في ٢٠١٦ وانت ماشي في شارع الاستاد في المنوفية كنت حتلاقي منظر غريب لشاب بيبيع تيشرتات والشباب اللي جايين يشتروا منه بيقيسوا ويجربوا التيشرتات في الشارع
البداية المتواضعة ده دلوقتي بقت سترة ب ١٣ فرع و اكتر من مليون فولورز علي صفحة الفيس!!!
أقرأ المزيد: قصة نجاح: براند كشري أبو طارق
البداية
في سنة 2014 كان فيه طالب اسمه احمد حاتم في كلية هندسة قسم مدني جامعة الأزهر .. مكانش عنده اي شغف او اهتمام خالص بدراسة الهندسة وشغل الهندسة.
بدأ احمد حاتم ياخد كورسات في برامج الديزاين .. ودي كانت بداية انطلاقته في عالم الملابس اللي كان بيحب تصميماتها المودرن الشبابية .. في الوقت ده احمد حاتم كان بيشتغل أثناء الدراسة في تسويق براند على السوشيال ميديا وفضل في البراند ده لمدة 4 شهور قدر فيهم يحتك ب العملا وطريقة تفكير العميل وازاي يقدر يتصرف في حالة اي ردود سلبية عن المنتج المعروض عليه ..
أثناء احمد ما كان بيقعد في كافيتريا هندسة هو واتنين زمايله تانيين كانوا معاه في قصة البيع الأونلاين .. قابلوا زميل ليهم في قسم اتصالات .. زميلهم ده اسمه حسن حامد .. حسن ده كان مدمن بيع ملابس .. يعشق حاجة اسمها انه يبيع ملابس .. كان من اول سنة في الكلية بيبيع ملابس لزمايله وجيرانه وصحابه!
وكان المنظر المألوف لحسن في الكلية انه بيدخل الكلية ومعاه شنطة فيها الهدوم اللي زمايله وصحابه موصيينه عليها .. كان حسن ده عامل زي تاجر شنطة بيشوف ايه التيشيرتات والقمصان اللي زمايله حبينها في المحلات ويروح هو يتفق مع محلات يشتري التيشيرتات اللي عليها نفس التصاميم ويفيد زمايله انه يجيب لهم لحد عندهم الحاجة اللي هما عايزينها وهو كمان يستفيد من المكسب ..
… لما اتقابل احمد حاتم وصحابه الاتنين اللي كانوا معاه في البيع الأونلاين ومعاهم حسن حامد في كافيتريا هندسة الأزهر كانوا زي اي شباب بيتقابلوا دلوقتي ع القهوة ونفسهم يعملوا مشروع ناجح بدل ما يتخرجوا ويلاقوا نفسهم عواطلية ..
أقرأ المزيد: “أبو عوف” لوحة نجاح تجارة التجزئة وعلامة تجارية بارزة
شراكة ناجحة وهدف واحد
نفس الهدف ونفس الفكرة جمعت الاربع صحاب دول واتفقوا ساعتها على انهم يعملوا صفحة على فيسبوك تكون هي نواة مشروعهم للملابس.. ولما باعوا كويس على الصفحة بدأوا يفكروا يوسعوا نشاطهم.
أبو احمد حاتم لما بدأ احمد يكلمه عن مشروعه شجعه ودعمه واتفق معاه ان سواء اشتغل بعد كدا في هندسة او مشتغلش لازم ع الاقل ينجح كل سنة في هندسة .. يعني شغل الملابس ميأثرش على كليته.
اول 3 سنين من سترة كان الاربع صحاب دول لسه في الكلية فقرروا انهم يعتمدوا في بداية سترة على الأونلاين لحد ع الاقل ما يثبتوا رجليهم في المجال ده ..
فضلوا يشتغلوا اونلاين ويكسبوا عملا كل يوم لحد ما فتحوا أول فرع ليهم في شهر 5 في سنة 2016 في منطقة عباس العقاد في القاهرة ..
