الامر بنفسك لتثبت صحة نظريتك وباننا مخطئون فهل هذا ما حدث ؟؟
– ردد الطبيب بشرود نعم هو ..

– اذا لم يجبرك احد على الاشتراك بالمسابقة انتظر الفلاش الخاص بك لتكتب الفيكشن ولكن تذكر بأنك ستكون البطل بطل الفلاش فيكشن وتواجه أسوأ مخاوفك وبعدها رحل الأب تتبعه عائلته تاركا الطبيب فاتحا عينيه بذهول غير مصدق وهو ينتظر الفلاش فيكشن الخاص بيه يا للمصيبة وكيف سيواجه خوفه من الأطفال الصغار فهو لا يخشى شيئا بالكون مثلهم وخصوصا وهم يخبرونه بأن صديقهم الوهمي يجلس معهم الان بالغرفة 🤪🤪🤪

Related Articles