من هنا وهناك

“لونجييربن” المدينة النرويجية حيث غير مسموح لك أن تموت، بقوة القانون!

مدينة لونجييربن هي أقصى مدينة في العالم من جهة الشـَــمَال ومن هذا (ومن فكرة أنها نرويجية من الأساس) يمكن استنتاج أنها يحدث فيها بعض الأشياء الخبلية من حيث الطقس، فمتوسط البرودة هناك في الشتاء هو 20 تحت الصفر، و الشمس لا تشرق لمدة 4 شهور في الشتاء ولا تغيب لمدة 4 شهور في الصيف!

وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من أن بها دببة قطبية polar bears (أقوى أنوع الدببة) لدرجة أنك ملزم قانونــًا أن تحمل سلاحـًا ناريًا أثناء خروجك من المنزل) ومن بعض العقبات الأخرى، ف”لونجييربن” مدينة أو بلدة بجميع المعاني المشروعة للكلمة فعدد سكانها الدائمين يصل لـ3,000 وبها جامعة وسيرك وحمامات سباحة ومحطات باصات ومطار ومراكز للرياضات المختلفة ومحطات طاقة ومنافذ بيع وبنك ومركز لتويوتا ومطاعم، إلخ.

والقطط ممنوعة هناك لأنهم يحترموا الحياة المحيطة بهم ويريدون المحافظة على الطيور التي تعيش هناك، وأيضـًا غير مسموح أن تقتل دب قطبي إلا في حالة دفاع عن النفس، وكذلك يوجد حد أقصى لكمية الكحول التي يمكنك شرائها تشتريها (24 كانز بيرة وزجاجتين من أي نوع قوي من الكحول ونصف زجاجة نبيذ) و “لونجييربن” من أكبر الدلائل على آثار ما يسمى الاحتباس الحراري، حيث أن متوسط درجات الحرارة هناك أرتفع 6 درجات مئوية على مدار الـ30 سنة الأخيرة فقط!) 

رائج :   أفضل 100 حكمة عالمية وعصرية

الآن عودة للنقطة الأساسية للبوست، لماذا الموت ممنوع هناك قانونــًا؟ حكومة لونجييربن لا تظن أن الموت حيلة من المواطنين للتهرب من الضرائب أو أن من يموت إنسان جبان ولين ورعديد، أو أي شيء مثل ذلك، ولكن التفسير يعود للجو المتجمد للمنطقة.

بسبب درجات البرودة المذهلة هناك فإن الأرض في “لونجييربن” هي نوع من أنواع ما يسمى الـpermafrost أو الجليد الدائم (permanent + frost) أي أن الأرض (أو بمعنى أدق الطبقة التي توضع فيها جثث الأموات تحت الطبقة السطحية من الأرض متجمدة دائمًا كأنها ديب فريزر كوكبي) ونفس المبدأ الذي يحفظ اللحوم والفواكه سليمة للإستخدام والأكل لمدة سنوات، سيحفظ أيضـًا جثث الموتى كما هي تحت الأرض، من الممكن أن تظن أن هذا في الحقيقة شيئــًا حميدًا ولكنه أبعد ما يكون عن ذلك. 

رائج :   حقد الجمال … هل تسمع عنه ؟

عام 1918 حدث ما يسمى بوباء الإنفلونزا الأسبانية the Spanish flu وأصابت نصف مليار من سكان العالم وقتلت خـُــمس من أصابتهم (أي 100 مليون إنسان) في خلال سنوات معدودة، ومن هؤلاء الـ100 مليون، 11 شخص كانوا في “لونجييربن” وتم دفنهم هناك، وحينما تدفن جثة في فريزر، فإنك أيضـًا تحتفظ بالفيروسات الموجودة بداخلها، ولذلك فإن بداخل تلك الجثث توجد العينات تقريبًا الوحيدة المتبقية من ذلك الفيروس الذي قتل %5 من سكان الكوكب،

رائج :   فينيسيا … البندقية … المدينة الايطالية التي ليس لها مثيل

ولذلك فإنها تمكن الباحثين من دراسة الفيروس وطريقة عمله لكي يعرفوا سر وتفسير القوة القتل المهولة لذلك الفيروس وقتل أي وباء مستقبلي شبيه له في المهد، وأيضـًا في نفس الوقت فإنك عمومًا لا تريد الإحتفاظ بفيروسات لها القدرة على الفتك بحضارات بشرية بشكل كامل متواجدة بشكل دائم تحت الأرض ولذلك أصبح الدفن هناك ممنوعًا بقوة القانون وإذا كنت على شفير الموت وتقضي أيامك الأخيرة أو حتى توفيت بشكل مفاجئ يتم شحنك لمنطقة أخرى من مدن النرويج لدفنك هناك. 

أيضـًا في Svalbard (المنطقة التي تحوي “لونجييربن”) يوجد قبو أو مخزن عملاق يحتوي على عينات من جميع المحاصيل الزراعية الجوهرية للبشر (أكثر من 800,000 من العينات) للحفاظ على تلك المحاصيل الأساسية لإستمرارنا في حالة حدوث كارثة بشرية أو طبيعية، والمخزن مصمم لتحمل تقريبًا أي كارثة ممكن أن تحل بالكوكب.

مقالات ذات صلة