الافتتاح
….في يوم الافتتاح احمد حاتم (المؤسس ومسؤول التسويق في سترة) كان شايف ان الشباب ودانها اتعودت على العروض التقليدية زي خد تي شيرت هدية على كل تي شيرت والعروض اللي زي دي .. احمد حاتم قال لا ده أول يوم في سترة انا عندي استعداد اصرف على سبيل الدعاية مش مشكلة وعمل عرض جامد جدا: اشتري تي شيرت بجنيه . .
الافتتاح كان 5 العصر هو راح الساعة 4 لقى طوابير من اول الشارع! اول لما شاف الأعداد دي قدام فرع سترة اتفاجئ ومعرفش يدخل الفرع من كتر الزحمة !
أول أزمة
أول عقبة قابلت سترة هي عدد الشركا اللي قل من 4 ل 2 .. الاتنين اللي كانوا زمايل احمد حاتم في البيع الأونلاين اعتذروا عن انهم يكملوا في المشروع لأسباب مختلفة..
وبكدا مكنش موجود في ادارة سترة غير احمد وحسن اللي قالوا رب ضارة نافعة وابتدوا ينظموا نفسهم بحيث ان حسن يكون هو مسؤول عن تصنيع التيشيرتات وتوفير الخامات والقماش ..
واحمد يكون مسؤول التسويق والماركتينج والافكار الشبابية اللي تجذب اكبر قدر من شريحة الشباب.
السيولة كانت بسيطة في البداية عند احمد وحسن .. وأول مبلغ يعتبر هو البداية الحقيقية لسترة كان 60 ألف جنيه .. أول 5 الاف منهم كانوا من ابو أحمد حاتم اللي اول ما احمد كلمه عن مصاريف مشروعه والخامات اللي هيحتاجوها دفعلو 5 الاف جنيه راح احمد بيهم واشترى قماش اول تي شيرتات يبيعوها.
أول كوليكشن
نزل من سترة باعوا منه حوالي ألف قطعة تي شيرت .. كان عبارة عن 6 ديزاين بس .. واحمد وحسن نفسهم كانوا هما الموديلز اللي بيصوروا عليهم التي شيرتات .. .. والفوتوجرافر كان صاحبهم وتكلفة التصوير كلها على بعضها كانت 350 جنيه ..
ورغم اي كلام عن اهمية التسويق الا ان التصنيع المسؤول عنه حسن حامد هو أساس النجاح لبراند سترة، وأساس نجاح حسن هو دعم والده له اللي رغم انه كان مهندس كهربا الا انه كان بيشجع حسن على انه يدخل بيزنس الملابس ومكنش اصلا شايف حسن كمهندس خالص يعني..
في سترة كان حسن بيوفر الخامات المناسبة ويبعتها لمصانع بيتفق معاها من الألف للياء على تحويل الخامات دي لمنتج نهائي مطابق للمواصفات اللي حسن واحمد متفقين عليها.
لما نجح اول فرع ل سترة اللي في عباس العقاد اتفق احمد وحسن على فتح فرع تاني يكون في شبين الكوم في المنوفيه _بلد احمد حاتم_ كان احمد يعرف هناك محل ملابس صاحبه كان عارض المحل للبيع .. واتفق معاه احمد انهم يشتروا منه المحل.
وعشان احمد شاطر في التسويق نجح المحل يكسب عملا من اول شهر وبقى له زباينه اللي كل شوية يشتروا منه التي شيرتات اللي سترة متميزة بتصاميمها لحد دلوقت.
التسويق والأفكار الشبابية
يمكن اكتر حاجة مميزة في سترة هي التسويق اللي احمد حاتم مسؤول عنه وبيحاول دايما يشتغل ع تريندات الفيسبوك .. هنلاقي مثلا لما لاعب الدفاع في المنتخب محمد عبد المنعم تألق في بطولة افريقيا في ماتش كوت ديفوار في نفس اليوم احمد حاتم كتب ان اي حد اسمه محمد عبد المنعم ييجي سترة ويشتري وهنعمل له خصم 50% .. هو كتب كدا الساعة 2 بالليل صحى لقى البوست جاب تفاعل وصل لمليون شخص!
ده يبين لك اد ايه ان البيزنس مش قصة محل وخلاص أد مهو طريقة ادارة وتسويق البيزنس ده وربط العملا بيه بالطريقة اللي بتعبر عنهم.
السيستم
مع زيادة مبيعات سترة دخلوا في بيع الجينز والأحذية والجواكيت وبدأ احمد وحسن يقرروا ان لازم يكون ليهم سيستم يمسك كل شغل سترة بدل برامج الإكسل التقليدية لأن الموضوع في الأول كان عشوائي جدًا، مكنش حد عارف مين عمل ايه؟ مكانوش عارفين احنا بعنا أد ايه وايه اللي مع شركات الشحن؟ و ايه اللي رجع وايه اللي وصل؟
الكعبلة دي ومسألة ان مكنش فيه سيستم موجود وصلتهم لمرحلة إن السيولة اللي معاهم تكون أقل من راس المال اللي داخلين بيه .. و دي اخطر مشكلة ممكن تقابل بيزنس في بداياته.
كل المشاكل دي مع أزمة التعويم أول لما حصل خليت فيه رؤية ضبابية عند حسن واحمد، واكتر الأزمات اللي حصلت كانت بسبب مشاكل الشحن وتسليم البضاعة في بيزنس لسه بيخطو خطواته الأولى في سوق مش بيحتمل الاخطاء الكتير زي سوق الملابس في مصر ..
كل ده اتحل لما احمد وحسن اتعاقدوا مع شركة متخصصة عملتلهم سيستم يقدروا منه ينظموا كل المبيعات والمرتجعات وشغل المخازن والمصانع وكل حملاتهم الاعلانية والمردود من ورا كل حملة. . و ده فرق معاهم كتير لما كانوا بيحطوا استراتيجيات التسويق لأي منتج جديد.
أقرأ المزيد: زارا (ZARA) … النجاح لا يأتي صدفة
أزمة كورونا
لكن زي أي حاجة في الدنيا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. كورونا كانت ضربة قوية لأي بيزنس في مصر وبالذات الستارت اب الشبابية اللي لسه بادئة بتقول يا هادي واللي منهم سترة ..
في بداية كورونا كان احمد حاتم اتجوز ورغم ان الشغل وقف ساعتها لكن زوجته كانت اكبر داعم له ولسترة .. كانت بتساعده في افكار الحملات الاعلانية، وكانت بتشترك معاه في افكار تسويق سترة في ظل ازمة كورونا اللي أجبرت سترة ترجع من تاني تعتمد على الاونلاين اللي أصبح هو القوة الناعمة لانتشار سترة بين عدد كبير من الشباب ..
ومن قبل كورونا وفي ظل كورونا وسياسة احمد حاتم على الصفحة الرسمية لسترة على فيسبوك انه بيحاول يكسب العميل .. مش بس عشان يشتري تي شيرت او بنطلون او سويتر او جاكيت وخلاص لأ هو بيجذب العميل ويربطة بكوليكشن سترة ويشوف رايه في المنتج والديزاين اللي نفسه يلاقيه في ستره ..
كل ده ساعد في انتشار اكبر لسترة اللي وصلت دلوقتي ل ١٣ فرع بفريق عمل فوق ال 100 موظف، والسنة دي هما عاملين خطة توسع لعدد جديد من المحلات الفرنشايز اللي المتوقع تنضم لسترة السنة دي والسنة الجاية ..
اهو قصة تفرح و البداية ٦٠ الف عشان الناس تنبسط